30 - 06 - 2024

من المشهد الأسبوعي: التأجيل لـ « دواعي أمنية» يفضح النفوذ السياسي!

من المشهد الأسبوعي:  التأجيل لـ « دواعي أمنية» يفضح النفوذ السياسي!

الأمن يُنهي الأزمة بين الأهلي وبيراميدز والجبلايةآ 

تصريحات «آل الشيخ» تثير " الفتنة" في الوسط الرياضي المصري..والأزمة مع الأهلي مستمرة

الجماهير الأهلاوية تدفع "المجلس الأحمر" للتمسك بقراراته الرافضة لـ" الجبلاية"

أنهى تدخل الجهات الأمنية في اللحظات الأخيرة، الأزمة التي أشتعلت في الوسط الرياضي لأسابيع، بين ثلاثي الأهلي، وبراميدز، واتحاد الكرة "الجبلاية"، بعدما تشبث النادي الأحمربموقفه الرافض بعدم لعب مباراة كأس مصر مع الثاني، في سياق الحرب المشتعلة بينه وبين المستشار السعودي تركي آل الشيخ، مالك نادي بيرميدز، ورئيس هيئة الترفيه السعودية، الذي أصبحت تغريداته ومداخلاته التلفزيونية على القنوات المصرية، تثير الكثير من علامات الاستفهام، بشأن فرض نفوذه القوي في الوسط الرياضي، وسيطرته على اتحاد الكرة ، كما يتردد في الأوساط الجماهيرية.

وقبل ثلاثة أيام من اقامة المباراة المحددة بين الأهلي وبيراميدز في كأس مصر التي كان مقرراً لها يوم 28 فبراير الماضي، اصدر اتحاد الكرة بياناً ليس فقط بتأجيل المباراة سبب الأزمة، بل بتأجيل كافة مباراة الكأس تحت مبرر «دواعي أمنية» على حد قول بيان الجبلاية، بعدما أوصلت التصريحات الملتهبة الصادرة عن الثلاثي المتشابكين الأهلي وبيراميدز، والجبلاية في اشتعال الوسط الرياضي، إذ دخل الأهلي في صدام عنيف مع اتحاد الجبلاية من جانب، ونادي بيراميدز من جانب أخر، من خلال بيانات رسمية عنترية، حيث رفض المارد الأحمر خوض اللقاء، وتمسك بموقفه بعدم لعب أي مباراة خارج الجدول المعلن مسبقًا من قبل «الجبلاية».

سيناريو الأزمة

وكان اتحاد الكرة المصري قد أعلن مسبقًا موعد لقاء الأهلي وبيراميدز في الجولة الـ 25 بمسابقة الدوري المصري يوم 28 فبراير، الموعد الذي رفضه تركي آل الشيخ رئيس نادي بيراميدز، مؤكداً أنه لن يخوض مواجهة الأهلي في الدور الثاني بمسابقة الدوري، قبل إقامة لقاء القمة بين الأحمر والزمالك بالدور الأول، لضمان تكافؤ الفرص بين ثلاثي القمة في الوقت الحالي، وقبوله المقترح الذي أشيع باستبدال مباراة الدوري بلقاء الكأس المؤجل من دور الستة عشر، الأمر الذي رفضه الأهلي أيضاً.

واضطرت لجنة المسابقات باتحاد الكرة برئاسة عامر حسين إلى تأجيل مباراة الأهلي وبيراميدز بالدوري المصري، إلى أجل غير مسمى، ولم يعترض الأهلي الذي اعتبر ذلك يصب في مصلحته، خاصة مع ضغط المبارايات التي يخوضها في بطولة دوري أبطال إفريقيا.

وبعد أيام فوجئ مجلس إدارة الأهلي وجماهيره، بقرار جديد من لجنة المسابقات بتحديد موعد اللقاء المؤجل بين الأهلي وبيراميدز في بطولة الكأس في نفس موعد مباراة الدوري 28 فبراير، الأمر الذي بدا للجميع وكأنه انصياع لمطالب «آل الشيخ» باستبدال مباراة الدوري بلقاء الكأس،مما أشعل غضب الجماهير الأهلاوية واضطر معه مجلس إدارة الأحمر إلى رفض جميع القرارات، واعلن انعقاده الدائم لحين حسم الأمر.

وناور «آل الشيخ» كعادته من خلال تصريحات متلفزة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي هاجم خلالها الأهلي رافضاً اقتراح الاستبدال وواصفاً ذلك بأنه عملية تخريب للدوري، وتجاوز خطير، كما أنه يمثل حالة من عدم التعاون على حد قوله.

وتصاعدت حدة الأزمة مع اقتراب موعد المباراة، ودخل على خط الأزمة نادي الزمالك ورئيسه الذي أعلن مساندته لـ «آل الشيخ، الأمر الذي عكس صورة سلبية أمام الرأي العام عن النادي الأهلي صاحب التاريخ الطويل وكأنه بدا صغيراً، وأنه سيرضخ في النهاية للتراجع عن موقفه، خصوصاً مع تزايد الضغوط على مجلس الإدارة من قبل الجبلاية ووزارة الشباب والرياضة، خاصة وأن مصر مقبلة على استضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019، الأمر الذي يحتاج مساندة من الجميع وعلى رأسهم قطبي الكرة المصرية.

