16 - 08 - 2024

عميد معهد القلب "كسر الروتين" فعصفت به وزيرة الصحة (تحقيق)

عميد معهد القلب

- نقيب أطباء الجيزة يكشف لـ"المشهد" حقيقة إدعاء وزيرة الصحة 
- نواب بالبرلمان: قرار الوزيرة غير منضبط ولاتوجد قوائم إنتظار
- أطباء ومرضى: كان يذلل كل العقبات ويدفع من جيبه لتحاليل "غير القادرين"

شهدت الفترة الماضية جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بعد قرار الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، بإقالة الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب، مبررة هذا القرار بتأجيله عددا من العمليات الجراحية بالمعهد دون سبب أو مبرر لمرضى يعانون من ويلات المرض وهم  في أمس الحاجة لإجراء عمليات عاجلة.

فى البداية قال الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، إن أزمة المعهد الأخيرة "صفحة وانطوت"، مؤكدًا ثقته في عدالة الله والقيادة السياسية التي تنحاز دائمًا للحق ولا تتوانى عن محاسبة أي مسؤول مهما كان موقعه.

وأضاف "شعبان" خلال استضافته بموقع "الكونسلتو" التابع لمؤسسة أونا: "أنا خدام المصريين وجمال شعبان عمره ما كان بيسعى لمنصب وعلى ثقة في عدالة الله ولدينا رئيس قوي دائمًا ما ينحاز للحق، وتحت أمر مصر في أي وقت".

وعن تواصله مع الأطباء بمعهد القلب بعد الأزمة، أوضح الدكتور جمال شعبان أنه طالب من ساندوه بأن يستمروا في معدلات إجراء العمليات لإنهاء قوائم الانتظار.

"المشهد" قامت بجولة داخل معهد القلب لكشف حقيقة مايحدث وأخذ أراء عدداً من الأطباء والعاملين والمرضي لكشف الحقيقة أمام الرأي العام.

قال محمد فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء، إن الدكتور جمال شعبان مدير كفؤ يستطيع العمل فى أي مكان، لافتا إلى أنه عندما تولي معهد القلب استطاع تحقيق إنجاز بقائمة انتظار العمليات، حيث أصبحت أسبوعا فقط بعد أن كانت تتجاوز 100 يوم، وأصبح هناك زيادة في ساعات العمل وإقبال شديد جدا، وخاصة أن معهد القلب من أكبر معاهد الشرق الأوسط المجانية.

وأضاف "فؤاد"، أن الدكتور جمال شعبان ذاع صيته وارتفعت اسهمه بعد إلغاء العلاج الاقتصادي بالمعهد، ومن الممكن أن تكون كل هذه النجاحات أشعلت فتيل الأزمة بينه وبين وزيرة  الصحة بعد بدأ المجتمع المصري يتحدث عن عمله وإنجازه خلال الفترة الماضية بمعهد القلب.

ويقول المريض حمادة كامل، إنه جاء للمعهد وظل فى الاستقبال لمدة يومين، ولم يهتم به أحد بعد إقالة الدكتور جمال شعبان، وعلى الفور ذهبت له فى منزله، وعندما شاهدني وأنا متعب قام بالتواصل مع إدارة المستشفى على الفور قائلاً لهم فى اتصال هاتفى: "أرجو إجراء جميع الخطوات اللازمة له" وقد كان فقد تم دخولى للمستشفى منذ ما يقرب من أسبوعين وهو الذى أهتم بى وبحالتي الصحية حتي يومنا هذا.

وأضاف "المريض"، أن منذ ترك الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب منصبه والمرضى فى حالة يرثى لها، حيث كان يعطف على الجميع منوهاً بأنه كان يعطي أموالاً من جيبه الخاص للحالات غير القادرة على عمل تحاليل طبية على سبيل المثال، بالإضافة إلى تسهيل الإجراءات وعدم إعاقة العمل بما يؤثر بالسلب على المرضي.

ومن جانبه قال الدكتور محمد صلاح، إن عميد معهد القلب السابق كان إداريا ناجحا جداً، حيث ظل يعمل لصالح المرضى، وكان يذلل كل العقبات التى تقف فى طريقهم لتلقى العلاج بالمعهد.

وأضاف "صلاح" أن الدكتور جمال شعبان كان يتعامل مع المرضى دون النظر للإجراءات الورقية ولكنه تصادم باللوائح، وهذه أشياء عقيمة يجب العمل على الحد منها، وينبغي التعامل أولاً مع حالة المريض وعلاجه دون النظر للأوراق والمستندات.

