18 - 07 - 2024

مرضي الجذام منسيون وخارج حسابات الحكومة .. ومستعمرة أبو زعبل تستحق تبرعاتكم

مرضي الجذام منسيون وخارج حسابات الحكومة .. ومستعمرة أبو زعبل تستحق تبرعاتكم

المستشفى تخدم 580 مريضًا بينهم مسنون فوق الـ70 عامًا اضافة الى 180 سيدة 
- تبرعات بالملايين لمستشفي 57375 ومعهد الأورام ومستشفي الجذام لا يتذكره أحد
- مدير الحق في الدواء: لا توجد حتي قفازات طبية للكشف على المرضى لعدم نقل العدوى
- النائب حسن عمر حسنين يطالب وزيرة الصحة التدخل من أجل زيادة عدد الأطباء ورفع الميزانية
 

الجذام مرض معدي مزمن تسببه الفطرية الجذامية وهي بكتريا عضوية الشكل صامدة للحمض، ويؤثر المرض في المقام الأول على الجلد والأعصاب المحيطة والغشاء المخاطي للقناة التنفسية العلوية والعينين.

أعراض المرض تظهر أحيانا في غضون سنة واحدة ولكنها لا تظهر أحيانا إلا بعد مرور 20 عاماً على الإصابة، وهو قابل للشفاء ويمكن تجنب العجز إذا ما توفر العلاج في المراحل المبكرة للمرض، وقد يسبب الجـذام إذا لم يعالج، تلفاً تدريجياً ومستداماً في الجلد والأعصاب والأطراف والعينين.

مرضي الجذام يعيشون في منعزل عن البشر هاربين من نظرات الشفقة، وإحساس الخوف دائما مسيطر عليهم، وجيرانهم يهربون منهم والمستشفي هي ملجأهم الوحيد الذين يعيشون فيها حتي الموت.

وبرغم كل هذه المعاناة هناك نقص كثير في الأدوية والإمكانيات تكاد تكون معدومة، ومن ناحية اخرى هناك تبرعات بالملايين تصل لمستشفي 57375 ومعهد الأورام وجمعية الاورمان وغيرها إلا أن مستشفي الجذام سقطت من حسابات المتبرعين.

يقول محمود فؤاد مدير مركز الحق في الدواء أن مرض الجذام وراثي، ويؤدي إلى تشوهات في الوجه، وهناك أنواع كثيرة من المرض يتسبب بعضها في فقد كلي للبصر أو فقد جزئي، ويؤدي مرض الجذام إلى تأكل الأطراف مثل أصابع اليدين وأصابع القدمين. 

ومنذ زمن قديم وأصحاب هذا المرض يتم عزلهم في مستعمرات على حدود القاهرة أو الإسكندرية، وتوجد في مصر مستعمرتان الأولى في العامرية والثانية في أبو زعبل، مشيرا إلى أن مستعمرة أبو زعبل توجد بجوارها عزبة قريبة منها تسمى عزبة الجذام نظرًا لأن المرضى وجدوا مشاكل في العلاج وقلة الإمكانيات في المستشفى فخرجوا منها إلى العزبة القريبة منهم وهي عزبة الجذام، وتزوجوا من بعض في هذه العزبة لأنهم غير مسموح لهم بالاقتراب أو التعامل مع الأشخاص رغم أنه في 1995 أشادت منظمة الصحة في مصر بمرضى الجذام وفكرة العزل.

وأضاف "فؤاد" المستشفى تم نسيانها خلال الفترة الماضية من قبل الحكومات المتعاقبة لافتًا إلى أن المرضى يشتكون من قلة الاهتمام بهم من قبل إدارة المستشفى.

