30 - 06 - 2024

مجلة أمريكية تكشف عن مهام سفارة داعش الدبلوماسية في اسطنبول

مجلة أمريكية تكشف عن مهام سفارة داعش الدبلوماسية في اسطنبول

الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش، التي لم يعترف بها إلا الجمهورية التركية حتى أنها فتحت لها سفارة، وعينت داعش الإرهابي "أبو منصور مغربي" سفيرا لها في اسطنبول.

وقال مغربي الذي انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا عام 2013 إنه كان يعمل سفيراً للمنظمة الإرهابية في تركيا حيث التقى بمسؤولين رفيعي المستوى في جميع الفروع الأمنية للحكومة، حسب ما أفادت مجلة "هوم لاند سيكيوريتي توداي" الأميركية.

وأدلى أبو منصور المغربي بذلك خلال مقابلة استمرت خمس ساعات مع باحثين من المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف في فبراير.

وقال أبو منصور في المقابلة: "كانت مهمتي هي توجيه العملاء لاستقبال المقاتلين الأجانب في تركيا"، مشيرًا إلى شبكة من الأشخاص، ممولين من قبل داعش، والذين سهّلوا سفر المقاتلين الأجانب من إسطنبول إلى المناطق الحدودية مع سوريا، مثل غازي عنتاب وأنطاكيا وشانليفة، "وكان يتم الدفع لمعظمهم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.. في تركيا كثيرون يؤمنون ويبايعون التنظيم على الولاء، يوجد رجال من داعش يعيشون في تركيا، أفراد وجماعات، لكن لا توجد جماعات مسلحة داخل تركيا".

وحول من في الحكومة التركية تحديداً كان يجتمع مع أعضاء داعش، قال أبو منصور: "كانت هناك فرق تلتقي بأعضاء داعش، بعضهم يمثل المخابرات التركية والبعض من الجيش التركي"، موضحا "كانت معظم الاجتماعات في تركيا في مواقع عسكرية في المكاتب. ذلك يعتمد على القضية. أحيانا نلتقي كل أسبوع. ذلك يعتمد على ما كان يحدث. وأوضح أن معظم الاجتماعات كانت قريبة من الحدود، بعضها في أنقرة، وبعضها في غازي عنتاب".

كما شرح أبو منصور كيف التقى مسؤولين حكوميين في أنقرة، حيث قال: "مررت بالحدود وسمحوا لي بالمرور، كان الأتراك يرسلون إلي سيارة كل مرة وأنا تحت الحماية، وكان فريق مكون من شخصين إلى ثلاثة أشخاص يرافقني دائماً، لقد كنت مسؤولاً عن فريقنا معظم الوقت".


وأوضح أن "المصالح المشتركة" كانت الموضوع الأكثر أهمية في الاجتماعات التي عقدوها، مشيرًا إلى أنه "شيء جديد عندما تنشئ دولة وتفصلها عن العالم الخارجي، المفاوضات لم تكن سهلة، وكانت تستغرق وقتا طويلاً، وفي بعض الأحيان كانت صعبة جداً".

وامتد التمثيل "الدبلوماسي" لأبي منصور، نيابة عن التنظيم، ليصل إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان نفسه، حيث قال: "كنت على وشك مقابلته لكنني لم أفعل. قال أحد ضباط مخابراته إن أردوغان يريد أن يراك على انفراد، لكن هذا لم يحدث".

وأوضح أنه "في عام 2014 ، كانت تركيا تحاول لعب لعبة مزدوجة مع الغرب، من خلال السماح للمقاتلين الأجانب بالدخول إلى سوريا، مع إعطاء مظهر أنهم كانوا يتخذون تدابير لمنعهم"، وأضاف: "أرادت تركيا تسهيل عملية عبور المقاتلين الأجانب عبر الحدود"، ومضى يشرح "أن أعضاء التنظيم من الأوروبيين كانوا متميزين للغاية بسبب لحاهم، لذا طُلب منهم أن يدخلوا سوريا ليلاً.

وذكر أيضاً: "في عام 2014 ، فتحت تركيا بعض بوابات العبور القانونية تحت أعين الاستخبارات التركية والتي استخدمها أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية للدخول والخروج من وإلى سوريا، وأضاف: "لكن الدخول إلى سوريا كان أسهل من العودة إلى تركيا فتركيا تسيطر على حركة العبور".

وتحدث أبو منصور أيضًا عن المفاوضات الخاصة بالإفراج عن الدبلوماسيين والعمال الأتراك في عام 2014 بعد أن استولى داعش على الموصل، قائلاً: "لقد حدث التفاوض في سوريا. في الواقع ، لم يكن دخول التنظيم إلى الموصل عملية مفاجئة في يوم واحد، استغرق الأمر عدة أيام، لكنني أعتقد أن الحكومة التركية أمرت قنصلها بعدم مغادرة الموصل، وكان العديد من سائقي الشاحنات الأتراك في الموصل في ذلك الوقت لم يكونوا في خطر، لكن كان هناك مفاوضات للإفراج عنهم، قدم تنظيم الدولة الإسلامية مطالب كذلك، واستغرق الأمر بعض الوقت."


ويقول مسؤول التنظيم أنه بالنسبة لموظفي القنصلية التركية، "تم إطلاق سراح حوالي 500 سجين من تركيا بالمقابل، وعادوا إلى التنظيم".

وبعد تعرضها لانتقادات متزايدة بسبب عدم وجود تدابير أمنية على طول الحدود السورية، كثفت أنقرة جهودها للقضاء على نشاط داعش داخل البلاد في عام 2015، وتعرضت البلاد لسلسلة من الهجمات الإرهابية التي ألقي باللوم فيها على تنظيم الدولة الإسلامية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الهجوم الأخير في يناير 2017 عندما قتل مسلح 39 شخصًا في ملهى ليلي في إسطنبول.







اعلان