01 - 07 - 2024

الإعلام العربي يتواطأ ضد الاحتجاجات الشعبية بالسودان و"الإخوان" يهددونها

الإعلام العربي يتواطأ ضد الاحتجاجات الشعبية بالسودان و

- أزمات السودان لا تهم حكام العرب وقطر تدعم البشير بمليار دولار

كشفت التغطية الإعلامية العربية للاحتجاجات الشعبية المستمرة في السودان منذ التاسع عشر من ديسمبر الماضي، عن قصور واضح في دعم المطالب التي نادى بها المواطنون هناك، ودعما كاملا للرئيس السوداني عمر حسن البشير وحكومته، وسعيهما لوأد تلك الاحتجاجات ومواجهة المحتجين بالقوة المفرطة، وذلك مقارنة بالتغطية الواسعة للاحتجاجات في فرنسا وتركيا في الشهر ذاته، وتخصيص برامج وساعات كاملة للحديث وتناول مطالب المتظاهرين بالدراسة والتحليل والتأييد الكامل.فيما خرج أعضاء الاخوان المسلمون، قبل يومين يهددون انتفاضات الشعب السوداني بنزول كتائبهم. وقال علي عثمان طه (انتم ماتعرفوا انقاذ لغاية الان، الانقاذ لديها كتائب ، ومستعدة للتضحية بالنفس).

ولم تسلط وسائل الإعلام العربية أو الخليجية الضوء على أحداث ومظاهرات السودن، ومقتل 19 شخصا على الأقل وإصابة المئات بجروح، وفق الحصيلة الرسمية، بعدما استخدمت الشرطة القوة المفرطة ضدهم، احتجاجا على قرارات حكومية برفع أسعار الخبز ثلاث مرات، بينما أفادت منظمة العفو الدولية بمقتل 37 شخصا قتلوا خلال الاحتجاجات.

وخلال الأيام الأولى من الحركة الاحتجاجية، أحرق المتظاهرون عدة مبان ومكاتب تابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم. وتمكنت قوات مكافحة الشغب من تفريق المسيرات حتى الآن بينما اعتقل عناصر الأمن عدة قادة من المعارضة وناشطين في حملة أمنية استهدفت الأشخاص المشتبه بتنظيمهم الاحتجاجات.

ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70 في المائة وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية. ويبلغ سعر الدولار رسميا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيها سودانيا، كما يعاني 46% من سكان السودان من الفقر، وفق تقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.

وامتد التأييد الإعلامي إلى السياسي الرسمي، فأول الدول التي سارعت بدعم البشير كانت قطر، عبر اتصال هاتفي بين أميرها تميم بن حمد والبشير، للاطمئنان على الأوضاع في البلاد، وإعلانه وقوف بلاده مع السودان وجاهزيتها لتقديم كل ما هو مطلوب لمساعدة السودان علي تجاوز هذه المحنة مؤكدا حرصه على استقرار السودان وأمنه، إضافة لمنحة قطرية عاجلة للبشير وحكومته قدرها مليار دولار.

وقبل نهاية ديسمبر بأيام، سافر وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل إلى العاصمة السودانية الخرطوم، لعقد مباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من المسؤولين السودانيين. وقال شكري في مؤتمر صحفي بالقصر الرئاسي في الخرطوم إنّ “مصر تثق في أنّ السودان سيتجاوز الظروف الحالية”، مضيفا أن “مصر دائما على استعداد لتقديم الدعم والمساندة للسودان وفق رؤية الحكومة السودانية وسياساتها”. 

وفي الثلاثين من ديسمبر، أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير أنه راض عن أداء الشرطة السودانية في مواجهة الاحتجاجات، مضيفا: "لن نسمح بانزلاق السودان مثل الدول الأخرى أو أن يتحول شعبنا للاجئين".

وأعرب البشير، عن رضاه عن أداء الشرطة السودانية خلال الاحتجاجات الدائرة ضد الوضع الاقتصادي، مؤكدا أن الوضع في بلاده أفضل من دول مجاورة.

وقال البشير خلال كلمة أثناء احتفال الشرطة بعيد الاستقلال، "نعبر عن الرضى التام عن أداء الشرطة في السودان…نريد هيبة الدولة ممثلة في هيبة رجل الشرطة". وعن الاحتجاجات ضد الوضع الاقتصادي، قال الرئيس السوداني، "نستطيع عبور الأزمة الاقتصادية، وهى تحتاج إلى صبر وحكمة وحسن إدارة"، مضيفا "نحن أفضل حالا من كل الدول المحيطة بنا".

ووعد محافظ بنك السودان المركزي محمد خير الزبير، المواطنين بالعمل على كبح جماح التضخم وخفضه إلى 27% خلال عام 2019، والعمل على زيادة إنتاج البلاد من النفط والقمح والسكر والأدوية خلال العام الجاري.

لكن كلمات البشر ووعود حكومته لم تنل رضا المعارضين أو حتى الحلفاء، وفي الثاني من يناير الجاري، دعا تحالف من 22 حزبا في السودان غالبيتها متحالفة مع حكومة البشير، الثلاثاء، إلى تنحيه وتشكيل حكومة انتقالية.

وقال التحالف في بيان وزعه في مؤتمر صحافي في الخرطوم إن "النظام بتركيبته الحالية وعزلته السياسية والاقتصادية والإقليمية والدولية ليس في مقدوره تجاوز هذه الأزمة التي لا سبيل لتجاوزها إلا بقيام نظام جديد".

وتضمن البيان أيضا "وعليه أصبح السبيل الوحيد لتدارك الانهيار السياسي والاقتصادي الوشيك اتخاذ إجراءات استثنائية وتشكيل حكومة انتقالية تجمع بين الكفاءات والتمثيل السياسي وفق برنامج أولويات يوقف الانهيار الاقتصادي وينهي عزلة السودان الخارجية السياسية والاقتصادية ويحقق السلام".

ودعا رئيس حزب الأمة القومي السوداني المعارض الصادق المهدي، الرئيس عمر البشير إلى قبول التغيير والاستماع إلى مطالب الاحتجاجات التي تجتاح عدة مدن سودانية.

في المقابل، أمر الرئيس السوداني عمر البشير، السلطات، بتشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في العنف الذي رافق التظاهرات المناهضة للحكومة التي هزت البلاد. وذكرت وكالة السودان للأنباء "سونا" أن البشير أصدر"قرارا جمهوريا بتكوين لجنة تقصي حقائق حول الأحداث الأخيرة برئاسة وزير العدل" محمد أحمد سالم.
-------------------------
كتب ـ محمد سعد







اعلان