30 - 06 - 2024

صالون اللواء حمدي بخيت يناقش أهم المشاكل التي تواجه مصر بأفريقيا

صالون اللواء حمدي بخيت يناقش أهم المشاكل التي تواجه مصر بأفريقيا

نظم صالون اللواء حمدي بخيت الثقافي، جلسته النقاشية الشهرية، حول دور مصرفي رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019، وذلك بحضور عدد من الخبراء والمتخصصين في الشئون الأفريقية، والشخصيات العامة والإعلام وأصحاب الفكر.

وقال اللواء حمدي بخيت، إن الغرض من إقامة الصالون الشهري، هو تناول الجانب الثقافي في المقام الأول لإبراز الملفات والمشكلات والتعقيدات التي تواجه الدولة المصرية بشكلها المعاصر، وذلك للخروج بحلول وأفكار ومقترحات موحده لحل تلك المشكلات.

وأشار إلى أن الصالون يناقش في هذه الجلسة علاقة مصر بالدول الأفريقية، ودعم مصر للقارة السمراء في شتى المجالات، كما تناقش الجلسة المتغيرات التي طرأت علي العلاقات المصرية الأفريقية في الشكل والمضمون خلال السنوات السابقة، وذلك بمناسبة تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019.

ومن جانبه قال السفير مصطفي القوني مساعد وزير الخارجية للشئون البرلمانية، إن تولي الدولة رئاسة الاتحاد الإفريقي، يأتي تتويجًا لجهود الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، ووزارة الخارجية من خلال فتح باب التعاون غير المسبوق مع الدول الأفريقية الشقيقة في جميع المجالات منذ تولي السيسى رئاسة الجمهورية.

وأشار مساعد وزير الخارجية، إن استقرار مصر الداخلي بعد مرورها بمرحلة يناير وما بعدها هو ما ساعد علي تطوير سياستها الدولية والإقليمية، والوقوف بقدم ثابته في التصدي لجميع التحديات واجتيازها والوصول إلي بر الأمان مستطردًا: "مصرهي مفتاح أفريقيا".

وأوضح مساعد وزير الخارجية للشئون البرلمانية، أن مصر أصحبت تلعب دورًا مهمًا في الملف الأفريقي، وأن وضع الدولة المصرية اختلف كثيرًا عن السنوات السابقة، فامتداد مصر الطبيعي يعود للجذور الأفريقية، ولا أحد ينسي أن أحد الاسباب الرئيسية وراء عدوان 1967، كان دفاع مصر ودعمها لحركات التحرر في الدول الأفريقية.

وأوضح السفير القونى، أنه لا توجد دولة تستطيع أن تلعب دورًا مهمًا في أفريقيا مثل الدولة المصرية لما تملكه من إمكانات وخبرات وبنية أساسية في مجالات قوى الدولة الشاملة، وهناك عدة دول تتكالب علي أفريقيا وهو ما جعل الدول الأفريقية تثق في القيادة المصرية دون غيرها لا نها تعلم جيدًا إن دورها محوري ومخلص ونزيه.

وتابع مساعد وزير الخارجية، أن الدول الافريقية تحترم الحضارة المصرية بتاريخها القديم والحديث، كما أن استمرار تبادل البعد الثقافي من خلال دور الأزهر الشريف والكنسية، قد ساعد علي استعادة مصر لدورها الريادي في القارة ودفع عجله العمل الأفريقي المشترك.

وأكد أن مصر تحتل المركز الأول في مجال المنح الدراسية للطلاب الأفارقة، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استعرض في خطابة عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي أولويات الرئاسة المصرية في المرحلة القادمة والقضايا المطروحة علي الساحة الافريقية، وأهم التحديدات التي تواجه القارة السمراء والتي يأتي في مقدمتها الإرهاب الذي بات يهدد أمن واستقرارالقارة، وأزمة سد النهضة.

كما أعلن عن اطلاق منتدي أسوان للسلام والتنمية المستدامة في أفريقيا خلال العام الجاري، وجاءت كلمة الرئيس الختامية بالمؤتمر لتعكس روح الحوار البناء والتواصل التي سادت أعمال القمة والتي عكست الاهتمام الأفريقي باستعادة مصر دورها الريادي في القارة، وأن مصر تستطيع دفع العمل والتكامل الأفريقي المشترك علي صعيد القارة، وفي هذا الإطار ركز الرئيس خلال كلمته في ختام قمة الاتحاد الأفريقي على أهمية العمل للاندماج وتسريع اتفاق التجارة الحرة بين دول القارة، ودفع عجلة التنمية بداخلها.

