17 - 07 - 2024

فضح نفسه وتناقض في "بياناته" وتسبب في إرباك الدولة| حزب "الكرتونة" واجهة غير مشرفة

فضح نفسه وتناقض في

- أشرف رشاد يدعي وجود محاولة لتشويه الحزب ويؤكد: توزيع الكراتين كان لشهر رمضان
طلعت خليل: جهاز بعينه يدير مستقبل وطن ولايمكن تصنيفه بأنه حزب سياسي 
- هيثم الحريري: أسوأ من الحزب الوطنى والإخوان، ولكنه ليس المسؤول الأول والأخير 
- محمد سامي: "مستقبل وطن" وقع فى أخطاء لايقع فيها مبتديء 
- ناجي الشهابي: حزب مستقبل وطن أهان المؤسسة الرئاسية
- صلاح هاشم: كنت أتمنى أن يبتعد عن هذه السلوكيات ويلتزم الموضوعية

طوال الأيام الثلاثة التي جرى فيها الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ثارت حالة واسعة من الجدل حول صور "كراتين" بها سلع غذائية مدون عليها اسم حزب مستقبل وطن، يتم توزيعها على المواطنين عقب الإدلاء بأصواتهم، وهو ما نفاه الحزب مدعيا حينا أنها صور قديمة، وحينا آخر أنها بمناسبة شهر رمضان.

وانطلقت عملية تصويت المصريين في الإستفتاء على التعديلات الدستورية، عبر اقتراع سري مباشر داخل مصر خلال الفترة 20 -22 أبريل، وعلى مدى أيامه اندلعت عاصفة غضب ضد الحزب، وهو ما دفع أحد المحامين للتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضده.

صاحب البلاغ هو الدكتور روفائيل بولس تواضروس المحامى بالنقض والدستورية العليا الذي اتهم الحزب في بلاغه "بتقديم رشاوى ماديه وعينيه للمواطنين ( كراتين زيت وسكر )، خلال الاستفتاء على التعديلات الدستوريه، منتهجا أسلوب حزب الحرية والعدالة الإخوانى، مما أساء إلى مؤسسات الدولة وبات عارا على الأحزاب السياسية المحترمة".

وبناء عليه طلب اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الحزب، وشطبه من قائمة الأحزاب السياسية.

الحزب يرد 

في المقابل تقدم حزب مستقبل وطن، بعدة بلاغات إلى النيابة العامة، ضد عدد من الأشخاص، والمواقع والصفحات التي قال إنها ممولة من جماعة الإخوان وأعوانها، بحسب ما جاء في بيان.

وأكد البيان أن "الحزب رصد محاولات لتشويه صورته بعدما أثبت فعاليته وتواجده بالأوساط الجماهيرية، وحذر كل من ينسب إلى الحزب –ما وصفه - إدعاءات باطلة أو وقائع كاذبة، مضيفا: "نحذر الشعب من المحاولات التي يبثها أهل الشر لمحاولة إثارة الريبة داخل البلاد وخصوصا مع ما تشهده من عرس ديمقراطي حافل".

كما حذر الحزب ممن وصفهم بـ"قوى الظلام وأهل الشر"، ممن يحاولون استخدام اسمه بشكل سلبي وذلك للتأثير على الجماهير المصرية، مؤكدا أنه جاري الملاحقة القانونية لكل من تعرض للحزب بالكذب أو الباطل قولاً أو فعلاً.

وأهاب الحزب، بوسائل الإعلام والصحف التفرقة بين جهود النواب والجمعيات الخيرية المتزامنة مع قرب حلول شهر رمضان الكريم، وبين جهود الحزب التنظيمية لدعوة المصريين للاستفتاء ووضع كل صورة في إطارها الصحيح حتى لا تختلط الأمور ببعضها البعض.

النائب علاء عابد

في السياق نفسه قال علاء عابد، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، إن ما يثار حول توزيع الكراتين للحشد مصدرها الجماعات الإرهابية، متابعا: "الإخوان قاموا بعمل هذا الأمر أيام انتخابات مرسى".

