20 - 10 - 2024

صحيفة تركية "أردوغان يصنع دولة خوف بانتهاكه القانون واتهام كل الأحزاب بالخيانة والإرهاب"

صحيفة تركية

يرى الرئيس التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم رجب طيب أردوغان، نفسه فوق القانون حيث يواصل عدم الالتزام بالمحظورات الانتخابية، هذا بحسب صحيفة"زمان" التركية. 

وأوضحت الصحيفة أن أردوغان مستمر في عقد لقاءات جماهيرية في المدن والبلدات بحجة المشاركة في افتتاحات جماعية، ويظهر كل يوم على الشاشات ويوجه منها لخصومه ومنافسيه كل أنواع الاتهامات والافتراءات بل والتهديدات من دون أدنى رعاية للقوانين والقواعد والأعراف السياسية، بينما لا يُسمح لأحزاب المعارضة بأي نوع من الدعاية أو عقد اللقاءات الجماهيرية، موضحة أن كل هذا يحدث بالرغم من أن فترة الدعاية والتجمعات والحملات الإعلامية المكتوبة والمرئية من أجل الانتخابات البلدية تبدأ رسميا في 21 مارس المقبل.

ويرى مراقبون، بينهم الكاتب والمحلل السياسي التركي ذو الفقار دوغان، أن سبب نزول أردوغان إلى الساحات وظهوره على الشاشات، ورفع سقف اتهاماته للمعارضين، بالمخالفة للقانون، يعود إلى المشهد السلبي لنسبة أصوات حزبه حتى في استطلاعات الرأي الذي تجريه مؤسسات الاستطلاع الموالية له.

ويزعم أردوغان أن أحزاب "الشعب الجمهوري" و"الخير" و"السعادة" أسست تحالفًا سريًّا مع حزب "الشعوب الديمقراطي"، واصفًا إياه بـ"تحالف الخيانة" لارتباط الأخير مع حزب العمال الكردستاني الذي تصفه تركيا بـ"الإرهابي".

بل أطلق أردوغان لسانه واستمر في اتهاماته زاعمًا أن ما سماه منظمة فتح الله غولن.. وحزب العمال الكردستاني شكّلا تحالفًا انتخابيًّا، لأنهما علقا آمالهما على فوز تلك الأحزاب المعارضة في الانتخابات البلدية.

 

يسوق أردوغان كل هذه الاتهامات والافتراءات من دون هوادة، لأنه لن يخرج أحد ليتساءل: ألستَ أنت الذي اتهمت حركة الخدمة التابعة لغولن، بعرقلة "مفاوضات السلام" التي أجريتَها مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الإرهابي؟! مع أن حركة الخدمة ساندت تلك المفاوضات مع تأكيدها على ضرورة الحفاظ على وقار الدولة، ومطالبتها في الوقت ذاته بالاعتراف بحقوق المواطنين الأكراد.

وفي المقابل اعتمد اردوغان تنحية الأكراد جانبًا وبدأ يجري مفاوضات مع حزب العمال الكردستاني من أجل تحقيق مصالح سياسية، ولما تعارضت مصالحه مع تلك الخطوة، بعد توجّه الأكراد من حزبه إلى حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، أطاح بطاولة المفاوضات، وأعلن حربًا على العمال الكردستاني، لكنه هذه المرة دمر المناطق السكنية وقتل الآلاف من الأكراد بحجة مكافحة الإرهاب، واليوم يتهم حركة الخدمة بالتحالف مع العمال الكردستاني بعد أن كان يتهمها أمس بمعاداته، فكيف يمكنه الوثوق فيما يقول مثل هذا الإنسان الذي يغيّر أصدقائه وأعدائه بين ليلة وضحاها يا ترى؟، بحسب ما قالت الصحيفة التركية.

وأضافت الصحيفة أن رفض زعيمة حزب الخير ميرال أكشينار اتهامات اردوغان بالتحالف مع حزب العمال الكردستاني ليس عبثي حيث ذكرته بقوله في وقت سابق عندما صرح قائلا "أنا من أمرت بإطلاق مفاوضات السلام الكردي مع قياديي العمال الكردستاني!"، وأضافت أكشينار أنه ليس من الصائب أن يبادر أردوغان إلى تصنيف 6 ملايين شخص منحوا أصواتهم لحزب الشعوب الديمقراطي "الكردي" على أنهم عناصر إرهابية تنتمي لتنظيم العمال الكردستاني "الانفصالي".

وأصافت اكشينار "يزعم البعض أن الخوف المتزايد يومًا بعد يوم من خسارة حزب أردوغان للبلديات، خاصة بلديات المحافظات الكبرى، يدفع أردوغان إلى أن يتصرف وكأنه المرشح الوحيد من حزب العدالة والتنمية لكل البلديات في تركيا، إلا أنني أعتقد أن السبب الحقيقي هو أن لغة التهديد والكراهية أصبحت أمرًا فطريًّا أو طبيعيًّا لدى أردوغان، حيث إنه تعلم على مدى الفترة الماضية البقاء في السلطة بأساليب قمعية يبررها دومًا بوجود تهديد أو عدو وإن خسرت تركيا بكل أطيافها بسبب تلك اللغة".