30 - 06 - 2024

نائب يشرح للبرلمان أسباب "مأساة محطة مصر": أنظمة أمان بالملايين غير مستخدمة

نائب يشرح للبرلمان أسباب

قدم الدكتور محمد فؤاد، نائب دائرة العمرانية، مقترحا لمجلس النواب، يطالب بتشكيل لجنة برلمانية وزارية مشتركة، لتبني وتنفيذ خطة عاجلة لتطوير هيئة السكة الحديد. وقدم ورقة عمل تشرح بشكل علمي أسباب الحوادث، والمقترحات لحلولها.

وقال فؤاد إن الحوادث تتكرر، وتتصدر حوادث القطارات في العالم، دون أن يكون هناك تحرك حقيقي من مسؤول لوقفها، رغم أن مصر فيها تاني أقدم سكة حديد في العالم، وأكبر شبكة في الشرق الأوسط. 

وتسرد المذكرة 7 أسباب لتكرار الحوادث هي:

- غياب الدور الرقابي على السكة الحديد واستشهد على ذلك بتقرير النيابة العامة الذي أكد أن  سائق القطار نزل منه أثناء سيره "ليعاتب" سائقا آخر ، رغم توصية رئيس الجمعية المصرية لضحايا الطرق بعد حريق قطار الصعيد في 2002، بالرقابة على سلوك العاملين بالسكة الحديد.

- تعطل  أجهزة الأمان والتتبع : نقل النائب تصريح أحد قادة القطارات، بإن هيئة السكك الحديد عطلت جهاز ATC الذي يشبه الصندوق الأسود للطائرة وبه إمكانيات للتحكم الآلي، كما ينبه السائق لو تجاوز السرعة المقررة، وهو الفيصل بين السائق والهيئة لو حدثت تحقيقات في أي حادث.

كما أن أجهزة الـ GPS التي تم تركيبها في 2006 لتتبع القطارات، لم يتم تشغيلها إلى الآن رغم صرف 250 ألف جنيه لتركيبها في القطار الواحد، وتدريب السائقين على استخدامها تدريبا دوريا كل سنتين. والجهاز متصل بشريحتين اتصالات من شبكتين مختلفتين، و4 أقمار صناعية، وفي حالة حدوث عطل بيرسل إشارة لغرفة المتابعة بمكان القطار لإبلاغ باقي القطارات وتجنب حدوث تصادم.

وحسب اللوائح يفترض ألا يبدأ أي جرار الرحلة لو كان هذا الجهاز معطلا، إلا بجرار إضافي، لكن ذلك بليحدث، ويضطر قائد القطار للعمل في هذا الوضع، لأنه لو اعترض سيتم الخصم من مرتبه أو يصبح متهما بالامتناع عن العمل.

- الاعتماد على جرارات الهينشل الألمانية رغم انتهاء عمرها الافتراضي: يحدث هذا رغم إن مصر اشترت جرارات أمريكية منذ عشر سنين، ولا تستخدم غير نصف جرارات الصفقة التي بتشمل 460 قطارا صالحا للسير، لا تعمل منها غير 260 قطارا، بينما القطارات القديمة والمتهالكة لاتزال في الخدمة، وتعود من رحلة لتبدأ الرحلة التي تليها دون راحة.

- سوء الصيانة بالورش: هناك عربات عمرها 40 عاما لاتزال تعمل، وفي الماضي كانت تعمل لمسافات قصيرة وتسير على سرعة 60 كيلو مترا فقط في الساعة، ومؤخرا تم إعادة طلائها، ودخلت خطوطا طويلة وسريعة، تسير بسرعة 120 كيلو مترا في الساعة، وكان هذا سبب انقلاب قطار البدراشين في 2013. كما يتم غسل العربات بالمياه التي تدخل هيكلها فتصدأ، وكان هذا سبب تآكل جزء من حمام قطار، وسقوط سيدة منه أثناء سيره.

- وجود قضبان مكسورة بسبب اللحام غير الدقيق.: ينقل النائب عن فني أول بالسكة الحديد، القول أنه رغم تعاقد الهيئة مع شركة فرنسية لتصليح القضبان والفلنكات، إلا إنه يتم بشكل غير مطابق للمواصفات، ويحدث انكماش في الشتاء، أو كسور في القضبان بسبب مواد اللحام الرديئة.

- قطع البازلت الكبيرة (الزلط) تؤدي لحدوث فراغات تحت القضبان: والمفترض ألا يزيد سمك هذه القطع عن 7 سم، فالزلط الصغیر يعطي كثافة أكبر، ويمتص الاهتزازات والسرعة العالية، لكن القطع الكبيرة تهرب مع الضغط من تحت الفلنكات، وتؤدي لهبوط السكة، خصوصا إن التربة في الدلتا طينية.

- عدم تطبيق اشتراطات السلامة: فالمفترض أن تكون هناك لوائح للأمان والسلامة، بشكل واضح ومعلن، لكن هذا ليس موجودا، وحتى تقارير السلامة التي يرسلها الموظفون للمسؤولون ترمي في المهملات، وينقل النائب عن أحد السائقين أن أنظمة السلامة وإطفاء الحريق التي يتدربون عليها رائعة ومتقدمة جدا، لكن على أرض الواقع، معطلة او أن القطارات قديمة وليس فيها أنظمة سلامة أصلا. 

وتوصى المذكرة مجلس النواب أن يطلب من الحكومة خطة لتطویر وإحلال شاملة لمرافق السكة الحدید، وتراعي الأتي:

- إنشاء نظام إلكتروني لتسجيل وتحليل تفاصيل الأعطال، ورصد تكرارها سواء في نفس المكان أو أماكن مختلفة، حتى يكون واضحا للهيئة الأماكن التي تحتاج صيانة.

- تدريب العاملين بالسكة الحديد على أحدث النظم الموجودة عالميا، وسد العجز في عددهم، وتوزيعهم في المناطق القريبة لأماكن سكنهم، حتى يستفيدوا من ساعات الراحة ولا يقضون وقتا طويلا في الطريق لبيوتهم، ويعودون بكامل تركيزهم وطاقتهم.

- تطوير المرفق إلكترونيا بحيث يمكن التحكم في القطارات عن بعد، في حالة حدوث أي طاريء.

وتؤكد المذكرة أنه لو كان هناك نظام للتتبع والتحكم الرقمي، أو رقابة ونظام إداري على أداء العاملين، لم يكن ليحدث خلاف بين قائد الجرار المنكوب والجرار الآخر.

ولو كان السائق مدرب جيدا، لم يكن ليترك محرك الجراريعمل وينزل منه. ولو كان نظام " الرجل الميت" الذي يتأكد من وجود قائد القطار على قيد الحياة كل دقيقة، أو يتأكد من وجوده في الجرار، ولو لم يجده يتوقف من نفسه، لم تكن الحادثة لتقع

ولو الجرار من نوع آخر لم يكن لينفجر بهذا الشكل. ولو كان هناك نظام إطفاء ذاتي للحرائق، لم تكن الناس لتضطر إلى إطفاء من شبت النار فيهم بالجراكن والبطاطين.
لقراءة المذكرة كاملة .. اقرأ على الموقع الرسمي






اعلان