17 - 08 - 2024

علاقة الماسُونية والصهيونية بالفوضَى الخَلّاقة.. أفلام الكارتون بها إشارات وطقوس ليألفها صغارنا

علاقة الماسُونية والصهيونية بالفوضَى الخَلّاقة.. أفلام الكارتون بها إشارات وطقوس ليألفها صغارنا

- يؤمنون بأنّ النظام ياتي من خلال الفوضى، وأنّ اغتنام فُرص الفوضى أسهل استغلالًا.

لماذا يحرصون على ضم الملوك والرؤساء وكبار موظفي الدولة، ويستخدمون كل الأساليب لتجنيدهم؟

الشيخ "عطية صقر" أفتى أن "المُسْلم لا يكون ماسونيًا" والبابا "يوحنا بولس" الثاني قال:"لا يمكن أن تكون كاثوليكيًا وماسونيًا في ذات الوقت".

قرار لجامعة الدول العربية باعتبارها حركة صهيونية تسعى لتدفق الأموال ودعم مجهود إسرائيل الحربي.

ما إن بدأ تناقل المعلومات حول الإرهابي الذي نفّذ عن قصد وتخطيط مذبحة مسجدي "نيوزيلندة"؛ والتي راح ضحيتها نحو مئة مُسلم مابين شهيد وجريح؛ إلا وتنادتِ الأصوات طالبة كشف علاقته بالماسونية العالمية؛ وعلاقة الأخيرة بالصهيونية، وعاد إلى الأذهان ما يتردد من وقت لآخر حول صلتيهما (الماسونية والصهيونية) بأفران النازية وأُكذوبة المحرقة اليهودية؛ وحريق القاهرة؛ ومجازر العراق؛ والتنظيمات السياسية والمتطرفة والإرهابية التي مُنِى بها عالمنا العربي، بل وحُكام وزعماء وطنيين وقادة ثورات ورموز ثقافية وفكرية وفنية قيل أنهم أعضاء بالماسونية العالمية.. وعلاقتها بالاشتراكية؛ والعلمانية؛ وحركة "مصطفى كمال أتاتورك"؛ ودعم المثلية والشذوذ الجنسي على مستوى العَالم.. حتى قال البعض أنّ قصة إعجاز الهرم الأكبر دعاية ماسونية لغرض في نفس قادة محافلها! أمّا أفلام الكارتون التي ابتُلي بها أطفالنا فحدِّث ولاحرج عما تعج به من افكار ورموز ماسونية شيطانية.

 ما أكتبه ليست دراسة علمية؛ فلستُ بباحثة، لكنه تجميع لبعض الأوراق المبعثرة والمعلومات المتناثرة هنا وهناك؛ علّها تدعونا فقط لمجرد التفكير وطرح السؤال الذي هو أول مراتب الفهم؛ وبه نمارس الشَّك؛ ونزحزح الثوابت والمُسلّمات لنصل إلى المعرفة كما يقول الفلاسفة.

الماسونية - أو البناؤون الأحرار نسبة لقُدامى البنائين في أوروبا أو بُناة الهرم كما يزعمون وسيأتي تفصيليًا- منظمة عالمية؛ تتصف بالغموض والسِّرية الشديدة في شعائرها وطقوسها، ولها تفاسيرها الخاصة أخلاقيًا وكونيًا وإيمانيًا وميتافيزيقيًا، يقول المحللون أنها تسعى للسيطرة على العالم وفق منظومتها الفكرية، وهي بالأساس تحارب الدين وتنشر الفكر العَلماني، ويُرجحون معنى تسميتها بأنها تعني الهندسة؛ وفي هذا رمز إلى مهندس الكون الأعظم، والبعض ينسبها إلى "حيرام أبي المعماري" الذي أشرف على بناء هيكل سُليمان، ومنهم مَن يَعزوها إلى "فِرسان الهيكل" الذين شاركوا في الحروب الصليبية، وإن كان البعض يراها إحياءً للديانة الفرعونية المِصرية القديمة.

