27 - 09 - 2024

دراسة 39 حالة انتحار في مارس تدق جرس إنذار للدولة المصرية

دراسة 39 حالة انتحار في مارس تدق جرس إنذار للدولة المصرية

- تقرير  المؤسسة العربية : 39 حالة انتحار وتزايد عدد الذكور المنتحرين  بنسبة 76% والانتحار بالشنق هي الوسيلة الغالبة 
ـ الدقهلية والبحيرة الاعلى في معدلات الانتحار، ونسبة الطلاب الأعلى بنسبة 28.2

تزايدت وتيرة حالات الانتحار في مصر بشكل واضح خلال السنوات الماضية، وهذا يرجع لأسباب مختلفة منها تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي، مما يتسبب في أزمات نفسية تصيب المنتحر مما يؤدي إلى اتخاذه قرار الانتحار، وصرنا نجد موجات من الانتحار باستخدام نفس الطريقة؛ على سبيل المثال ظهر مؤخرا  الانتحار بالالقاء امام عربات مترو الانفاق

 ورغم التحريم الديني لفكرة الانتحار ذاتها، إلا أن هناك عدد من الظروف الاجتماعية والاقتصادية المختلفة تؤدي لعدم قدرة الكثيرين على تحمل اوضاعها الاجتماعية والاقتصادية المتردية  . 

ويرصد هذا التقرير حالات الانتحار في شهر مارس 2019، من خلال رصد المحافظات التي شهدت حالات الانتحار، والتصنيف النوعي والمهني والعمري للمنتحرين، وكيفية الانتحار، وكذلك ما هية الأسباب التي تؤدي بهم إلى اتخاذ هذه القرار الصعب، هل يمثل احتجاجا على الظروف الاقتصادية والأوضاع السياسية الحالية والتي تؤدي إلى انتشار فكرة اليأس من تغيير المجتمع وبالتالي من تغيير الوضع الاجتماعي للأفراد

ويمثل هذا التقرير جرس انذار لصانع القرار في مصر ومحاولة مناقشة الأسباب التي تؤدي بالانسان إلى التخلص من حياته طوعا

ولعلنا لا ننسى أن السبب المباشر لحدوث الثورة في تونس في عام 2011هو انتحار المواطن التونسي بوعزيزي بإحراق نفسه بسبب تعسف الأجهزة الحكومية فيما يتعلق بمصدر رزقه. 

ورصد التقرير 39 حالة انتحار خلال شهر مارس، من خلال رصده لعدد من المواقع الصحفية المصرية

استنتاجات التقرير

أولا : التقسيم الجغرافي والنوعي لحالات الانتحار

يشير شريف هلالي المدير التنفيذي للمؤسسة أن هناك  16 محافظة شهدت حالات انتحار خلال شهر مارس 2019 ، كانت اعلاها محافظتي الدقهلية والبحيرة بمعدل 8 حالات انتحار بكل منها بنسبة 20.5% لكل منهما، تليها محافظات القليوبية وكفر الشيخ بمعدل 3 حالات في كل منها بنسبة 3.7 %، في المركز الثالث جاءت محافظات القاهرة والجيزة و الشرقية والفيوم وسوهاج بمعدل حالتين في كل منها بنسبة 5.12% ، وفي المركز الاخير تأتي محافظات الأسكندرية والغربية والمنوفية وبني سويف والمنيا واسيوط والبحر الاحمر بمعدل حالة اانتحار في كل منها بنسبة 2.56 %.

 وجاء الانتحار الأعلى للذكور بمعدل 30 حالة بنسبة 76.9  % ، والاناث بمعدل 9 حالات بنسبة 23.1

ويذكر أن أغلب الاناث استخدمن وسيلة تناول قرص سام بمعدل 4 حالات ، ثم الالقاء في الترعة بمعدل حالتين ، ثم االشنق والانتحار من مكان عال بمعدل حالة واحدة لكل منهما، وهناك حالة غير معروف كيفية انتحارها.

