18 - 08 - 2024

هل تغير السيسي أم تغيرت 25 يناير؟ رصد لتصريحات عن الثورة من "العبور الثاني" إلى "مش هاقول مؤامرة"!

هل تغير السيسي أم تغيرت 25 يناير؟ رصد لتصريحات عن الثورة من

لا تزال ثورة 25 يناير رغم مرور 8 سنوات تتعرض للكثير من حملات الطعن والتشويه المتعمد لشبابها "أيقونة الثورة" الذي ضحى بروحه ودمه من أجل تحقيق الشعار الذي رفعه واذهل العالم أجمع "عيش – حرية – عدالة اجتماعية".

حملات التشويه لا تأتي فقط من نظام مبارك الذي خلعته الثورة وأعاد انتاج نفسه مجدداً، بل كثيرا ما توجه السهام للثورة وابطالها من مسؤولين وسياسيين وإعلاميين، دافعوا عنها في البداية ثم سرعان ما انقلبوا عليها.
وعلى الرغم من أن ثورة 30 يونيو قالت إنها جاءت امتداداً لثورة يناير، إلا أنها لم تقم بتحقيق شعارات الثورة الأم التي كانت سبباً في قيامها.. فماذا تبقى من ثورة يناير؟ وهل حققت الثورة على مدار السنوات الثماني الماضية بعضاً من شعاراتها الثلاث؟.

الثورة في عيون الرئيس

"المشهد" تستعرض من تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان على رأس القيادة العسكرية التي دعمت ثورة 30 يونيو، ثم كانت الطرف الوحيد المستفيد منها، حيث مكنته من الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ثم توليه حكم مصر منذ عام 2014

قبل الترشح للرئاسة قال السيسي عن ثورة يناير:"انتوا عملتوا حاجات عظيمة جداً في 25 يناير، لما حبيتوا تغيروا الدنيا غيرتوها، وفي 30 يونيو لما حبيتوا تغيروا الدنيا غيرتوها ودايمًا يا مصريين لما بتحبوا تعملوا حاجة بتعملوها".

وفي عام 2013، تم تداول صورة للرئيس السيسي، تجمعه مع 8 نشطاء يعدون من رموز ثورة يناير، وكان حينها يشغل منصب رئيس المخابرات الحربية، قيل إنه تم التقاطها في شهر فبراير 2011، وجاءت في إطار سلسلة اجتماعات نظمها أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مع مختلف القوى السياسية والحركات الوطنية والشبابية في مصر خلال تلك الفترة لدراسة مستقبل البلاد خلال المرحلة الانتقالية الأولى، عقب ثورة 25 يناير.

وفى 2013؛ وبعد عزل محمد مرسي، وتزامنًا مع الاحتفال بانتصارات أكتوبر، أشاد السيسي بثورة يناير و30 يونيو، ووصف 6 أكتوبر بالعبور الأول للشعب المصري، في حين وصف 25 يناير و30 يونيو بأنهما العبور الثاني نحو الحرية والديمقراطية.

ومع الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، اعتزم الرئيس السيسي إصدار قانون يجرم الإساءة إلى ثورة يناير، ونقل التلفزيون الرسمي عنه، قوله إنه "يجري الإعداد لقرار جمهوري بقانون لتجريم الإساءة إلى ثورتي 25 يناير 2011  و30 يونيو 2013.

وفي أول خطاب تلاه الرئيس عبد الفتاح السيسي على الشعب المصري عقب فوزه بالرئاسة، حرص على الإشادة بالجيش المصري، قائلًا؛ "اسمحوا لي أن أشيد بالدور الوطني لقواتنا المسلحة، مصنع الرجال قلعة الوطنية المصرية، على مر العصور، وقد شاء القدر أن يكون لهذه المؤسسة الوطنية دور أساسي في انتصار إرادة الشعب المصري في يناير ويونيو".

وكان السيسي يشير في ذلك إلى ثورة يناير 2011 التي أسقطت نظام مبارك ثم التظاهرات التي شارك فيها ملايين المصريين في ثورة يونيو 2013، للمطالبة برحيل مرسي.

وفى 2014 أيضا، وخلال احتفاله بالذكرى الثانية والستين لـ ثورة 1952، ذكر بأن 52 أطاحت بالنظام الملكي وأن 25 يناير و30 يونيو هما امتداد لها.

وفي ديسمبر 2014 نقلت مصادر إعلامية حضرت لقاء الرئيس السيسي، مع شباب الإعلاميين، برئاسة الجمهورية، قوله، إن «ثورة 25 يناير تأخرت 15 عامًا، وأنه كان يفترض أن تقوم قبل ذلك بكثير».

