17 - 08 - 2024

معاناة الصحفيين مع "البلطجة" مستمرة ممن اعتادوا الخوف من الكاميرات و"الصيادلة" ليست آخر المطاف

معاناة الصحفيين مع

الضحايا يروون للمشهد تفاصيل الاعتداء البدني والاحتجاز وتكسير الكاميرات

إدانات إعلامية وبرلمانية واسعة.. ونقيب الصحفيين: الكشف عن هوية المعتدين وعقابهم الحل الوحيد للأزمة

حملة القلم والكاميرا يتحولون شيئا فشيئا إلى "ملطشة" والباديء نادي الزمالك

شهدت نقابة الصيادلة في السابع عشر من ديسمبر الجاري اعتداءً جديدًا على خمسة عشر صحفيًا بالضرب وتكسير معداتهم واحتجازهم لأكثر من ساعتين، بعد نحو شهر من الاعتداء على 17 صحفيًا ومنعهم من دخول نادي الزمالك، الأمر الذي أثار غضب جموع الصحفيين وعدد من نواب البرلمان، الذين انتقدوا ما أسموه بلطجية نقيب الصيادلة الحالي، وطالبوا بمعاقبته ورجاله على جريمتهم.

وأكد الصحفيون المعتدى عليهم أن نقيب الصيادلة أمر بالاعتداء عليهم خلال تغطيتهم وقائع تقدم الدكتور كرم كردي بأوراق ترشحه على مقعد نقيب الصيادلة، والتفافهم حوله للحصول على تصريحات صحفية منه، الأمر الذي أراد عبيد إفشاله، وأمر حراسه بالنقابة بالاعتداء على الصحفيين لمنعهم من إكمال عملهم، بمشاركة فايز شطا، مدير النقابة ومستشارها القانوني، ورانيا صقر، عضو مجلس النقابة.

وروت إسراء طلعت، الصحفية بجريدة "الوطن" أنها كانت الوحيدة التي سجلت فيديو لأعمال بلطجة من النقيب وأعوانه، أول أكتوبر الماضي، لتتلقى تهديدا من محامي النقيب، الذي اعتبر الأمر ثأرا قديما، ما دفعه لتوجيه أوامر مباشرة بالاعتداء عليها وزملائها داخل المقر، وإصابتهم بجروح بالغة وتكسير معداتهم.

ونفت مزاعم نقيب الصيادلة، بافتعال الأزمة لصالح منافسه الدكتور كرم كردي، مؤكدة أنها رأت كردي لأول مرة خلال تقدمه بأوراق ترشحه لمنصب النقيب، ولا تربطها به أي علاقة شخصية.

وقالت آية دعبس، الصحفية بجريدة "اليوم السابع": "توجهت للحصول على تصريحات من الدكتور كرم كردى كشخصية عامة، ووقفنا حوله دون إزعاج لأحد، فالتفت حولنا رانيا صقر، عضو مجلس النقابة، وفايز شطا، مدير النقابة، ورجال أمن، وقالت رانيا: "ده مش مؤتمر صحفي"، وبدأت تفتعل مشكلة، وترفع صوتها، حتى جاء اتصال لفايز شطا من النقيب بأوامر بالاعتداء علينا".

وتابعت دعبس: "في لحظة فوجئت بالزميلين عاطف بدر ومحمد الجرنوسي غرقانين فى دمهم، حتى إن فايز شطا ارتدى جاكيت بدلته ليخفي آثار دماء الزملاء، وأعقب ذلك حبسنا لمدة تزيد على الساعتين داخل النقابة، ووقف العمل بها".

من جهتها، عقدت نقابة الصحفيين مؤتمرا طارئا لبحث الأزمة، وقررت معاقبة نقيب الصيادلة بعدم نشر اسمه أو صورته إلا فى حالة الواقعة محل التحقيق، وفي هذه الحالة يتم نشر صورته "نيجاتيف" كنوع من أنواع التأديب.

ولفت محمد سعد عبدالحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إلى أن الزملاء الصحفيين المُعتدى عليهم  فضحوا بلطجة نقيب الصيادلة، الذي سبق طرده من النقابة بقرار من الجمعية العمومية، إلا أنه احتلها بالأسلحة البيضاء ومساعدة البلطجية، واصفًا إياه بـ"البلطجي المحترف".

وأكد محمد شبانة، أمين الصندوق بنقابة الصحفيين، أن النقابة قادرة على استرداد حقوق الزملاء بالقانون، ولن يتم التنازل عن حقوقهم التي تمثل حقوق جميع الأعضاء. واستطرد أن الاعتداء على الصحفيين شرف لهم، خاصة أنهم كانوا يمارسون عملهم، مشيداً بمواجهة هذا الاعتداء ببسالة.