وقال مساعد وزير الخارجية، إن القمة الأفريقية حققت نجاحا ملموسا في وضع خريطة العمل خلال عام 2019 حتى أن رئيس المفوضية الأفريقية شادي موسى أعرب عن تطلع الدول الأفريقية في المستقبل للاستفادة من الخبرات المصرية في مجال البنية التحتية والطاقة والاتصالات، كما أصدرت القمة قراراً بتولي الرئيس السيسي ريادة العمل الأفريقي المشترك في اعادة الاعمار والتنمية ما بعد النزاعات.

وأكد السفير القونى، أن تولى مصر رئاسة الاتحاد سيسمح بتعزيز فرص منافسة المنتجات المصرية في الأسواق الأفريقية في إطار تجارة بينية غير مسبوقة لتحقيق أعلى معدلات التنمية المستدامة من خلال تعظيم القيمة المضافة لموارد القارة السمراء، بالإضافة لتحقيق حلم التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، وذلك بدخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ خلال فترة الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي.

وأشار إلى أهمية تأسيس وإطلاق مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مصر ما بعد النزاعات وإصلاح مجلس السلم والأمن الأفريقي وتعزيز التعاون القاري لدحر الإرهاب وتجفيف منابع التطرف الفكري، كما نجحت مصر في الحصول علي المرتبة الاولي في استضافة مقر وكالة الفضاء الافريقية، وذلك بعد مجهود من العمل الدؤوب استمر لمده 3 سنوات من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتنسيق من الجهات الوطنية المعنية.

ومن جانبه أكد الدكتور محمد منصور قدح نائب مدير إدارة المنظمات والتجمعات الأفريقية بوزارة الخارجية، أن هناك تفاؤلا كبيرًا من جانب دول القارة الافريقية بتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة للاتحاد الأفريقي، والتي شهدت نشاطاً مكثفاً على مدار 3 أيام خلال شهر فبرايرمن العام الجاري، ويأتي هذا التفاؤل نظرًا للسياسات التي اتبعتها مصر منذ تولى الرئيس السيسي منصب الرئاسة في مصر، حيث بدأت عملية إعادة تقوية علاقات مصر مع أفريقيا باعتبارها بعداً مهماً في الأمن القومي المصرى والاقليمى وأيضاً التعاون الاقتصادي لضمان مصالح كل الأطراف في القارة.

وأشار إلي أن دائرة العمل الافريقي كانت قد أهملت لعدة سنوات، وهو ما يعكس دور مصر المتطلع في الرجوع لمكانتها في المنطقة، كما أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي كانت مطلباً للعديد من الدول الأفريقية، وكانت عودتها بمثابة لحظة كاشفة لاهتمام الدولة المصرية بالعمل الافريقي المشترك.

وأشار السفير قدح، إن رئاسة مصر للاتحاد الافريقي جاءت بعد جهود مكثفة علي محورين هما: "العمل علي مستوي مؤسسات الدولة المصرية مثل الازهر والكنسية ومجلس والنواب"، و"تكاتف جميع مؤسسات الدولة من اجل مردود حقيقي"، كمان أن مصر بعودتها لرئاسة الاتحاد لا تبحث عن مجهول ولا تفتش عن غائب، مشيراً إلي أن مصر أمام فرصة ذهبية لقيادة القارة السمراء لانفتاح اقتصادي، تجني ثماره كل الدول الأفريقية وذلك من خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي على مدار عام يستمر في تنفيذ استراتيجيته لأعوام قادمة.

وتابع: أن مصر لديها فرصة متاحة لمضاعفة الصادرات وهى التوجه نحو أفريقيا، في ظل حاجة القارة السمراء للصادرات المصرية، بالإضافة لكونها أرضاً خصبة للاستثمار وتحقيق النمو لغناها بالثروات، وفي هذا الإطار ركز الرئيس السيسي خلال كلمته في ختام قمة الاتحاد الأفريقي على أهمية العمل للاندماج وتسريع اتفاق التجارة الحرة بين دول القارة، ودفع عجلة التنمية بداخلها.

مستطرداً: "الرئيس السيسي في طريقه نحو لم شمل القارة السمراء بعد سنوات من غياب الدور المصري، وإذا كللت هذه المحاولات بالنجاح فإنه سيقود أفريقيا للتنمية المستدامة والتكامل الإقليمي القارى.