للماسونية رموزٌ عدّة؛ منها استخدام المسْطرة والفِرجار المتعامدان؛ إشارة لنجمة داوود السداسية؛ وكدليل علاقة الاتحاد الكهنوتي بين السماء والأرض - كما يعتقدون- وهو ما حققه سيدنا داوود عليه السلام؛ في رأيهم، حين أسَّس سلالة حكم بمساندة الكهنة اليهود طبقًا لبعض التفسيرات.. وبين المسْطرة والفِرجار نجد الحرف "جي" باللغة الإنجليزية؛ ربما إشارة للإله، أو كلمة هندسة بالإنجليزية، أو إلى 32 قانون وضعها الأحبار اليهود لتفسير الكتاب المقدس سنة 200 قبل الميلاد، وقيل أنّها إشارة لأحد أسماء الشيطان "مَلاك النور" المطرود من الجنة! أو اسم الإله الذي عبَده "فرسان الهيكل" في السِّر واتُّهموا به.

ومن أهم رموزها رسم "العَين"، وفي كتابه "داخل الجمعيات السرية" يقول "مايكل بينسون": (أنّ رمز العَين التي تظهر في قمة مثلث الختم الأعظم لأمريكا؛ وعلى فئة الدولار الواحد؛ والكلمات المكتوبة تدل على سيطرة الماسونيين على الولايات المتحدة)، ويعتقد البعض أن أمريكا أقوى دولة علمانية بُنيت على المفاهيم الماسونية وأن 16 رئيسًا أمريكيًا كانوا من أتباع الماسونية.

النسخة الأصلية لدستور الماسونية كتبه "جيمس اندرسون" عام 1723 الناشط في كنيسة "اسكتلندا"؛ وهو عبارة عن 40 صفحة من تاريخ الماسونية الذي يعتبرونه قد بدأ مذ عهد آدم؛ ومِن بعده نوح؛ إبراهيم؛ موسى؛ سليمان - عليهم السلام جميعًا- ثمّ نبوخذ نصّر؛ يوليوس قيصر؛ وصولًا للملك جيمس الأول، وكان فيها وصفًا لعجائب الدنيا السبع -التي يعتبرونها إعجازًا هندسيًا- وكذا الأمور التنظيمية الحركية لأتباعها.

يشير دستورها إلى أن الماسونية امتداد للعهد القديم مِن الكتاب المقدّس؛ وأنّ اليهود الذين غادروا مصر مع "موسى" - عليه السلام- هم الفرقة الثالثة الضائعة من "الأسْباط"، وأنهم قد شيّدوا أول مملكة للماسونية بقيادة "السامِريّ" صانع العِجْل الذي عبده اليهود مِن دون الله؛ حال لقاء موسى بربه في الوادي المقدس "طُوَى"، ويُقال بل القيادة للمسيح الدّجال؛ ومنه جاء رمز "العَين الواحدة" في كل شعاراتهم؛ والتي تَعني: "العَين التي ترى كل شىء".

بدأت المحافل الماسونية قبول عضوية المَلاحدة والنساء؛ ولرغبتهم في ضم العظماء من الزعماء وقادة الفكر وأصحاب النفوذ سمحوا لأتباع الديانات الأخرى بالانضمام؛ شرط الالتزام بتعاليمهم وبالِّسرية التامة؛ وتعلّموا استخدام بعض الإشارات السِّرية ليتعرف الأعضاء على بعضهم بعضا، والتهديد بالإرهاب والطعن والشنق إذا ما حاولوا الهروب من صفوف المنظمة، تتخذ أسماء مختلفة إذا ما قوبل نشاطها بالرفض؛ ومن أبرز تلك المسميات: "الرُوتاري" و"الليونز".

وقد أعلنت رابطة العالم الإسلامي بمَجمعها الفقهي أن الماسونية لها أهداف سياسية، وأيادٍ في معظم الانقلابات السياسية والعسكرية، وأنها صهيونية النشاط، وفي حقيقتها تهدم الأديان خاصة الإسلام، ويهمها أن ينتسب إليها ذوو المكانة السياسية والمالية والعِلمية والاجتماعية، لذا تحرص كل الحرص على ضم الملوك والرؤساء وكبار موظفي الدولة، وقد أصدر فضيلة الشيخ "عطية صقر" رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف عام 1984 فتواه: "المُسْلم لا يكون ماسونيًا؛ لأن ارتباطه بها إنسلاخٌ تدريجيٌ عن شعائر دينه، ينتهي بصاحبه إلى الارتداد التام عن دين الله".

