22 - 06 - 2024

فتوى الدكتور أبو المجد التى حفزتنى لمواجهة نواب المخدرات

فتوى الدكتور أبو المجد التى حفزتنى لمواجهة نواب المخدرات

منذ حوالى 30 سنة كانت شهرة "نواب الكيف" حديث الرأى العام، وقامت الصحف بتتبع النواب المشبوهين بالاتجار بالمخدرات رغم المخاطر المتوقعة .. وكان من اول الصحفيين الزميل محمد الشربينى وحملته فى جريدة الوفد على نائب سيناء عايد سليمان، وقام أستاذنا وجيه ابو ذكرى فى "الاخبار" وغيره من الزملاء بالكتابة عن النائب عايد وثلاثة نواب آخرين.

كنت فى " الشعب " اسعى لفتح ملفات المزيد من النواب المشبوهين، مهما كانت المخاطر.. ذهبت لإدارة المخدرات ليلا ولعدة أيام، والتقيت برئيسها اللواء فتحى عيد ومساعده – على ما اتذكر اللواء غيث – وأكدوا لى وجود عدد اخر من النواب بإجمالى عشرة نواب، ومدونى بالأسماءومعلومات، ولكن ليست ضدهم أحكام، خاصة وأنهم يتخذون كافة الاحتياطات ومن يتم ضبطه هم أتباعهم فقط.

مع إصرارى لجأت إلى فكرة مواجهة النواب المشبوهين بما  يقال عنهم من شبهات، وللحق تحدثوا جميعا معى وإن كان بعضهم ارتبك وبعضهم كان ثائرا، عدا النائب عايد سليمان، حيث قابلنى أحد اقاربه على سلم الجريدة فأوقفنى قائلا: أنت فلان؟ قلت له: أيوه. قال لى عايز تعرف حاجات أكتر عن الشيخ عايد سليمان؟ وقبل أن أجيب، أكمل كلامه: تنزل معايا فورا. 

لا أعرف كيف وجدت نفسى أنزل معه، دون أن أخبر أى أحد، ركبت معه سيارة  ظلت تسير في شوارع لا أعرفها، حتى وصلنا إلى إحدى الشقق، وتحدث معى نيابة عن النائب وأنه هو الذى أرسله لى، واطلعنى على دفاع النائب ضد العديد من الاتهامات، ومنها أن كل الاسلحة التى يمتلكها مرخصة، وأنه يحمل شهادات تقدير من الأجهزة لدوره الوطنى فى إنقاذ عشرات الجنود أثناء حرب 67، وغيرها من الشهادات التى أخذت صورها ونشرتها فى الحملة، من باب حقه فى الدفاع عن نفسه كما تفرض المهنية الصحفية.

وانفعل نائب من مطروح على ما أتذكر اسمه رحومه، بينما اشترط نائب من دشنا لإكمال حديثه بأن يلتقى بى فى بهو مجلس الشعب دون أي مكان اخر.. وللأسف لم اتمكن من الحصول على تصريح بالدخول، فأعطيت الأسئلة لزميلى المصور إبراهيم دهده حيث كان يغطى المجلس وقتها، ولكن لحظة قابله إبراهيم، لمح فى عينيه الشرر وكاد أن يفتك به، ففر إبراهيم وهو يصرخ: والله ما أنا على القماش!

المهم، كان لابد من مخرج لتناول الحلقات، دون مسئولية جنائية، خاصة مع عدم وجود أحكام قضائية ضدهم.

ذهبت للدكتور أحمد كمال أبو المجد، لأبحث عن مخرج، فأنقذنى بقوله ليست عليك مسئولية مادمت ملتزما فى الكتابة، بالشبهات التي تحيط بهم، ومنحهم فرصة للدفاع عن أنفسهم .. فإذا كان شخص يسأل فى قرية عن قطعة مخدرات، وأجمع كل من يقابله أن فلانا يتجر فيها، فيكون موضعا للشبهات.

وبالفعل شجعنى هذا الرأى او هذه الفتوى على فتح جميع الملفات، خاصة اننى أحمل دفاعهم، وقمت بتسجيله حتى لو لم أخبرهم بالتسجيل.

ونشرنا الحملة فى سلسله تحقيقات بجريدة الشعب، واتصل بى الأستاذ وجيه أبو ذكرى يحيينى، وكتب عنى المستشار إبراهيم صالح مقالا بالأخبار، يشيد بما أكتبه.. وتكللت الحملة بمناقشة البرلمان للموضوع وأخرج فتحى سرور جريدة "الشعب" والمانشيت الذى كتبته وعرضه وهو على المنصة، والتقط ابراهيم دهده الصورة لتنشر فى الصفحة الاولى  دليلا على قوة الحملة التى قامت بها جريدتنا.. وعرض المجلس الأسماء العشرة الذين ذكرتها، وتمت الموافقة على إسقاط عضوية أربعة منهم.

رحم الله أيام الصحافة المشاغبة، ورحم الله الأستاذ وجيه أبو ذكري، والفقيه الدستورى والقانونى الدكتور أحمد كمال أبو المجد.. ورحم الله جريدة الشعب، وإن كنت أرى أنها ستظل باقية ما بقى الشعب!
---------------------
بقلم: على القماش
[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

دفاعا عن العقاد وصلاته ووطنيته ومعاداته للصهيونية





اعلان