30 - 06 - 2024

نيران صديقة جدا حول تعديل الدستور

نيران صديقة جدا حول تعديل الدستور

من كل الإتجاهات أتتني النيران وكلها تحتكر الحقيقة وتفترض فيمن يطالب بتعديل الدستور إما النفاق كالاستاذة رشيقة القلم سوزان حرفي، وإما المتاجرة وابتغاء المصلحة الشخصية، مثلما خط الحبيب الغالي كمال الهلباوي، ودعاني الدكتور العلامة عبد الخالق فاروق لأكون في الخندق الصحيح مع الرافضين لتعديل الدستور؛ وطالبني الاستاذ الهلباوي بأن اضرب له مثالا لدستور تم تعديله بعد عدة سنوات.. فمصر في حكم عبدالناصر عرفت عدة دساتير خلال عشر سنوات، وفي السنوات الماضية تم تعديل الدستور عدة مرات وكان آخرها بيد الدكتور كمال الهلباوي نفسه، يوم أن ألغي دستورا بأكمله كان قد حصل على  أغلبية وصلت لأكثر من 70٪، ومع ذلك يطلب الحبيب الغالي مثالا لدستور تم تغييره من اجل الإبقاء علي رئيس.. وها أنذا اعطيه مثالا علي دستور عدله سيادته لإقصاء رئيس وإبقائه بعيدا بدافع المصلحة، وهو عمل شجاع أنقذ مصر وأبعد عنها شبح الضياع، وطبعا هناك من كان يعتبر ذلك متاجرة أو أهواء.. لكن فضيلته تحدي هؤلاء وشارك في تغير دستور بأكمله.. واعتبر ذلك خلافا في الرأي يحسمه الشعب.

 ونحن نقول لأستاذنا الفاضل اننا نفعل مثله؛ ولكننا لا نلغي دستورا لكن فقط نعدله.. ولن نقصي رئيسا ونحرمه من الترشح؛ بل نعطي رئيسا حق الترشح دون أن نمنحه رئاسة او نعزله عنها؛ ونعرض التعديل علي الشعب فإن وافق عليه، عرضنا الرئيس نفسه علي الشعب، فإن اختاره نكون قد حققنا رغبة الشعب وفعلنا عين ما تفضلت سيادتكم بفعله؛ ومنحناكم من أجل فعله تكريما وحفاوة.. وتقديرا لشخصكم الوطني. 

اما الأستاذ الدكتور عبد الخالق فاروق فقد عرض علينا أرقاما حول زيادة الدين الخارجي والداخلي؛ وأضيف إلى سيادته انه قد زادت ايضا المصانع والمساكن الإقتصادية وبدائل العشوائيات والمعاشات بالمليارات وطرق بآلاف الكيلومترات والطرق الدولية وعلاج فيروس سي الذي فتك بخمس الشعب المصري سابقا؛ وإنهاء قائمة العلاج علي نفقة الدولة والعمليات الحرجة في أشهر معدودة وعلاج الملايين في منازلهم بمشروعات قومية وإنشاء مساكن الخريجين وتوزيع الاراضي عليهم دون وساطة او محسوبية ومعاشات الكرامة ودعم الفقير وشمول البطاقات التموينية. 

هذا فضلا عن المشروعات الإنتاجية والأسماك والصوب الزراعية علي مساحات آلاف آلاف الأفدنة والإنفاق علي الإكتشافات البترولية وغير ذلك كثير جدا..جدا.. جدا...

وكل هذا كوم.. والجيش والتسليح كوم آخر.. وخاصة ونحن بين دول وحكام وأعداء لا يرقبون في الأبرياء عهدا، من تركيا التي تقطع الماء عن الآمنين وتصدر السفاحين الينا؛ إلى قطر التي تمول الإرهاب وتتبناه؛ وأمريكا التي تصنع خفافيش الظلام، والغرب الذي يحلم بخريطة لا عرب فيها ولا مصريين... وأخيرا فقد اصبحت لنا هيبة دولية ومكانة أمام العالم لولاها لأكلتنا الفئران، وأصبحت سيناء شبه خالية من الدنس والإرهاب وخططنا لأحلامنا فيها بأنفاق عملاقة وعديدة.

أما لغة الأرقام التي يجيدها صديقي العالم؛ الذي أقرأ له حتي كتابة هذه السطور؛ فأنا أمامها مثل الصحابي البسيط الذي قال للرسول صلي الله عليه وسلم "أنا لا أفهم دندنتك ولا دندنة معاذ" فقال له الرسول {ص} وانت ماذا تقول"فقال اسال الله الجنة واعوذ به من النار"، فقال النبي: "ونحن علي ذلك ندندن".

فأنا أمام رئيس لا ينام الليل ويسافر من بلد لبلد، ثم يهبط بطائرته علي أرض مشروعات يتابع بعضها، ويفتتح الأخري ثم تجده بعد ذلك يتقدم صفوف الجنود في تدريباتهم وينتقل بين طلبة الكليات العسكرية وفي ليل نفس اليوم تجده بين الأحباء من ذوي الإحتياجات.

وأعتقد ما نراه علي الأرض أفضل من أن نختلف علي أرقام..

فأنا وغيري نؤمن بأنه رجل صالح، لم ينتقل بأسرته إلي شرم الشيخ حيث يحكم بلد الحضارة من خلف الأمواج؛ ويجني الدخل القومي هو وأولاده ويسرق حتي قصور الرئاسة وتبرعات الزلازل.. أليس هذا هو حسني مبارك الذي لم تنفعنا معه أرقام ولا برلمانات.. أم هل نفعتنا لغة الارقام مع (الأمير) الذي بايعتموه في (الفرمونت)، فباع مصر وفتح المزاد علي أراضيها، وجعل من أولاده أباطرة من اليوم الأول لحكمه، ثم ترك لنا إرهابا يقوده وزراؤه ومحافظوه.

ياسيدي الدكتور العظيم، والصديق الحبيب.. أطمئنكم جميعا، فأنا أجوب البلاد لألهث حول إنجازات الرئيس السيسي فلا أدركها؛ ولكن أحاول أن أطمئن علي حسن اختياري وعلي رشد جهادي، من أنه يدور حول الرجل الصالح.. وأنني مازلت في الجانب الصحيح.. وفي الخندق الصحيح.. والصحيح جدا كمان.

---------------------
بقلم: مختار نوح

مقالات اخرى للكاتب

البغدادي.. البداية والنهاية





اعلان