30 - 06 - 2024

بالصور من داخل مركز إعادة تأهيل، حكايات لأطفال اختطفهم داعش وزج بهم للحرب كيف كانوا وكيف سيصيروا؟

بالصور من داخل مركز إعادة تأهيل، حكايات لأطفال اختطفهم داعش وزج بهم للحرب كيف كانوا وكيف سيصيروا؟

في مبنى خاضع للحراسة الأمنية المشددة، على الحدود السورية العراقية، يعيش أكثر الأطفال خوفا في العالم، حيث أنهم كانوا ضحايا لتنتظيم داعش الذي اانتزعهم ليزج بهم في عملياته الدموية،بعد غسل عقولهم، آ وفي هذا المركز يخضع هؤلاء الأطفال لعملية إعادة تأهيل.

وسلط تقرير لـ"سكاي نيوز"، اليوم الاثنين، الضوء على الأطفال الذين يعيشون في المركز، مضيفا: "خلف الباب المتين يعيش أكثر الأطفال خوفا في سوريا اليوم، وربما في العالم".

وأوضح التقرير أنه مع اتساع سيطرة داعش على الأراضي في سوريا والعراق، خلال السنوات الماضية، عمل بقوة على تجنيد الأطفال ودفعهم إلى المعارك وحتى إلى تفجير أنفسهم، مطلقا عليهم اسم "أشبال الخلافة" المزعومة، ففي سوريا وحدها وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان حالات أكثر من 1200 طفل انتموا إلى ما بات يعرف بـ"أشبال الخلافة" خلال عام 2015، وفي الموصل، بلغت أعدادهم 900 طفل، وكانت مصادر التنظيم قد تفاخرت بتجنيد 4500 طفل خلال عام في نينوى وحدها، التي استعادها الجيش العراقي بدعم من التحالف الدولي في 2017.

ومع انهيار التنظيم الإرهابي، بدأت عملية استعادة هؤلاء الأطفال من قبل دول، مثل روسيا التي أعلنت خلال الأشهر الأخيرة أنها استعادت نحو 50 طفلا يحملون الجنسية الروسية، وكان ذووهم يقاتلون في صفوف داعش، ويعد هذا المركز الوحيد الذي يقدم ملاذا إلى الأطفال الذين استغلهم داعش، علما بأنه لا يستقبل أطفالا تقل أعمارهم عن 10 سنوات.

ويقول المدير المشارك للمركز بأن الأطفال الموجودين في المركز قبض عليهم جيمعا وهم يرتدون أحزمة ناسفة أو يحملون أسلحة في وسط مناطق القتال، مضيفا أن بعضهم حاول أن يفجر نفسه في الجنود الذين سارعوا إلى إنقاذهم، موضحا أن آ "أطفال داعش" شاهدوا أقاربهم وهم يفجرون أنفسهم، وبعضهم فقد والديه أثناء القتال، فيما لا يزال بعض الآباء يقاتلون في صوف داعش، وفق مدير المركز.

ويحرص المركز بصرامة على عدم الحديث مع الأطفال والقاصرين حول الفترة التي عاشوا فيها تحت سيطرة داعش، وقال معلمون واستشاريون نفسيون إن الأطفال الذين وصلوا إلى المركز كانوا في صدمة نفسية وجسدية ومحطمين عاطفيا.

ويساعد المركز الأطفال في العودة إلى الحياة الطبيعية عبر تلقي الدروس وتقديم الدعم النفسي، في خطوة ترمي إلى إخراجهم من حالتهم المأسوية، وربما تكون المحاضرات المدرسية هي المرة الأولى منذ فترة طويلة، التي يقدر فيها أشخاص قيمة هؤلاء الذين دفعهم تنظيم إرهابي إلى الموت والدمار.

وأقبل الطلبة الجدد على درس بشأن المجموعة الشمسية، فقد كان عالمهم في السنوات الماضية صغيرا للغاية، بعدما جرى قطع تواصلهم مع العالم الخارجي، إذ لا إنترنت ولا تلفزيون، وكانوا عوضا عن ذلك منغمسين في القتال، وظهر بعضهم في عمليات إعدام وحشية وثقتها كاميرات داعش.

آ 

ومن بين هؤلاء، بيير 13 عاما، الذي قال: "أول أمر أريده هو أن أكون مع والدتي وأن أظل معها وأخبرها بكل ما حدث"، فيما تحدث طالب آخر لم يكشف اسمه بلغة فرنسية ممتازة إنه عندما كان في التاسعة من عمره، اعتقد أنه ذاهب لقضاء عطلة إلى تركيا مع والده وإخوانه الأكبر، لكن والده ترك والدته ومنزله في باريس، وأخذ بقية أفراد الأسرة إلى سوريا للانضمام إلى داعش، ويقول إنه أخويه قتلا في انفجار قنبلة أثناء نومهما، وقضى الصبي الصغير 4 سنوات تحت حكم داعش.

أما حميد فلا يعرف كم عمره فيقول: "عندما كنت في منطقة داعش اعتدت أن أرى الكثير من الناس الذين بترت أذرعهم وسوقهم من قبل داعش، وكانت هناك الكثير من الدماء"، وأضاف "عندما جئت إلى هنا (مركز التأهيل) للمرة الأولى، كانت أعاني من الكوابيس المؤذية حقا، لكنني أتحسن الآن ببطء".

ويقول طفل يحمل جواز سفر فرنسي إن أقرانه في المركز يضايقونه بسبب نوبات البكاء، التي يدخل فيها كل ليلة، متحدثا بمرارة عن والدته التي تقاتل في صفوف داعش وباتت الآن عالقة في جيب داعش الأخير، ومن الصعب الحصول على صورة دقيقة لما حدث مع هذا الطفل الفرنسي، لكنه تحدث عن وجوده داخل سجن للبالغين على الرغم من صغر سنه.

وتوسل الصبي أن يوصل الفريق الصحي رسالة إلى أمه الموجودة في باريس، وهي عبارة عن رسم لقلب حب باللون الأحمر وكتب عليه "أنا أحبك" باللغتين الإنجليزية والعربية.

آ 

ويقول المدير إن الطفل الفرنسي عندما وصل إلى المركز على الحدود العراقية السورية، بدا مشلولا، وكان محطما عاطفيا، وقد يبدو الهدوء على وجه هذا الطفل عاديا، لكن خلف تلك الابتسامة الخجولة ألم عميق للغاية.






اعلان