وأضاف "عابد"، أن الحشود الإنتخابية في الاستفتاء على التعديلات الدستورية هدفها إستكمال مسيرة بناء الدولة الإنجازات القومية، موضحاً أن حزب "مستقبل وطن" مع المواطنين بغض النظر عن التصويت في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية.

وكان النائب أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن، قد أكد أن الحزب شكل لجنة للتأكد من الصور التي تفيد قيام الحزب بتوزيع سلع على المواطنين، مقابل التصويت على التعديلات الدستورية، وبعد فحصها تبين أنها صورة لفاعليات قديمة، وقام البعض بإعادة نشرها فى محاولة للإساءة.

وأضاف رشاد فى بيان أصدره أن الشائعات التي تحوم حول حزب مستقبل وطن ليست جديدة،  وأن الحزب ليس في منافسة مع أحد، وقيامه بتوزيع مساعدات لحشد المواطنين، للتصويت فكرة غير منطقية.

ولفت رئيس "مستقبل وطن" إلى أن هناك بعض النواب في الحزب قاموا بتوزيع بعض السلع كنوع من المساعدة الخاصة بشهر رمضان، ولا تتعلق بالاستفتاء بأي حال من الأحوال، مضيفًا أن الحزب قد يتجاوز عن أي محاولة لتشويهه، لكن تشويه العرس الديمقراطي لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال.

حزب مصطنع

النائب طلعت خليل يقول: إن "مستقبل وطن" حزب مصطنع وبالتالي يكون خلفه من يصنعه، ويجعله أداة فى يده، وعلينا ان نفتح تحقيقاً شاملاً فيما دار للوقوف على الحقائق وما هو الجهاز الذي يمكن أن يكون وراء حزب مستقبل وطن.

وأكد خليل أن هناك جهازا بعينه يدير الحزب، لذلك لايمكن تصنيفه بأنه حزب سياسي، لذلك أقوم بتصنيفه بإنه صنيعه لجهة معينة .

وحول إمكانية قيام السلطة بهدم الحزب بعدما أساء لها أمام العالم بأكمله فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، استطرد قائلاً:" بكل أسف الموضوع أعمق من ذلك، فهو يتسبب فى خنق العمل السياسي بشكل أو بأخر، لكن توزيع المواد الغذائية على المواطنين  فى أى استحقاق انتخابي، يكون فى منتهى الخطورة ويؤدى إلى كوارث من الناحية السياسية والاقتصادية،وأصبحت صورة مصر فى منتتهى السوء من الناحية السياسية، وأرى أن كل من تسبب فى هذا الأمر لابد ان يتم تقديمه للمحاكمة بتهمة الإساءة لمصر فى فترة الاستفتاء وتوزيع الكراتين بهذا الشكل المستفز".

وتعقيبا على البيان الأخير الذى أصدره النائب أشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن حول توزيع الكراتين أمام لجان الاستفتاء قال:" هذا البيان يبين مدى الإرتباك الواقع فيه الحزب، ففي بداية الأمر صدر بيان بأن من يقوم بتوزيع تلك الكراتين هم جماعة الإخوان المحظورة، ثم بعد ذلك خرج بيان آخر بأن تلك "الكراتين" تم توزيعها من أجل شهر رمضان. 

وهذا يعتبر تناقضا وارتباكا غير عادى، لأن المشهد كان فى منتهى الغرابة، وشديد السوء، فالأمر كان على مرأى ومسمع الملايين من المصريين، والموضوع ظاهر أمام الجميع بأن هذا ليس له علاقة بمناسبة دينية نهائياً "شهر رمضان"، لكن له علاقة بمناسبة سياسية فقط وهو التأثير على الأصوات من خلال توزيع "الكراتين".

إهانة للمؤسسات وكارثة

النائب هيثم الحريري قال:" لا أعلم اذا كان ذلك أهان مؤسسة الرئاسة والدولة المصرية أم لا، فليس الحزب فقط هو من كان ينفذ كل ذلك فهناك أجهزة أخرى بالدولة كانت تقوم بعمل ذلك، فالحزب كان مجرد واجهة فقط".