كما أصدر المجمع المعمداني المسيحي 1993 تقريرًا جاء فيه: "أنّ الماسونية تستخدم مصطلحات تُسيء إلى الله، وأنها تستخدم القَسَم الدَّموي والتعهدات والتي يحظرها الكِتاب المقدّس وتجعله على قدم المساواة مع الكتابات غير المسيحية، وتمارس التمييز العنصري تجاه الملونيين في محافلها"، وقد صرّح البابا "يوحنا بولس" الثاني 1983: "لا يمكن أن تكون كاثوليكيًا وماسونيًا في ذات الوقت".

وبِدَورها؛ أصدرت جامعة الدول العربية قرارًا سنة 1979 باعتبارها حركة صهيونية تسعى لتدفق الأموال على إسرائيل تدعيمًا لاقتصادها ومجهودها الحربي.

الماسونية منظمة سياسية اقتصادية عملاقة؛ هدفها السيطرة على العَالَم، والهيمنة على وسائل الإعلام العالمية، تعمل على تقويض الأديان، وإسقاط الحكومات الشرعية، تبيح الجنس والشذوذ والمِثلية، وتستخدم المرأة كوسيلة للسيطرة، تهدف إلى تقسيم غير اليهود إلى أُمَم متنابذة متصارعة، وتُسلّح الأطراف المتصارعة، تُحيي الأقليات الطائفية العنصرية، تنشر الفوضى والانحلال والإرهاب والإلحاد، تهدم المبادئ الأخلاقية والفكرية، تستخدم الرشوة بالمال والجنس مع ذوي المناصب الحساسة، وإذا ما تململ أحدهم أو عارضهم تُدبّر له فضيحة كبرى، وقد يكون مصيره القتل، وقيل أن الماسونية دبرت مقتل الأميرة "ديانا" بسبب ارتباطها بمُسلم عربي، وكذا تعاملوا مع "جون كينيدي" لمخالفته لمعتقداتهم، وقتلوا "مايكل جاكسون" الذي بدأ في نقدهم؛ وشاعت الأقاويل حول رغبته في اعتناق الإسلام كما ذكرت أخته، وكذلك مقتل "مارتن لوثر" الذي عارض الحرب الفيتنامية، و"إبراهام لينكولن"، والياباني "بروس لي"، وغيرهم الكثير.. أمّا الحديث عن علاقة الماسونية بالصهيونية ومقتل العلماء العرب خاصة المتخصصين في الطاقة النووية، فالأمر جليّ لكل ذي عينين باصرة.

كما تسعى بقوة لضم رؤساء الدول والشخصيات البارزة والفنانين، وتعمل على بث الأخبار والأباطيل والدسائس مع تكرارها إعلاميًا كي تُصبح حقائق في عقول الجماهير، تدعو الشباب إلى الانغماس في الرذيلة؛ وإباحة الاتصال بالمحارم؛ وتحطيم الروابط السرية؛ والدعوة إلى التعقيم الاختياري.

يرى البعض أن تيارات شيوعية واشتراكية وحركة "مصطفى كمال أتاتورك" بتركيا ما هي إلا تيارات متفرعة منها، وهي وراء قبول فكرة "الشذوذ الجنسي" وفكرة إنكار الأديان؛ وأن الفرد يستطيع أن ينجو بنفسه من خلال أعماله الصالحة وحدها حتى لو كان ملحدًا؛ وهو ما تُطلق عليه فكرة "الخَلاص"، كما أنه ليس بغريب ما تناقلته الأقلام من أن أفران الغاز النازية؛ وحريق القاهرة؛ ومجازر بغداد؛ وكل جرائم ارتُكبت ليبدو أن اليهود طائفة مستهدَفة؛ كان وراءها التدبير الماسوني والصهيوني لتهجيرهم إلى فلسطيننا المحتلة. 