وأشار إلى أن الوضع تعدى كل الحدود وأصبح لا يقتصر على قلة وجود أو توفير الدواء فقط بل أصبح لا يوجد في المستشفى حتى القفازات الطبية التي يستخدمها الطبيب في الكشف على المرضى لعدم نقل العدوى، مشيرًا إلى أنه تم التواصل مع لجنة الصحة بمجلس النواب من أجل وجود حل لافتًا إلى أنه لا يوجد طبيب عيون بالمستشفى نظرًا إلى أن الأطباء الذين تم تعيينهم يلجأون إلى الوسطاء لنقلهم.

وقال فؤاد ان وزارة الصحة هي المسؤولة عن ما يحدث في مستشفى الجذام وقلة الاهتمام وقلة الميزانية، ويوجد إهمال جسيم من الوزارة لهؤلاء المرضي، موضحا ان مستشفى الجذام لا تتلقى أي دعم، فلا يوجد أطباء عيون أو جلديه، والأدوية تكاد تكون غير موجودة مما دفع المركز لإطلاق مبادرة كبرى لدعم مرضى الجذام وتوفير التبرعات الممكنة لهم .

ويشير "فؤاد" الى ان معدل الانتشار  ومعدل الاكتشاف في تناقص مستمر ولكن المرضي الذين يعيشون في مستعمرات معزولين عن العالم يحتاجون لكل مساهمات المجتمع المدني.

ويضيف الدكتورمحمد الغمازى مديرمستشفي الجذام أن المستشفى بها 4 عيادات جلدية وواحدة للباطنة و12 صيدلية و12 علاج طبيعى و4 عيادات أسنان، وكلها مخصصة لخدمة المرضي إلى جانب توفير كافة الأجهزة الطبية من قبل وزارة الصحة، إلى جانب توفير كافة أنواع علاج الجذام بالمجان من قبل منظمة الصحة العالمية فيما يتم توفير باقى الأدوية للأمراض الأخرى من قبل الوزارة والمتبرعين.

وتابع أنه تم إنشاء عيادة رمد جديدة وكذلك غرفة عمليات لعمل عمليات الرمد نتيجة تدمير العصب بالعين وتخدم كل مرضى الجذام على مستوى الجمهورية وليست المستعمرة وحدها كما يتم توفير سيارات لنقل المرضى للمستشفى من المستعمرة.

وأوضح أنه يتم عقد لقاءات دورية مع المرضى بالمستعمرة والمستشفى لعمل إعادة تأهيل لهم وتغيير السلوكيات والعمل على دمجهم بالمجتمع حتى لا يشعر المريض بالحرج.

طلب إحاطة

من جانبه قال النائب حسن عمر حسنين  أنه تقدم بطلب إحاطة موجه إلى الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بشأن قلة الإمكانيات ونقص الأدوية وعدم توافر الأطباء داخل مستشفى الجُذام بمدينة الخانكة التابعة لمحافظة القليوبية.

وأوضح حسنين فى طلب الإحاطة أن مستشفى الجُذام بأبو زعبل التابعة لمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية تعانى منذ فترة من قلة الإمكانيات الموجودة ونقص الأدوية وقلة عدد الأطباء مضيفا إلى أن المستشفى تخدم 580 مريضًا من بينهم 180 سيدة ويوجد مرضى تتعدى أعمارهم الـ70 عامًا، ويعانون من عدم توافر أبسط أدوات العلاج الطبى مثل الشاش والقطن ونقص أدوية السكر والأنسولين، بجانب عدم تواجد أطباء للكشف الطبى عليهم، موضحا  أن مريض الجُذام يعتبر شخصًا معاقًا لا يستطيع الذهاب إلى أى مستشفى أخرى للعلاج وهم مقيمون بمستعمرة الجذام بصفة دائمة لا يستطيعون الخروج منها بسبب إعاقتهم المرضية.

وطالب حسنين وزيرة الصحة بسرعة التدخل من أجل زيادة عدد الأطباء ورفع الميزانية المخصصه لها لرعاية المرضى بشكل أفضل  حيث ان المستشفى الآن تعتمد على التبرعات كما طالب بتواجد أخصائى لكل قسم وليس حديثي التخرج.
---------------------
تحقيق: آمال عبد الله