وحول ما إذا كانت مؤسسة الرئاسة لديها علم بهذه الكراتين قال:" اذا تم ذلك دون علم الرئاسة فهذا يعتبر كارثة، واذا تم بعلمها ولم تأخذ أى اجراء ضد هذا الحزب فهذه تعتبر كارثة أخرى".

وعند سؤاله، هل السلطة من الممكن أن تقوم بهدم الحزب بعدما أساء لصورة مصر قال:" الحزب كان يقوم بتنفيذ تعليمات، ولم يكن صاحب القرار".

وعن رأيه في بيان رئيس الحزب، قال:" بإمكان الجميع أن يخرج مليون بيان لكن ما شاهده وعلمه الناس لا يمكن أن يقوم البيان بنفيه،حيث علمت الناس كيف تم تجميع الأموال من رجال الأعمال، والمقاولين وأصحاب سلاسل السوبر ماركت الكبيره،وكيف تم توزيعها عن طريق الجهة الخاصة بها، الأمر أخطر من بيان نحاول أن نجمل فيه ماحدث".

وأكد الحريري على انه تم صدور بيان فى بداية الأمر يؤكد عدم توزيع كراتين، ثم بعد ذلك قالوا الإخوان، ثم قالوا تم توزيعها من أجل شهر رمضان.

وأوضح: أصبح لدينا ما هو أسوأ من الحزب الوطنى والإخوان ، فمستقبل وطن قام بتجميع أسوأ ما فى الحياة السياسية ويقوم بممارسته.

وأكد الحريري على أن حزب مستقبل وطن "كبش فداء" لما حدث مع العلم انه ليس المسؤول الأول والأخير عن توزيع تلك الكراتين لحشد المواطنين أمام لجان الإستفتاء، حيث إنه كان واجهة فقط.

حشد قبل الانتهاء من التعديلات

من جانبه يقول المهندس محمد سامى رئيس حزب الكرامة إن هناك أخطاء لايقع فيها مبتديء فى العمل السياسي، أو فى أى عمل حزبي، حيث إن مستقبل وطن نزل الى الشارع المصري، ووضع لافتات يطالب فيها المواطنين بالموافقة على التعديلات الدستورية، مع العلم أن مجلس الشعب لم يكن قد استقر بشكل نهائي على المواد وطبيعتها وأنواع التعديل بها، والأمر الثانى والذى يعتبر أكثر خطورة وإحراجاً عندما قام بإرسال وفود لخارج مصر لتلتقى المصريين المقيمين بالخارج للترويج للتعديلات الدستورية، أيضاً قبل الانتهاء من التعديلات.

وأكد سامى على أنه لا يعترض على إبداء أى مواطن رأيه أو أى حزب حول الموافقة على تلك التعديلات التى قمنا بالإعتراض عليها، فحرية الرأى تعتبر حقا لكل مواطن، لكن حينما يتم التصرف بطريقة فيها إهانه لمصر فهذا لا يصح وخصوصاً ان الحزب يضم نخبا من الناس كان ينبغى ان تكون لديها الحصافة فى احترام عقل "المتلقي".

وأضاف:" لا أنكر ان للرئيس السيسي شعبية، وكان بإمكانه بدون الاعتماد على مثل هذه الأساليب أن يحصل على نسبة مرتفعة، وهو فى غنى عن مثل هذه التصرفات التى تسيء إلى النظام أكثر ما تبين ولاءه.

وأكد سامى على أنه تم أمام أعيننا جميعاً توزيع الكوبونات والكراتين وخلافه، وهذا الأمر بكل أسف أصبح يتكرر وبشكل يتم فيه استغلال حاجة البسطاء والمواطنين الذين يقعون تحت حد الفقر، وهذا عمل غير أخلاقى وتجاوز من قبل حزب مستقبل وطن.

