المدينة المنورة من أكثر الأماكن المقدسة فى العالم أجمع بالنسبة للمسلمين، ففيها المسجد النبوى الشريف والروضة الشريفة وقبره صلى الله عليه وسلم، وكذلك خيار الصحابة والتابعين.. وربما زادت الروحانية لطبيعة طيبة أهل المدينة منذ زمن بعيد. وأيضا كما قال أحد الدعاة، لأن العادة فى أداء الفرض يكون الإنسان مشدودا، وفى الحرم المكى والمناطق القريبة من مكة فى منى وعرفات والمزدلفة شعائر فريضة الحج، بينما تكون الراحة والسكينة أكثر فى المدينة، بعد الانتهاء من أداء الفرض فتسمو الروحانيات بصورة هادئة.
لم تستقبل المدينة أغانى، منذ الأغنيةعذبة الكلمات الصافية فى استقبال الرسول صلى الله عليه وسلم بـ" طلع البدر علينا من ثنيات الوداع"، فإذ بنا نجد خبرا عن اختيار منطقة بالمدينة لتستقبل حفلا تشارك فيه ماجدة الرومى وغيرها.
إذا كان هناك من يقول أن من يرفضون الغناء أصابهم التزمت، فيمكن الغناء فى مدن أخرى بالسعودية، مثل الرياض أو جدة، خاصة أن بهما سفارات وأجانب، إضافة إلى أنه لا يضمن أحد إمكانية أى تجاوز سواء من المطربين أو الجمهور أو حتى مفردات الكلمات والموسيقى بما لا يتناسب مع جلال المدينة؟
أعتقد أنه لو جاء الحديث عن إقامة مثل هذا الحفل فى قصر ولى العهد، ستأتى الإجابة بالرفض ومن أول الأسباب أنه قد يهز من صورة وقار المكان، فهل قصر الملك وأى ملك فى الدنيا أكثر رفعة من المدينة التى استقبلت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ونزل بها الكثير من القراّن الكريم؟
فهل من آذان صاغية تستمع لنداء العقل، وإذا كان الملك سلمان أو غيره يريدون أن يقولوا للغرب أن المدنية فى السعودية تسير بخطى سريعة، فلتسر ولكن خارج الأماكن المقدسة؟
---------------------
بقلم: على القماش