وعلى الرغم من مساندة الزمالك لموقف «آل الشيخ» ورفض تأجيل اللقاء، إلا أن " الأبيض" طالب اتحاد الكرة بتأجيل لقائه أمام "مصر للمقاصة "بدور الستة عشر ببطولة كأس مصر، بدافع ضغط المباريات في البطولة الكونفدرالية الإفريقية، الأمر الذي فتح مجالًا للحديث عن أن هناك مؤامرة لتركيع الأهلي.

تدخل الأمن

وأنهى الأمن الأزمة بتأجيل جميع لقاءات كأس مصر يوم 26 فبراير، بعدما أرسل اتحاد الكرة خطاباً رسمياً لأندية الأهلى والزمالك وبيراميدز والمقاصة يخطرهم بتأجيل مبارياتهم فى كأس مصر لأجل غير مسمى، بعدما أعلنت الجهات الأمنية تحفظها على مواعيد اللقاءات، لتنتهي القصة بـ «دواعي أمنية»، وتفتح مجالًا كبيراً للتكهن بأن النفوذ السياسي، يطل برأسه في المجال الرياضي.آ 

وكشفت مصادر داخل مجلس إدارة النادي الأهلي، في تصريحات لـ «المشهد» أن المارد الأحمر تعرض لهجمة شرسة من قبل بعض المغرضين الذين حاولوا تركيعه، إلا أنه رفض وتمسك بمبادئه، في ظل تواطؤ بعض الجهات لترضية البعض على حساب الأحمر، مؤكدة في الوقت نفسه أن ما حدث يرد على الأكاذيب التي يروجها البعض، بأن الأهلي يلقى مساندة بعض المؤسسات، وعلى رأسها اتحاد الكرة.

في حين أبدت بعض المصادر المسئولة داخل اتحاد الكرة رفضها التام للمتاجرة بقرار الأمن بتأجيل لقاءات بطولة كأس مصر، لإظهار قوة طرف على الأخر، مضيفة أن «الجبلاية» على مسافة واحدة من جميع الأندية، ولا تجامل أحداً على حساب الأخر.

وقال عامر حسين رئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة، إن مصر على أبواب معترك رياضي قوي، وهو استضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019، الأمر الذي يفرض على الجميع التكاتف ومساندة مؤسسات الدولة للظهور بشكل يليق بمكانة مصر إفريقياً على جميع المستويات الرياضية والسياحية والسياسية والأمنية.

ووافقت مصادر داخل نادي «بيراميدز» في تصريحات لـ «المشهد» الرأي الأمني على القرار الصادر بتأجيل مباريات بطولة كأس مصر إلى أجل غير مسمى، مؤكدة أن النادي أبدى رأيه بشأن مبدأ تكافؤ الفرص، وهو عدم مواجهة الأهلي في لقاء الدور الثاني بالدوري المصري، قبل لقاء القمة مع الزمالك، خاصة وأن الثلاثي يتنازعون على قمة جدول الترتيب.

آ وأضافت أن تجربة «بيراميدز» الاستثمارية لن يراد بها أي سوء للرياضة المصرية، سوى إثبات أن مصر لديها مناخ مُبشر للاستثمار الرياضي، لفتح أفاق جديدة تنقل الدوري المصري إلى عالم الاحترافية.

وعلى الجانب الأخر، كشفت مصادر مطلعة في تصريحات لـ «المشهد» أن أسلوب فرض العضلات الذي ظهر به «آل الشيخ» في بداية الأزمة مثير للجدل، خاصة مع تنفيذ اتحاد الكرة لجميع مطالبه باستبدال لقاء الدوري بمبارة كأس مصر المؤجلة، الأمر الذي يخبئ ورائه الكثير من النفوذ السياسي للمستشار السعودي داخل مصر خاصة مع مؤسسات الدولة، التي يبدي تعاوناً كبيراً معها، وفقًا للعلاقات المصرية السعودية السياسية التي تعد في أزهى عصورها.

ورفضت المصادر ذاتها ارتداء الأهلي "عباءة المناضل"، في حين أن نفوذ الأهلي وضغوطه بالغضب الجماهيري دفعت الجهات الأمنية لفض الاشتباك بين الأطراف المتنازعة، لعدم إظهار الأهلي في صورة سلبية أمام جماهيره، الأمر الذي قد يثير أزمة كبيرة في الوقت الذي تستعد فيه مصر لاستضافة «كان 2019».

ومع استمرار مسلسل استعراض العضلات في الرياضة المصرية، يظل التدخل الأمني الحل الأمثل لفض أي نزاع سواء للمساندة أو تلاشي أزمة جماهيرية قد تحدث






اعلان