وفي سياق متصل قال الدكتور محمود زكريا، مدرس العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة: إن رئاسة مصر للاتحاد الافريقي لم تأت من فراغ، حيث إن ثورة يونيو ورئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ 2014 أدى ذلك إلى استعادة مصر لدورها الأفريقي، مشيرًا إلي أن مصر سبق لها أن ترأست منظمة الوحدة الأفريقية 3 مرات، وهذه هي المرة الرابعة لرئاسة مصر للمنظمة ولكن تحت مسمى الاتحاد الأفريقي، وأن هناك العديد من المؤشرات الدالة على هذا الأمر المؤشر الأول هو نص المادة الأولي من الدستور المصري، والتي نصت علي أن مصر جزء لا يتجزأ من القارة الأفريقية.. الأمر الذى وضع الدائرة الأفريقية في الترتيب الثالث بعد الدائرة العربية والاسلامية، وجاءت الدائرة الاسيوية في الترتيب الرابع.

وتابع زكريا، أن هذا النص الدستوري شكل مضموناً جزريًا بعيدًا عما كان عليه الأمر في اطار دستور عام 71 وهو كان يعرف وقت ذلك بالدستور الدائم لجمهورية مصر العربية.

وقال: دائماً ما تحدد المادة الأولي أبعاد الهوية الوطنية للدولة المصرية، فدستور 71 لم يتحدث علي الاطلاق أن افريقيا تشكل أحد دوائر الحركة، ويمثل المؤشر الثاني استعادة مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي بعد عام من تجميد هذه المشاركة عبر آليات الدبلوماسية التي قامت بها وزارة الخارجية، فضلاً عن المحاولات الجادة من قبل الرئيس السيسي لتوضيح حقيقة ما حدث من تغيرات سياسية حيث أن 34% من زيارات الرئيس السيسى الخارجية كانت لأفريقيا.

وأكد زكريا، أن هناك اهتمام مصري كبير بأفريقيا منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي المسؤولية، فقد حافظ دائماً على المشاركة في القمم الأفريقية منذ توليه السلطة، ومنها قمة مالابو عام 2014 والتى تكمن أهميتها في أن الرئيس السيسي دشن آلية هامة.وهي الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وإن استراتيجية الوكالة تتضمن سبل تعزيز التعاون الأفريقي وتقاسم التكلفة عبر آليتين هما التعاون الثنائي وفيه يتم تقديم المساعدات المصرية إلى الدول الأفريقية المستفيدة في اطار تعاون ثنائى والدولة المستفيدة والآلية الثانية هى التعاون ثلاثي من خلال بعض الاطراف الدولية الداعمة في هذا الاطار، مثل الصين واليابان وسنغافورة وبعض الدول الأوروبية التى تؤمن بأهمية الدور المصرى وفاعليته في توصيل هذه المساعدات.

وأوضح زكريا، أن معدل التبادل التجاري بين مصر ودول أفريقيا ينتظر طفرات كبيرة خلال الفترة المقبلة خاصة أن حجم التبادل التجاري وصل نحو 5 مليار دولار، بالإضافة إلى حرص مصر على إقامة منتديات استثمارية في أفريقيا، منوهاً عن أهتمام الرئيس الخاص بزيارة دول القارة السمراء مستشهداً أن الرئيس السيسي قام بزيارة دول أفريقية لم يسبق لأى رئيس مصري أن قام بزيارتها مثل "تنزانيا"، فمنذ عام 68 لم يقم أي رئيس مصري بزيارتها ثم "الجابون وتشاد"، ثم تبادل الزيارات الرئاسية مع العديد من قادة الدول الأفريقية.

ولفت إلى أن مصر تحمل خلال رئاستها للاتحاد ملفات مهمة مثل قضية اللاجئين والنازحين، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادي.

واختتم اللواء بخيت الصالون مثنياً على آراء الحضور، وشدد على أهمية دور التعاون الأفريقي المشترك بين مصر والدول الأفريقية، وأن هذه الخطوة تسهم بشكل كبير في تعزيز علاقاتها بشكل أكبر مع محيطها في القارة الإفريقية، خاصة أن مصر كان لها دور كبير في هذا التجمع القاري، وحضور مصر بالاتحاد الأفريقي هو استكمال لمسار تمسك به الرئيس، موضحاً أن عودة مصر كلاعب أفريقي في القضايا الإفريقية لا يشمل فقط مجال السلام أو تسوية النزاعات، وإنما دور أفريقي ينفتح على الاستقرار والتنمية في جميع أقاليم القارة الخمس وخاصة دول حوض النيل وشرق ووسط أفريقيا.






اعلان