بينما كانت وسيلة الانتحار المفضلة للذكور هي الشنق بمعدل 17 حالة، يليها تناول لقرص سام لحفظ الغلال او مادة سامة بمعدل 8 حالات، يليها اطلاق النار على النفس، واشعال النار بمعدل حالتين لكل منها، وفي الأخير الالقاء في الترعة بمعدل حالة واحدة

 كما يرصد التقرير وجود حالات انتحار مزدوجة بمعني انها تتم لزوجين في نفس الوقت وهو ما تم رصده في حالة في الدقهلية، حيث تم رصد قيام زوج بالانتحار تبعته زوجته بقرص سام بسبب الخلاف بين رغبة الزوج وهو شقيق لزوجها السابق بتحويل زواجهما العرفي  لرغبتهما بالحفاظ على معاش الزوجة إلى زواج رسمي

كما يرصد التقرير حالة انتحار في سوهاج سبقها قتل زوج لزوجته أولا باطلاق النار عليها ثم انتحاره بعدها بسبب خلافات زوجية

ايضا رصد التقرير وجود حالتي انتحار في اماكن غير متعارف عليها ، مثلا تم العثور عل موظف مشنوقها داخل وحدة محالية في محافظة الشرقية ، كما عثر على جثة حداد مشنوقا ومعلقا داخل أحد المساجد بقرية بالمنوفية

ثانيا : وسيلة الانتحار : 

 فيما يتعلق بوسيلة الانتحار ، كان الانتحار بالشنق هي الوسيلة الأكثر انتشارا في حالات الانتحار باعتبارها الأسهل باجمالي 18 حالة بنسبة 46,15 % ، يليها الانتحار بتناول قرص سام مخصص للغلال أو مبيد حشري، وهي الوسيلة الأكثر انتشارا في الريف المصري بمعدل 12 حالة بنسبة 30.76 % ، في المرتبة التالثة يأتي الانتحار بالالقاء في الترعة أو نهر النيل باجمالي 3 حالات بنسبة 3.7 %، بعدها تأتي حالات الانتحار بإشعال النار بمعدل حالتي انتحار بنسبة 5.12%  ، وفي المركز التالي تأتي قيام المنتحر باطلاق النار على نفسه، بمعدل حالة انتحار واحدة ، بالتساوي معها تأتي وسيلة الانتحار بالالقاء من مكان عال بنسبة 5.12%  .

ثالثا : النصنيف المهني : 

كانت المفاجاة في التصنيف المهني للمنتحرين ، أن النسبة الأعلى كانت للطلاب سواء في المرحلة الثانوية أو الاعدادية بمعدل 11 حالة بنسبة 28.2 % ، حيث بلغت حالات الانتحار لطلاب الاعدادي 6 حالات ، ولطلاب المرحلة الثانوية 5 حالات . وهذا يمثل علامة استفهام فما يخص الاسباب التي تؤدي إلى تفكير هذه الشريحة السنية الصغيرة في الانتحار وانهاء حياتها

من جهة أخرى تتماشي هذه الاحصائية مع دراسة لوزارة الصحة المصرية كشفت عنها وسائل الاعلام في أبريل الماضي، ، أجريت على عينة من 10 آلاف و648 طالبًا وطالبة، تراوحت أعمارهم بين 14 و17 عامًا، أن 21.5 بالمائة من طلاب المرحلة الثانوية في مصر يفكرون بالانتحار.

فيما يعاني 29.3 بالمائة مشاكل نفسية بينها القلق والتوتر والاكتئاب، و19.5 بالمائة بلغوا حد إيذاء النفس، بينما لجأ 33.4 بالمائة من عينة الطلاب للعلاج لدى طبيب نفسي، و19.9 بالمائة لجأوا لصيدلي، و15 بالمائة لجأوا لنصائح الأصدقاء.

ولم تذكر الدراسة سبب تفكير هؤلاء الطلاب في الانتحار، غير أن أغلب الأسر المصرية تمارس ضغوطًا على الطلاب في المرحلة الثانوية، في إطار السعي للحصول على أعلى مجموع يؤهل الطالب للالتحاق بالكلية التي يرغبها، وهو ما يصيب بعض الطلاب بأمراض نفسية

ومن وقت إلى آخر تشهد مصر محاولات انتحار، ينجح بعضها، لأسباب اقتصادية وعاطفية.