عادة قديمة

ناجى الشهابي رئيس حزب الجيل يعتبر "الكراتين عادة مصرية قديمة ورثها المصريون من أيام الإخوان ومحاولتهم لجذب الرأى العام، ولكن كل العيب انه تم ربط ذلك بالاستفتاء على التعديلات الدستورية،اذا كان توزيعها من أجل شهر رمضان، كان من المفترض أن ينتظروا إلى أن يأتى شهر رمضان، لكن أن يتم توزيعها ويقوموا بإعطاء كوبونات على كارفور وغيره، هذا ما أساء للشكل العام وخاصةً انه أعطى إيحاءً للرأى العالمى قبل المحلى ان مافعله حزب مستقبل وطن مرتبط بالرئيس السيسي، وماتم تسبب فى إهانة المؤسسة الرئاسية، وكان يجب أن يتنبه قادة الحزب لذلك.

وأكد الشهابي ان مافعله الحزب تسبب فى إهانة الحياة الحزبية المصرية، وكان محاولة لتقليد الإخوان بشكل مرفوض، وتسيء للجميع وتصرف غير حضارى, فهل يعقل أن يقوم حزب من المفترض انه سياسي مدنى محسوب على الدولة بتوزيع كراتين أمام لجان الاستفتاء مكتوب عليها مع تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، هذه تعتبر كارثة خاصة وان الرئيس برئ من كل ذلك وليس له يد أو دخل فيما حدث.

وعلق على بيان المهندس أشرف رشاد قائلا " كان غير موفق على الإطلاق، وكان من الأفضل أن يقوم رئيس حزب مستقبل وطن بتقديم اعتذار للشعب المصري، بدلاً من هذا التبرير".

الأفضل التزام الموضوعية

الدكتور صلاح هاشم الخبير السياسى، وأستاذ التنمية والتخطيط بجامعة الفيوم، له رأي مختلف، ويقول :" لا أنكر الدور الذى قام به حزب مستقبل وطن فى إحداث حراك سياسي داخل الشارع المصري، خاصةً فى مرحلة الاستفتاء وكان من اكثر الأحزاب السياسية تواجداً، خاصةً وأن الإعلام لم يقم بالدور المنوط به ، ومن هنا لعب مستقبل وطن هذا الدور وأصبح بديلاً للإعلام المحلى والقومى فى التوعية بأهمية المشاركة فى الإستفتاء بشكل أو بأخر". 

وأضاف هاشم، أن مايؤخذ عليه هو أنه مال إلى التوجيه، وكنت أفضل أن يلتزم بالدعوة الى المشاركة ويترك حرية التصويت إلى المواطن دون التدخل فى توجيه المواطنين نحو التصويت بنعم أو لا.

وأوضح ان نسبة مشاركة المجتمع المصري فى الإستفتاء على الدستور كانت كبيرة جداً، وكان هناك شبه قناعة من المترددين على صناديق الاستفتاء بالمواقفة بنعم، لكن نحن الأن نقيم أداء حزبيا وفقاً لقواعد اخلاقية وسياسية لم يتم التعرف عليها ليس فقط على مستوى مصر لكن على مستوى العالم، ونحن رفضنا استخدام هذا الإسلوب من قبل الجماعات الدينية لتزوير إرادة الشعب والمتاجرة باحتياجات المواطنيين وأوجاعهم، لذلك كنت أتمنى أن يبتعد حزب مستقبل وطن عن هذه السلوكيات التى تضر بالعملية السياسية والحزب نفسه، وكان يجب ان يلتزم الموضوعية فى ذلك التوقيت.

وتعقيبا على بيان رئيس حزب مستقبل وطن قال:" هذا البيان كان يحتاج إلى إعادة نظر، ولم يوفق فى بيانه الصحفى وكان بيانا منتقدا من أوله الى أخره ويحتاج الى التروى بعض الشيء وربما الصمت أفضل بالنسبة له أفضل، لأنه إذا كان هناك شكوك حول توزيع كراتين، فإن البيان أكدها، خاصةً وانه قال ان هذه الكراتين تم توزيعها من أجل شهر رمضان".
------------------
تحقيق - بسمة رمضان
من المشهد الأسبوعي