وكشف عضو المجلس محمود كامل عن تلقيه اتصالا من أحد أعضاء مجلس النواب، يفيد بعرض نقيب الصيادلة (الممنوع ذكر اسمه) الاعتذار فى نقابة الصحفيين بشخصه، وهو ما رفضه الحضور بالمؤتمر سواء الصحفيين المُعتدَى عليهم أو أعضاء المجلس.

وعقب الأزمة، رفض نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة، الظهور في لقاء تلفزيوني مع نقيب الصيادلة، واصفا ما حداث بأنها "بلطجة واضحة". وقال سلامة، خلال حواره عبر فضائية "MBC مصر"، أنه ليس من حق أي شخص أن يعتدي على الصحفيين، حيث يؤدون عملهم بشكل طبيعي، بالإضافة إلى دورهم التنويري، مطالبا بالكشف عن هوية مرتكبي الواقعة وعقابهم وعقاب من حرضوهم على الاعتداء على الصحفيين، مشيرا إلى أن هذه الاجراءات هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة.  

كانت نيابة قصر النيل، بإشراف المستشار أيمن بدوى، المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة، قد طلبت التحريات التكميلية في واقعة تعرض أكثر من ١٥ صحفيا، بينهم محمد الجرنوسي، وعاطف بدر من "المصري اليوم"، للاعتداء على يد فرد أمن بنقابة الصيادلة، الإثنين، أثناء أداء الزملاء عملهم الصحفي. وحجزت النيابة فرد أمن نقابة الصيادلة لحين تفريغ الكاميرات، وقررت التحفظ على الكاميرات والمتهم، ومواجهته بالتحريات وأقوال الزملاء الذين اتهموه بالضرب بالتحريض من نقيب الصيادلة، حيث أصيب عدد من الصحفيين بجروح وكدمات وسحجات.

إدانات برلمانية

إدانة الاعتداء على الصحفيين امتدت لأروقة مجلس النواب، حيث استنكر النائب نادر مصطفى، أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بالمجلس الواقعة، وقال إن نقابة الصيادلة هدفها أن تصون حق المواطن للحصول على الدواء "فكيف يظن نقيبها الحالى أنها عزبة وإمبراطورية يملكها، وهذا يؤكد أننا وصلنا لمرحلة صعبة ينبعى أن يتم وقف كل هؤلاء عند حدهم!".

واستطرد النائب نادر مصطفى: "يجب أن نتصدى للنماذج الفاسدة التى تظن أن البلطجة هي السلاح، وأن سوء المعاملة يمكنها من الجلوس على المقاعد لفترة أطول، فعلى هؤلاء إدراك أن المجتمع المصرى لن يبقيهم في أمكانهم بتصرفاتهم".

من جانبها، قالت الدكتورة إيناس عبد الحليم، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إن ما ارتكبه نقيب الصيادلة ضد الصحفيين المكلفين بمتابعة الترشح لانتخابات النقابة أمر غير مقبول على الإطلاق لأن العنف مرفوض.

وأضافت النائبة إيناس عبد الحليم: "هل معنى تغطية الصحفيين لأخبار المرشحين المنافسين أن نقيب الصيادلة يهد الدنيا؟.. متابعة: "الفترة الماضية شهدت مشاكل كثيرة داخل نقابة الصيادلة والأمور تزداد سوءًا داخل النقابة، حتى أصبح المؤيدون لنقيب الصيادلة ينتقدون تصرفاته".

وفى سياق متصل، طالب النائب سامى المشد، الصيدلي وأمين سر لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، بضرورة محاسبة المتورط فى قضية اعتداء نقابة الصيادلة على الصحفيين، مؤكدا أن الاعتداء غير مقبول وغير لائق، وأن من حق الإعلام والصحافة متابعة الأحداث وعرض ما يحدث فى كل مكان على الرأى العام والجمهور.

وأدان 72 عضوا باتحاد المهن الطبية، ما وصفوه بجميع أعمال البلطجة والعنف والتعدي على القانون التي يمارسها نقيب الصيادلة خلال الأحداث التي بدأت في يناير الماضي داخل نقابة الصيادلة، وصولا للاعتداء على الصحفيين أثناء أداء عملهم في تغطية انتخابات الصيادلة.

وبحسب بيان، وقع عليه أعضاء الاتحاد، فإن وجود هذا النقيب في منصبه يمنع استمرار مجلس اتحاد المهن الطبية في دفاعه عن إصلاح المنظومة الطبية بمصر، والمطالبة بإصلاح هيكل أجور أعضائها وأوضاعهم المهنية.