في المرتبة التالية جاءت ربات المنزل بمعدل 6 حالات ، ثم " العمال " بمعدل 5 حالات ، يليها مهنة السواقة ، والحدادة ، والمزارع بمعدل حالتين لكل منها ، وجاء التصنيف المتبقى (مكوجي ، حلاق ، خفير نظامي ، موظف) بمعدل حالة واحدة في كل منها ، وتم رصد 7 حالات مهنها غير معروفة

رابعا : التصنيف العمري

كانت الأغلبية في المنتحرين هي للمتوسط العمري من 15 ـ 25 عاما ، والمرحلة العمرية من 25ـ 35 عاما حيث بلغت 10 حالات في الشريحة  الأولى ، و11 حالة في الشريحة الثانية باجمالي 21 حالة بنسبة 53.84 %، وهذا يتماشي مع ما ذكره  كتاب "شهقة اليائسين" للكاتب الصحفي د. ياسر ثابت الذي يرصد حالات الانتحار في مصر والوطن العربي، كشف عن أن الفئة العمرية الأكثر إقبالاً على الانتحار في مصر هي ما بين 15 و25 عاما، حيث تبلغ نسبتهم 66.6 في المائة من إجمالي عدد المنتحرين في كل الفئات.  .. 

ويرصد التقرير في الترتيب التالي الشريحة من 45  ـ 55 بمعدل 6 حالات بنسبة 15,38  % ، يليها الشريحة الاقل من 15 سنة بمعدل 4 حالات بنسبة 10.25 %،  في الترتيب التالي تأتي الشريحة من 35 ـ 45 بمعدل 3 حالات بنسبة 3.7 %،  وبنفس العدل في الشريحة من 55 ـ 65  حيث بلغت عدد حالات الانتحار 3 حالات ومعظم حالات انتحار الرجال في هذه المرحلة العمرية ترجع إلى الظروف الاقتصادية وعدم القدرة على الإنفاق على الأسرة..

وهناك حالتين غير معروف المعدل العمري لكل منهما

خامسا : أسباب الانتحار

تعددت أسباب الانتحار خلال هذه الفترة حيث وصلت إلى 11 سببا ، وفي الترتيب الاول جاءت الازمات النفسية وهي السبب الأساسي للانتحار في مصر بمعدل 14 حالة بنسبة 35.9 % ، يليها الأمراض والاضطرابات النفسية بمعدل 7 حالات بنسبة 17.94 % ، في الترتيب الثالث تأتي الخلافات الزوجية والأسرية بمعدل 5 حالات بنسبة 12.82 %  ، يليها أسباب خاص بلوم الاسرة للأطفال لعدم الاهتمام بالدراسة والانشغال في اشياء اخرى سواء مشاهدة التليفزيون او غيرها بمعدل حالتي انتحار بنسبة 5.12 % ، كما تأتي اسباب اخرى منها انتحار طفل بسبب سفر الوالد للخارج لفترة طويلة ، وانتحار اب بسبب معايرته بسوء سلوك الأبنة ، وانتحار طالب بسبب سحب التليفون المحمول من اسرته ، وانتحار  انثي بسب استئصال ورم سرطاني من الثدي وفشلها في الزواج ، كما تم رصد حالة انتحار بسبب تنمر الزملاء لشاب بسبب فقدان جزء من اصابعه ، كما كانت ظروف الاسرة المعيشية الصعبة سببا اخر لانتحار احدى هذه الحالات ، والفشل في الحصول على عمل سببا لانتحار شاب أخر  . 

وهناك 5 حالات لم يتم معرفة  السبب الخاص لانتحارهم

 سادسا : الحالة الاجتماعية

رصد التقرير ان اغلب المنتحرين كانوا غير متزوجين بعدد 21 حالة بنسبة 53.84  % ، بينما كان عدد المتزوجين 11 بنسبة 28.2 % ، وهناك 7 حالات لم يتبين حالتهم الاجتماعية.