27 - 09 - 2024

"لمسة البعث" في ذكرى سقوط الأندلس.. لأحمد سراج ونهضة مصر

- سعدون: نشاهد فصلاً مهمًّا من تاريخنا الإنساني غير المنسي. وعبدالعزيز:تصور جديد لحقبة تاريخية بما فيها من طموحات وصراعات وإحباطات

تزامنا مع ذكرى خروج العرب من الأندلس يناير 1492، تستعد دار نهضة مصر لإطلاق المسرحية الشعرية لمسة البعث للشاعر  والمسرحي المصري أحمد سراج، مصحوبة بدراسة للأكاديمي العراقي المقيم بإسبانيا عبدالهادي سعدون، وتدور أحداثها أثناء عصر ملوك الطوائف، وتحديدًا مع دخول المعتمد بن عبد ملك إشبيلية لمدينة قرطبة منهيا حكم بني جهور، لكن مركز أحداثها هو عودة ابن زيدون بعد أربعين عامًا من ترك قرطبة ليرى محبوبته ولادة بنت المستكفي التي احتجبت بعد تأزم العلاقة بينهما حتى ماتت دون أن يراها أحد، أو ترى أحدًا، وتأتي المسرحية بعد سبعة عشر عامًا من إصدار سرج مسرحيته زمن الحصار التي كان موضوعها آخر أيام العرب في الأندلس.

وقد اختارت المسرحية الأندلس مكانًا وابن زيدون بطلا لأسباب تحاول كلمة الغلاف توضيحها: ""لا يذكر العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، إلا وللأندلس معالم بارزة فيه، ولا تذكر نكبة العالم الإسلامي إلا والأندلس جرح لا يندمل، إنها الفردوس المفقود؛ فكما خرج آدم من الفردوس لأنه عصى وغوى، خرج العرب من الأندلس لأنهم تفرقوا وتقاتلوا.

هل تذكر الأندلس بزهوها وذبولها إلا مقترنة بقرطبة الزاهية حاضرة الخلافة، التي ذبلت وصارت إمارة من إمارات الطوائف، ثم المستباحة من العرب وغيرهم؟

من يمثل الزهو والذبول إلا العاشق الأندلسي الوزير السجين الشريد ابن زيدون، والفاتنة الباهية الزاهية المحتجبة المكسورة ولادة بنت المستكفي..

هذا النص يضعك أمام العشاق في لحظة لا تحتمل؛ الطرق بكلتا اليدين على أبواب الفردوس..

هنا.. الأندلس.. الفردوس المفقود.. العشاق المهزومون المطرودون.. وهم يبحثون عنها؛ عن لمسة البعث".

ويرى سعدون أن: "مسرحية أحمد سراج هذه نموذجٌ متميزٌ يرسم فيه جوانب من خلفيات النفس البشرية من خلال شخصيات تاريخية وأدبية معروفة. وأحمد سراج في مسرحيته هذه لا يتوانى عن الولوج حتى أعماق الموضوعة كاشفًا عن أعماق الشخصيات وتركيباتها المعقدة والمغرية في آن واحد.

إن المسرحية مثال حي عن النفس البشرية في صراعها ما بين الخير والشر: أي الطرق أنسب؟ وأي الظروف أفضل؟ وأي الحلول أنجع وأي الوسائل أنفع؟ كلنا نخوض الصراع ما بين الحب والكره، ذلك الذي خاضه ابن عمار وابن زيدون من جهة، وما بين ابن زيدون وولادة من جهة أخرى. ويبقى مشهد الأندلس في إشبيلية وقرطبة وغرناطة في زهوها وفي أرذل أزمنتها كوسط للتفاعل وشاهد على مرور كل تلك الأرواح الماضية نحو حتفها أو هدفها! المسرحية مشروع كتابة عن الحياة من خلال أسمى الصفات البشرية وأرذلها: الكره والحب. لا عمل أدبي في العالم يخلو منهما، ونكاد نجزم أن نص أحمد سراج المسرحي هذا قد نجح بتوصيفاته ومشاهده وحواراته في الأخذ بيدنا لمشاهدة فصل مهم من تاريخنا الإنساني غير المنسي".

وبحسب أستاذ التاريخ الوسيط فتحي عبدالعزيز : " موضوع المسرحية تصور جديد لحقبة تاريخية تمثل رؤية الكاتب بما فيها من طموحات وصراعات وإحباطات استل فيها الكاتب شخوصه من عالمها ليرسمها من جديد ليضعها في قلب تحديات تواجه فيها ذواتها بماضيها وحاضرها وما تنتظره من نهاية أو قل بعث جديد. 

تدور فكرة النص حول محورين هامين التنافس علي المناصب أو التنافس السياسي والتنافس علي المحبوب تنافس الهوي والعشق فالوزير ابن عمار وهو علي وشك الدخول إلي قرطبة فاتحا يريد الخلاص من ابن زيدون الذي يهتف باسمه عامة الناس بالمدينةـ وذلك بقتله علي يد مجهول لحظة قدومه قرطبة في صحبة الملك المعتمد حاكم اشبيليه وقرطبة, بينما ابن زيدون يعود إلي قرطبة مسقط رأسه ومرتع شبابه ومشهد عشقه لولادة يعود متخفيا يشاهد قصر ولادة وقد قصرت عنه خطي زواره صارت قاعة الاستقبال الغناء بائسة بالية الأثاث وميساء خادمة ولادة ترتدي زيا قديما من أزياء سيدتها" 

أحمد سراج كاتب مصري، ومؤسس مشروع: "أدب المصريين" ومشروع "النحو البسيط"، صدر له ديوان: "الحكم للميدان" (طبعتان)، ورواية: تلك القرى" (ثلاث طبعات)، ومسرحيات: "زمن الحصار" (ثلاث طبعات)، و"القرار"، و"فصول السنة المصرية"، و"القلعة والعصفور" (طبعتان - ترجمت وعرضت في مهرجان صوت العالم بأمريكا) و"نصوص الأرض". وفخ النعامة. وكتاب: "أدب المصريين.. شهادات ورؤى". و"النهار الآتي.. دراسات نقدية لتجربة رفعت سلام الشعرية" مسؤول الصفحة الثقافية في صحيفة "المشهد"، ينشر مقالاته وحواراته في أخبار الأدب، والأهرام، والأهرام العربي، والخليج، والحياة، والثقافة الجديدة، ولغة العصر، والدوحة، وتراث، والبحرين الثقافية.