وقد أورد كل من "نيك هادرنيج" في كتابه: "الجمعيات السّرية"، والكاتب "الماسوني مايكل غرير" في كتابه: "الموسوعة الأساسية للجمعيات السِّرية والتاريخ الخفي "أن للماسونية ثلاثة أفرع: "المحفل الأزرق" و"الطقس اليوركي" و"الطقس الاسكتلاندي"؛ وأن الماسونيين يؤمنون بأنّ النظام ياتي من خلال الفوضى، وأنّ اغتنام الفُرص من الفوضى أسهل استغلالًا نتيجةً لحاجة الَبشر للنظام حينها.. ومِن هنا نستطيع أن نفهم تطور المصطلح إلى مفهوم "الفوضى الخلاقة" الذي انتشر في الآونة الأخيرة.. وتشير العديد من الدراسات لضلوع الماسونية وأبحاثها في تدمير العراق وسوريا وليبيا وفق خططهم الموضوعة؛ ومِن قَبْلها الجزائر بأواخر القرن الماضي.

بعض الأقلام تشير إلى أنّ "جَمال الدين الأفغاني" أدرك خطورة ذلك التنظيم، فقاد تمردًا؛ وأحدث انشقاقًا داخل المحفل الماسوني بمِصر؛ والتف حوله بعض الأنصار لتاسيس محفل شرقي، يهدف إلى الدراسة والتشريع والتخطيط لمختلف أوجه الإصلاح في المجتمع ونبذ التعاليم التي يرفضها الإسلام، وقيل أنّ "أحمد عرابي"؛ و"سامي البارودي"؛ و"عبد السلام عارف"؛ و"محمد عبده"؛ و"أديب إسحق"؛ و"عبد الله النديم" كانوا من قيادات ذلك المحفل الشرقي.

كما تواترت في الآونة الأخيرة أن عددًا من القادة والزعماء والفنانين العرب ماسونيون؛ وقد تمّت متابعة بعض الإشارات والرموز المُحمّلة في أعمالهم الفنية خاصة استخدام رسم "العَين الواحدة" بشكل واضح وصريح على أجسامهم أو منتوجهم الإبداعي. 

حتى الهرم الأكبر لم ينج مِن شرورهم، فالماسونية راغبة وبقوة في السيطرة عليه، ويؤكد البعض أنها وراء المعلومات المغلوطة التي تُبث من وقتٍ لآخر عن إعجازه وعلاقته بالنجوم، وأنّ أسفله بللورة سحرية بها قوة هائلة جبّارة للحفاظ على الأرض، وأن أجدادهم من "اليهود العبيد" هُم مَن أخفوها (لاحظوا)، لذا ربما يكون مصطلح "البنائين" وثيق الصلة ببناء الهرم!، وتؤمن الماسونية أن السّحر وسيلة للسيطرة على العالم، وأن تطهيره مِن كراهيته لليهود لن تتم إلا به، لذا يسعون للبحث عنها، ويتوقون إلى أقامة طقوسهم الشيطانية داخل غرفة الملك "خوفو" في سرِّية تامة، كما يشجعون ممارسة الجنس والعُري داخله أو على قمته - كما حدث مذ شهور قليلة - وتم تصوير الفاحشة وتوثيقها بـ "الفيديو"!. 

وتظل بعض الأسئلة عالقة بالبال تبحث عن جواب: لماذا الهرم الأكبر تحديدًا؟ ولماذا هو مِن دون العجائب السَّبع الأُخر؟ هل تثبيت لمزاعم المشاركة في بنائه - كعبيد لفرعون مصر- وأنّ بداية الماسونية كان الاعتماد على طائفة البنائيين؟ وما بالنا بالدراسات التي اثبتت أن الهرم بُنِي قبل مجيء يوسف وإخوته لمصر؛ أي قبل وجود بني إسرائيل مطلقًا؟

وأخيرًا؛ في دراسة هامة قامت بها "طالبات سعوديات" أَثبتن كيف أن أفلام الكارتون الموجهة لأبنائنا في عالَمنا العربي بها إشارات وطقوس يهودية ماسونية كي يألفها صغارنا، وأن الأفلام تحوي نَجمة داوود، وتُشكّك في عقيدة التوحيد، وترى أن هناك أكثر من إله: (إله الحُب؛ إله الشر؛ إله القوة.. وهكذا)، وتَحُث على تقديم القرابين للآلهة؛ والفكرة دائمًا هي العنف والدعوة للسيطرة على العالَم، ومِن أشهر تلك الأفلام الكارتونية: "يوغي" الذي يبدو بعينٍ واحدة فوق حاجبه، و"بوكي مُون" و"الماسة الزرقاء"، و"القناص" و"بي بليد".
-----------------------
تقرير - حورية عبيدة
من تامشهد الأسبوعي