وفي الذكرى الرابعة للثورة قال السيسي، إن ثورة يناير تمثل للمصريين شعلة جديدة للأمل والتقدم، وكانت ثورة للتغيير، وأن المصريين نجحوا في ثورة 30 يونيو في تصويب ثورة التغيير. وفي الذكرى الخامسة، قال الرئيس خلال الندوة الثانية للبرنامج الرئاسي لتأهيلالشباب للقيادة، حينما وجه إليه سؤال بخصوص ثورة يناير: " هأكون صريح معاكم وأرجو أن الكلام، الناس متفهموش غلط.. الشعب المصري أراد تغيير وكان بيهدف للأفضل، لكنه عمل فراغ، أدى إلى أن القوة الجاهزة في الوقت ده، هي اللي أخدت الفرصة، والناس اللي تولت المسؤولية في الوقت ده، كانت مدركة أنها تدير مصر ولا بتقود نفسها؟

وفي شهر يناير 2017، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، التحية لثورة 25 من يناير في الذكرى السادسة لها، مشيرا إلى أنها ستظل نقطة تحول كبيرة في تاريخ مصر، "حين كانت الآمال كبيرة في بدايتها".

وأضاف أن "الشعور بالإحباط عندما انحرفت ثورة 25 يناير عن مسارها واستولت عليها المصالح الضيقة والأغراض غير الوطنية، فكانت ثورة الشعب من جديد في يونيو 2013، لتصحح المسار ويسترد هـذا الشعـب حقه في الحفاظ على هويته وتقرير مصيره وكفاحه ليتصدى لجماعات الإرهاب والظلام، بينما يخوض في ذات الوقت، معركة كبرى للتنمية والإصلاح في الاقتصاد والسياسة وكافة أوجه حياة المجتمع".

وفي عام 2017 أيضا قال الرئيس السيسي:" لما الناس اتحركت في 2011 كان جزء من التوصيف لمشكلة مصر خلال الـ 30 سنة اللي فاتوا مش حقيقي... كان خداع... ووعي زائف ليكم.. ومافيش حد هيقدر يقول الكلام ده غيري أنا".

وفي عام 2018، قال الرئيس عن ثورة يناير :" تصورنا إننا ممكن نعمل إصلاح من خلال التحرك الغير مدروس.. أنا هأقول غير مدروس,. ومش هأقول إنه مؤامرة.. وفتحنا أبواب الجحيم على بلادنا.. وبأقول بلادنا، لإننا كنا بلد من البلاد المرشحة إنها تبقى كده".

وفي 31 يناير 2018 قال السيسي "احذروا! الكلام اللي اتعمل من سبع تمن سنين مش هيتكرر تاني في مصر" اللي منجحش ساعتها (في 2011) هتنجحوه دلوقتي؟ لا لا لا. انتو باين عليكم متعرفونيش صحيح"." وأضاف بنبرة حادة "اسمعوا اللي بقولكم عليه، اللي عايز يلعب في مصر ويضيعها لازم يخلص مني أنا الأول، لأني أنا لن أسمح".

وهدد السيسي، بأنه قد يطلب من المصريين النزول إلى الشوارع ليمنحوه "تفويضا جديدا" في مواجهة من وصفهم "بالأشرار". ولم يحدد من يقصدهم."

وفي شهر أكتوبر 2018، انفعل الرئيس عبد الفتاح السيسي عند حديثه عن ثورة 25 يناير: ”«أقول دائمًا إن ما حدث في 2011 هو علاج خاطئ لتشخيص خاطئ، فالبعض قدم للناس صورة عن أن التغيير من الممكن أن يحدث بهذه الطريقة، وأن هناك عصا سحرية سوف تحل المشكلات». 

وقبل أيام قال الرئيس عن أحداث محمد محمود "في نوفمبر 2011 كانت أحداث محمد محمود، كنا موجودين في تلك الفترة، ونذكركم بمشاهد وأحداث لا ننساها، لأننا كنا حريصين في هذا الوقت على ألا يسقط مصري واحد، أنا كنت مسؤولا عن المخابرات العسكرية والحربية وعن الأجهزة الأمنية في هذا الوقت، وأستطيع أن أقول ذلك بجلاء وثقة وأمانة وشرف، أننا لم نمس أي مصري واحد خلال تلك الفترة، ولكن عندما دخلت تلك العناصر المندسة في اتجاه وزارة الداخلية، كان القتلى يتساقطون يوميا، لمدة 6 أيام متواصلة، لقي خلالها العشرات مصرعهم، وآنذاك تم عمل منصة لتقضي على البلاد".
------------------
تقرير - أحمد صلاح سلمان