17 - 08 - 2024

ردا على إرهاب سوزان حرفي في "دستور تحت التغيير"

ردا على إرهاب سوزان حرفي في

ورثنا الكثيرمن الأعباء....وحملها الرئيس السيسي صامتا.. فخورا.. وشاكرا راضيا، ولكن من أثقل ما ورثناه هو (ارهاب المثقفين) وكان مقال الأستاذة سوزان حرفي (دستور تحت التغيير المنشور بصحيفة المشهد) هو شقيق لإرهاب الكثير من المثقفين؛ وكلهم يبدعون في الحديث عن الديمقراطية وكلهم أيضا يتسمون بفيروس الدكتاتورية والارهاب غالبا .. والاستاذة سوزان كاتبة لها قيمتها ولديها قدرة فائقة علي تطويع الكلمات.. ورسمها برشاقة.. إلا أنها رغم احترافها المنتج وطنيا اتهمت الآخر الذي يختلف معها بالنفاق والإجرام، واستخدمت الألفاظ التي تؤدي الي هذا المعني كلفظ (سرا... قدم وساق.. عملية تغيير الدستور.. الأجهزة الأمنية.. سدنة الإعلام) وغير ذلك من الألفاظ كثير.. وليس ذلك إلا لأن هناك من يرغب في ارتكاب جريمة (تغيير) الدستور واسمها الحركي (عملية تعديل الدستور) وهذا النفر طبعا كما وصفته الأستاذة لا يحتسب لمعارضة ولايهتم بالداخل ولا بالخارج ولا يعنيه حكم تاريخ او مستقبل وطن في عملية تسير عمياء؛ وهم متاجرون لا مصلحون.

والآن وأنا أحد كبار الذين يخططون لتعديل الدستور فإني احتكم إلي محكمة الضمير الديموقراطي.. وأعترف بأني لا أرغب في تعديل الدستور فحسب، بل أتمني له الإلغاء، وذلك  للشك في مولده ونسبه، فقد وافقت علي صياغته والزعم بأنه ينتسب إلينا مشاركة مع من يريدون عبور أزمة مصر مع أعداء أمنها.. ولكن ليس هذا موضوع النقاش؛ ذلك أني أريد الحديث حول أسلوب النقاش مع أمراء الديموقراطية وداعشييها الجدد.. فهل أصبح تعديل الدستور جريمة؟ حتي لو كانت من أجل أن نمنح رئيسا قويا أصيلا وناجحا فرصة ثالثة للعطاء! وإذا أعدت الجماهير العدة لذلك، تصبح في نظر البعض ممن يتآمرون علي مستقبل وطن! وذلك دون أن يسألوا أنفسهم عما إذا كانوا أقلية قليلة أم أغلبية كبيرة.. فالإجابة علي هذا السؤال، هي التي ستحدد من الذي يتحدي مصلحة الوطن ويناقضها.. فأنا أزعم ولي خبرتي في مجال التحول الشعبي أن الرئيس السيسي كانت قد انخفضت شعبيته عقب تعويم الجنيه إلي أعمق درجاتها، ثم ارتفعت إلي أعلي الدرجات بعد الحرب علي  الإرهاب، ومشروعات المستقبل، وثورة الإصلاح الاقتصادي والتفوق الدولي، وبناء مئات المصانع والمشروعات التاريخية... وغير ذلك مما لا يمكن حصره. 

طبعا قد أكون مبالغا أو مقللا او عادلا في حق الرجل؛ ولكني ومن باب احترام الآخر، ومنهم الاستاذة الرشيقة سوزان، لن أعتبر رأيها - إذا خالفني - مؤامرة علي الدستور أو علي الوطن، رغم أن كامل إيماني بأننا نحن من يبحث عن حق مصر في حياة كريمة؛ وأن غيرنا ربما لا يملك المعلومات ولا الاستقصاء العلمي ولا الاستقراء بمدلولاته، وهذا النقص في مصادر المعرفة جعلهم وبحسن نية يسلمون جماعة الاخوان المسلمين ملك مصر، ولا يملكون الآن حتي شجاعة الاعتذار؛ وهاهم يرفضون أن تكمل مصر نهضتها، ويقفون عقبة أمام من يريد لركب الإنجاز أن يستمر، وذلك بإرهاب غير مسبوق باتهام الرأي الآخر بالنفاق والخيانة.. وإذا كانت المعارضة في أغلب حالاتها هي موقف له فخامة موروثة، إذ كانت في زمن الفساد السابق والأسبق تستمد فخامتها من فساد الحكام وقتئذ، ولكن ذلك الميراث لا يجوز أن يمتد إلي عصر يحكمه الرجل الصالح؛ فيعارضون حكمه ويصبحون في الموقف الخاطئ وفي المربع الخاسر، ولن يصيبوا أي قدر من الفخامة كما يتوهمون.. فالذين يقفون مع الرئيس السيسي الآن هم، وبكل شجاعة، يتحدون ضياعا اقتصاديا ويواجهون فسادا عميقا ويتغلبون علي إرهاب الرأي الآخر الذي يتهمهم بالنفاق والخيانة والمتاجرة بالوطن.. إلا اننا نلتمس لهم العذر، ونحتكم كما احتكم الاستاذ "هيثم الحريري" الي استفتاء كانت نتيجته لصالح تعديل الدستور بنسبة90٪،  فهل يوافق المهاجم لنا أن يحتكم إلي الناس بدلا من أن يفرض علينا رأيه ويسفه أو يجرم ما نحلم به ونعتقده من آراء؟ وما نتمناه لصالح الوطن دون متاجرة كما يزعمون.
-----------------------
بقلم: مختار نوح

مقالات اخرى للكاتب

البغدادي.. البداية والنهاية