17 - 07 - 2024

القيادي بحزب الأمة القومي عثمان بشري المهدي: السودان أصبح "جنة رضوان" بعد الثورة

القيادي بحزب الأمة القومي عثمان بشري المهدي: السودان أصبح

الطائرة تقلك للخرطوم، تتمني أن تطوي المسافات طيا، لتصل لجنة رضوان . 

ما لبثت في الهبوط، تبدو المدينة، وقد خلعت ثوب حدادها وألقته في جب العدم .. مزدانه بإضاءات وثريات تحسبها في ليلة زفافها.. ولم لا؟ إنه عرس السودان.. كل الوجوه اكتساها البشر والأمل.. موظفو الجوازات والجمارك، عمال المطار، الكل بانت نواجذه.. بعد طول عبوس وتجهم. 

أخيرا ها هي الخرطوم.. هادئة، آمنة ومطمئنة، لا عسس، لا نظام عام، لا مؤتمر وطني ولا بشير نكير. 

مظاهر الجيش السوداني، تنتشر في كل الطرقات.. أرتال من المدرعات والعربات العسكرية وناس حميدتي (رجل راهنت عليه كثيرا قبل الثورة، فلم يخب رهاني). لا تضجر من تلك المظاهر، بل فرح .

العسكرتارية مفهوم كان يطلق علي الجيوش التي تحمي الأنظمة الباطشة.. ولكن في السودان لم يعد هنالك عسكر.. بل جيش يحمي الوطن والمواطن.. لم يعد المصطلح له من مكان في إعراب الثورة السودانية.. لأول مره اتذوق أغنية (جيشنا يا جيش الهنا). 

كل الطرق مكتظة ببشر وعربات.. رغم الزحام لا استعمال لآلات التنبيه سوي للتعبير عن النصر .. 

ياالله عليك شباب بلادي (يا الخليت لحياتنا طعم ولون) . 

معان للفرح ومظاهره.. الكل يأتي زرافات ووحدانا.. كأنهم يدخلون لصالة فرح. 

تتقبل التفتيش بعين راضية.. رغما عن مكانة الكلمة السيئة في النفوس.

هتافات تعلو وتنخفض.. قنوات فضائية ترتكز في المكان.. ماعدا ناس قريعتي راحت .. الذين فعلا حققوا قول (شينه شاشتنا .. شوفوا ام بي سي وشوفوا ناس الشام).. حلقات للنقاش في كل مكان .. منصات تبث أناشيد.. لافتات ترفع.. أمام المنظر تبدو قيادة الجيش بهيبتها.. رمزا للتناغم والنصر بين الشعب وجيشه. 

كبرا كبرا .. بالباب الورا. 

( ....) أم جضوم الليله ما بتنوم.. 

سقطت..سقطت علي عثمان 

سقطت.. سقطت يا كيزان.. 

لا تثريب عليهم.. فليهتفوا بما شاؤا لمن شاؤا .. إنه هتاف الدواخل التي اعتراها الخوف واليأس من بطش وتقتيل.. هتافات بسيطة في كلماتها ولكنها عميقة المعاني.. تلقائية في تتبع الأحداث.. بدلا عن المقال التحليلي للحدث.. ينوب الهتاف اللحظي عنه .. أي عبقرية هذه. 

دولة تحكم فيها الفساد.. كانت سيدته الأولي حرم المخلوع.. حفي بها أن يطلق عليها.. سيدة فساد السودان الأولي. 

الكل من اغتني، واغترف من خير السودان دون وجه حق يريد أن يهرب .. عبر بوابات السودان. 

هؤلاء قلنا وكتبنا .. لم نكن نرجم بالغيب (أتستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير).. كل مآلات الحال كانت تشير لذلك.. ضمان بقاء السودان في ذهاب البشير وإنقاذه .. أقبلوا علي دربنا درب الثوار، إن كنتم ظمأى للحب والخير والجمال ولكن هيهات. 

لم ينهزم الإسلام السياسي.. بكيد الغرب المسيحي ولا مؤامرات الكيان الصهيوني كما كان يزعمون. 

انهزم الاسلام السياسي بيد أبنائه.. منذ متي والإسلام يحلل السرقة والقتل والفساد؟!! 

منذ متي كانت الدقون واللحي جواز مرور لكل السوء؟!! 

عاد الحجاج الثقفي في ثوب علي عثمان.. هلك الأول وأجري الماء علي قبره فلندرس لأنه (مبير) لشعبه. 

أو يدري علي عثمان كيف كانت نهاية شبيهه الثقفي .. مات بالأكلة التي وقعت في بطنه.. وسلط عليه زمهريرا.. كوانين مملؤة بالنار.. تدنو لتحرق جلده وهو لا يحس.. قال له الحسن البصري (نهيتك من التعرض الصالحين فلججت) .. وعلي لم ينتهي وهو يتعرض للثوار بكتائب ظله. 

إذن إنه شعب لا يقهر.. ولا يعرف المستحيل. 

غدا أواصل فقد حل الليل.. استبدل ثوار بآخرين.. 

وردية الليل .. الليل الليل 

ثوار الليل .. 

حلم أول تحقق .. فإلي الحلم الثاني.
---------------
بقلم: عثمان بشرى المهدي