18 - 08 - 2024

تابلت التعليم الجديد.. هل هناك سبوبة بين الوزارات؟

تابلت التعليم الجديد.. هل هناك سبوبة بين الوزارات؟

أعلن وزير التربية والتعليم طارق شوقي في مؤتمر مصر تستطيع أن التابلت المخطط توزيعه على طلبة الثانوية العامة وفقًا لمنظومة التربية والتعليم الجديدة، سيتم تصنيعه بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي وعلماء مصر بالخارج، ويتكلف التابلت حوالي 6 آلاف جنية، إلى تلك النقطة يكون كل شيء منسقا ويخدم المصلحة العامة، ويؤكد حرص الوزارة على تطوير منظومة التعليم، وهذا الهدف قطعًا نبيل، فالتابلت سيكلف الحكومة 6 آلاف جنية وستوزعه مجانًا على الطلبة.

كل ما سبق تقرأه كمواطن يشعرك بالسعادة، لكن عندما تعلم أن هناك شركة مصرية لصناعات السيليكون تسمى "سيكو مصر" أعلنت في وقت سابق عن إطلاق أول تابلت مصري محلي الصنع بسعر يصل إلى 1150 جنية، تعلم أن هناك خطب ما، كيف يعلن وزير التربية والتعليم عن تابلت بالتعاون مع وزارة الانتاج الحربي يبلغ تكلفته 6 آلاف جنية بينما هناك شركة مصرية خالصة تصنع تابلت محلي الصنع تبلغ تكلفته 1150 جنيها؟ لماذا لم تتعاون الوزارة مع شركة "سيكو مصر"مباشرةً؟ هل هناك بيزنس خفي لعمولات بين الوزارات؟ أم أن التابلت به خواص ومميزات أخرى؟آ 

انتقد خبراء في التعليم وأكاديميون إجراءات وزارة التربية والتعليم بتطبيق منظومة التابلت في المدارس الخاصة بالتعاون مع القوات المسلحة ممثلة في وزارة الانتاج الحربي، في الوقت الذي لا تتوافر فيه مدارس وفصول ومقاعد للطلاب، وتتزايد شكوى أولياء الأمور من قلة عدد المعلمين، مؤكدين أن وزارة الانتاج الحربي هي المستفيد الأكبر من مصلحة التابلت، لأنها هي من ستقوم بتصنيعه وتوزيعه، وفق بيان الوزارة.

قال عمر سعدالله، الخبير التعليمي،أنه إعلان الوزارة التعاون مع وزارة الانتاج الحربي يثير تساؤلات كثيرة، خاصة عند إعلان شركة مصرية محلية تصنيع تابلت بأقل من ربع التكلفة التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم، موضحًا أن تجربة التابلت سبق استخدامها في عدة دول حول العالم وفي أنظمة تعليمية مختلفة، ولكن في النهاية كانت نتيجة التجربة سيئة في كثير من البلدان، تايلاند على سبيل المثال لم تحقق تقدما يذكر في مستوى طلابها، عند مقارنة الفرق بين مستوياتهم باستخدام الكتاب الورقي أو التابلت، وعلى الرغم من وجود مميزات متعددة في التابلت، إلا أن وضع التعليم في مصر لا يسمح بالانتقال لهذه التكنولوجيا.

وأضاف أنه مع المستوى التعليمي المتردي في المدارس، ومع سوء شبكات الاتصال بالإنترنت في مصر، ومع مشاكل انقطاع التيار الكهربائي يصبح استخدام التابلت إسرافا في غير محله.آ 

مثير للريبة

فيما قالت الخبيرة التعليمية إعتماد صدقي، أن استخدام التابلت في العملية التعليمية ليست فكرة جديدة، بل تعاقب عليها عدة وزراء، مشيرة إلى أنه وبعيدًا عن منظومة التعليم الجديدة، فإن إدخال التابلت على العملية التعليمية مثير للريبة، خاصة أن لا المعلمين ولا الطلاب مهيئون لإستخدامه، بالإضافة إلى أنه من السهل على الطلاب أن يغيروا من نظام الجهاز ويكون بقدرتهم استخدامه لأغراض أخرى.

وأوضحت أن ما يثير الريبة بجانب عدم التخطيط الجيد لما يمكن أن تؤول إليه الأمور وتبعات توزيع التابلت على الطلاب، أن تكلفة التابلت مبالغ فيها، بالرغم من وجود شركات مختلفة سواء محلية أو دولية تنتج تابلت بأسعار أرخص من التي أعلنته وزارة التربية والتعليم.

في سياق متصل قال كمال مغيث الخبير والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أنه لا يوجد تابلت من الأساس وما هي إلا تصريحات إعلامية من الوزير لإثبات عزمه على تطوير منظومة التعليم الجديدة، لأنه إن كان هناك تابلت سيوزع فكان من باب أولى أن يكون هناك دراسة وإحصائية لعدد معلمي الصف الأول الثانوي المخصص له التابلت، ومعرفة نسبة الذين يجيدون منهم المهارات من الناحية الفنية والبحثية، وأن يكون هناك خطة تدريب ممنهجة للمعلمين،آ وتحديد من هم المنوطون بتدريب تلك المهارات، وأماكن التدريب، والإطار اللوائحي والإداري للتدريب، وتكاليفه، والتغذية المرتدة للتدريب، وتقييم التدريب.
وأكد أنه لا يوجد تصور لمنظومة الصيانة، فعلى سبيل المثال عندما يكون في مدرسة ما 500 طالب، وكل يوم يحدث شكاوى من 40 طالب، بسبب وجود مشاكل في اجهزة التابلت الخاصة بهم، وعن أماكنها، إن كانت في فصل خاص بالمدرسة، أو منظومة تابعة للإدارة، أو من خلال أماكن الصيانة الخارجية، فليس هناك تصور واضح لأي شيء.
--------------
تقرير – عبدالرحمن العربي

آ 

آ 

آ