17 - 07 - 2024

اللبنانية هدى بركات تفوز بجائزة البوكر عن روايتها "بريد الليل"

اللبنانية هدى بركات تفوز بجائزة البوكر عن روايتها

فازت الكاتبة اللبنانية هدى بركات بجائزة البوكر عن روايتها "بريد الليل" التي تدور حول الهاربين من مصائرهم، بحيث صار الصمت والوحدة والكآبة ملامح حياتهم الجديدة.

وكانت بركات وصلت سابقاً إلى اللائحة الطويلة للجائزة عبر روايتها "ملكوت هذه الأرض" عام 2013، بينما بلغت القائمة القصيرة لجائزة "مان بوكر العالمية" لعام 2015،  وفازت أيضاً عام 2000 بجائزة نجيب محفوظ عن روايتها "حارث المياه"، وبجائزة سلطان العويس عام 2018.

وعشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكِتاب؛ أعلنت "فلورمو نتنارو" منسقة جائزة "البوكر العالمية للرواية العربية اليوم الثلاثاء اسم الرواية الفائزة بالمركز الأول؛ لتنال 50 ألف دولار أمريكي؛ مع ترجمتها للغة الإنجليزية، بينما تُمنح بقية الروايات السِّت المرشحَة ضمن القائمة القصيرة 10 آلاف دولار. 

وكان اتحاد كُتاب وأدباء الإمارات قد قرر استضافة الروائيين السِّتة صباح أمس الاثنين بمقره بأبوظبي - قبل الإعلان عن الفائز الأول بيومٍ واحدٍ- والذين رُشحِتْ رواياتهم للقائمة القصيرة؛ وذلك من بين ست عشرة رواية تقدَّمت للبوكر "القائمة الطويلة"، وألقى قى فيها المؤلفون نبذة عن إبداعاتهم؛ ثم تناقشوا مع الُحضور، وكانت الروايات التي تنافس "بريد الليل"هي : "شمس بيضاء باردة" للأردنية كفى الزعبي، "الوصايا للمصري" عادل عصمت، "صيف مع العدو" للسورية شهلا العجيلي، "النبيذة" للعراقية إنعام كجه جي، "بأي ذنب رحلتْ؟" للمغربي محمود المعزوز.

وتصور "الوصايا" الريف المصري قبل الستينيات؛ والمتغيرات الاجتماعية التي طرأت عليه بتأثير الانفتاح والسفر والتعليم، أما "شمس بيضاء باردة" فتسلِّط الضوء على مشاكل الشباب وهمومهم في ظل مجتمع عصيّ على التغيير، وتكتب رواية "صيف مع العدو" سيرة حياة مدينة الرّقة السورية على امتداد ثلاثة أجيال، بينما ترصد "النبيذة" نتائج حقبتين من تاريخ العراق الملكي والجمهوري؛ من خلال شخصيتين نسائيتين وعلاقتيهما بالقضية الفلسطينية؛ عن طريق شخصية (حبيب) الفلسطيني ذلك المهاجر بين عواصم العالَم؛ حاملا على أكتافه ماضيه وهويته، "بأي ذنبٍ رحلت؟" عنوان السادسة التي تسرد حكايات الخيبات التي عاشها جيل المثقفين على امتداد عالمنا العربي؛ بل والعالم الثالث كله؛ لكنها تتمسك بالأمل في النهوض والبدء من جديد.

جدير بالذكر أن المصري "عادل عصمت" حائز على جائزة نجيب محفوظ للآداب عام 2016، وأن "أنعام كجه جي العراقية"، و"شهلا العجيلي" السورية، كانتا قد وصلتا في سنوات سابقة للقائمة القصيرة، بينما هدى بركات اللبنانية وصلت للقائمة الطويلة. 

كان "شرف الدين ماجدولين" - رئيس لجنة التحكيم - قد أعلن أن الروايات السِّت المختارة بينها تباين كبير؛ فهي تجمع بين الرواية العائلية؛ ورواية الذاكرة؛ وخيبة الأمل؛ والمنفى؛ والهجرة، كما تعكس فضاءات محلية متنوعة لانتمائها لبلدان عربية شتى، وتمتاز الروايات برؤاها العميقة المؤثرة في الراهن العربي، وفي ذات الوقت تقترح صيغًا سردية بديعة تستجيب لطبقات مختلفة من المتلقين.

وتختص الجائزة العالمية للرواية العربية السنوية؛ بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية، ترعاها مؤسسة "جائزة البوكر" في لندن، وتدعمها ماليًا دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، وتختار المسابقة العالمية كل عام مدينة عربية للإعلان عن القائمة القصيرة، وكان الاختيار هذا العام من نصيب مدينة القدس، وقد أعلنت منسقة الجائزة أن معظم أعضاء لجنة الجائزة قد منعوا من حضور حفل الإعلان عن المرشحين الستة! وقد سبق أن أُعلِنت الجائزة في سنوات سابقة في كل مِن الرباط وعمّان وبيروت.

تكونَتْ لجنة التحكيم مِن كل من: "شرف الدين ماجدولين" أكاديمي وناقد مغربي، "فوزية أبو خالد" شاعرة وكاتبة وأكاديمية سعودية، "زليخة أبوريشة" شاعرة وباحثة وناشطة في قضايا المرأة وحقوق الإنسان بالأردن، "لطيف زيتوني" ناقد لبناني، تشانغ هونغ يي أكاديمية ومترجمة صينية.
--------------------
أبوظبي: حورية عبيدة