باتت مدينة نجع حمادي، جنوب الصعيد، في حزن عميق عقب سبع ساعات من المحاولات لإنقاذ طفلة من الموت، إلا أن الموت أصر على خطفها ليقهر معه محاولات مستميتة للحفاظ على الحياة.
فقبل ساعات من الان كانت "سارة ايهاب" 3سنوات، تلهو بدميتها كأي طفلة، فى عمرها تراقص ضفائرها نسمات الربيع وتحلم بمستقبل مشمس، ولكن الإهمال أطفأ أنوار الأمل في عيون أهالي المدينة كلهم.
ففي منطقه "بركه" التابعة لنجع حمادي، سقطت الطفلة أثناء لهوها في بئر كانت الوحدة المحلية قد حفره للحصول على المياه منذ زمن، ويبلغ طول البئر 31 متر بعرض 7 امتار فقط، وترك البئر من قبل مسؤولي الوحدة المحلية مفتوحا من دون غطاء، بينما الأهالي بنجع حمادي، يناشدون المسؤولين على مدى شهور عديدة بأن يتحركوا ويقوموا بتغطيته ولو خشبيا دون فائده .
ظلت الطفله تصرخ من قاع البئر لـ7 ساعات كامله، كانت تصرخ فى وجه مسؤولين مهملين استهانوا بحياة المواطنين، ويتفرغون للتصوير وحضور ندوات فاشله لايسكنها إلا "البرفانات الباهظة" و"الاحذيه الفارهة"، تفرغوا لحضور حفلات وتركيب اشجار عيد الميلاد ودهن اهم مناطق المدينه باعلام الجماعات الاوربيه المتطرفه اخلاقيا .
على مدى ساعات مرت كدهور، ظل محافظ قنا اللواء عبدالحميد الهجان بيحاول بشخصه انقاذ الطفله مستعينا باوناش شركه مصر للالومنيوم ومعداتها ورغم دموعه التى غلبت انفعالاته وغياب جميع مسؤولى الوحده المحليه عن نجع حمادى، لفظت الطفله انفاسها الاخيره بعد خروجها من البئر بنصف ساعه فقط بمستشفى نجع حمادى العام.
صراخ اهلها واصدقائهم هزت الليل الحزين من الاساس نتيجه الاصرار على فرض قيادات محليه تتعامل بشكل مختلف تماما عن قياده المحافظه وقياده مصر كلها لتجعل "أسوأ من فى المدينه يدافعون عنها وعن أهلها" .