وقالت النائبة ايناس عبد الحليم، وكيل لجنة الصحة بالبرلمان، إن قرار إنهاء تكليف الدكتور جمال شعبان كمدير لمعهد القلب الذي أصدرته وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، جاء بعد مذكرة عرضت عليها من الدكتور أحمد محيى القاصد مساعد الوزيرة لشؤون الطب العلاجى والمشرف على غرفة قوائم الانتظار، ورصدت عددًا من الأخطاء، وقدمت لها من لجنة شكلتها الغرفة المركزية لمتابعة إنهاء قوائم الانتظار بمعهد القلب القومى.

وأضافت "عبدالحليم"، أن وزيرة الصحة كانت تفتخر بأن معهد القلب هو أعلي مكان أجري  فيه العمليات بقيادة الدكتور جمال شعبان، حيث كان إجمالي العمليات في ذلك الوقت 4952 عملية  وأصدرت بيانا بذلك ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على قوائم الانتظار في ديسمبر الماضي.

وأوضحت النائبة أنها تقدمت بسؤال لرئيس مجلس الوزراء ووزيرة الصحة بشأن تضارب بيانات لجنة متابعة إنهاء قوائم الانتظار بمعهد القلب.

ومن جانبه قال الدكتور محمد نصر، نقيب أطباء الجيزة وأستاذ جراحة القلب بالمعهد القومي، إن الدكتور جمال شعبان كانت له مميزات كثيرة، حيث كان يعمل بروح الفريق، ولذا جميع العاملين بالمعهد كانوا يعملون بكل حب ويقدمون كل ما فى طاقتهم من اجل راحة المرضى.

أضاف "نصر"، أن كانت هناك روح مختلفة للعمل والإبتكار خلال تولى الدكتور جمال شعبان رئاسة المعهد، ولذا فإن قرار إقالته يعتبر ضد مصلحة العمل، وهذا قرار خاطئ واتخد بدون استشارة من المختصين بالعمل داخل المعهد.

وأوضح "نصر"، لـ"المشهد" حقيقة ادعاء وزارة الصحة بعدم إجراء معهد القلب القومي لأي عمليات جراحية بداية من يناير 2019 مضيفاً إلى أن الإحصائيات الحقيقية هي إجراء ١٦٥٠ حالة قسطرة قلب في شهر فبراير.

وكشف "نصر"، أن الوزارة قامت بغلق السيستم الخاص بـ ٢٠١٨ رغم وجود مرضى حتى الآن يأتون بقرارات ٢٠١٨ وبالتالى رغم إجراء القساطر لا تظهر على سيستم الوزارة، وبدأوا يعملون على سيستم2019 واستخرجوا قررات كثيرة للمرضي وهي تعتبر غلطة من سيستم الوزارة، وينبغي محاسبة القائمين عليها.

وأشار "نصر"، إلى أن حالات الطوارئ التي يستقبلها المعهد يوميا لا تظهر أيضا على السيستم لافتاً إلى أن  ما تردد عن قلة عدد العمليات في الفترة ما بين ١ يناير ٢٠١٩ و١٨ فبراير جاء ذلك نتيجة تغيير برنامج قوائم الانتظار بالوزارة، وإيقاف العمل ببرنامج ٢٠١٨ قبل انتهاء إجراء العمليات للحالات المحولة، وذلك لاحتساب الوزارة أن مجرد توزيع الحالات على المراكز يعني انتهاء القوائم.

وتابع "نصر"، أن الأعداد الضخمة الموجودة التي يجري لها عمليات لايتم رؤيتها على سيستم الوزارة لأسباب منها أن الحالات مجانية لحين صدور قرار علاج على نفقة الدولة، بالإضافة إلى  إنهاء العمل ببرنامج ٢٠١٨ وتحويل النظام لبرنامج ٢٠١٩ الأكثر تطورا والذي لا يشتمل على أسماء مرضي ٢٠١٨، مما أوقف قبول البرنامج لأسماء المرضى المجرى لهم عمليات لعدم وجود الأسماء والأرقام القومية عليه، لوضع إفادة انتهاء الجراحة لها، ويظهر على النظام المركزي كأنما لم تجرِ عمليات، ولذا فأنها بيانات مغلوطة.

وناشد "نصر" جميع الأجهزة الرقابية التحقيق فى هذا الأمر، معتمدين على واقع دفاترعمليات المعهد.
--------------------
تحقيق – أمال عبد الله