27 - 09 - 2024

نيويورك تايمز "إسرائيل وراء المعلومات الإستخبارية التي صعدت من التوتر الأمريكي – الإيراني في الخليج العربي"

نيويورك تايمز

تقف إسرائيل وراء تزويد الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية مبالغا فيها حول نشاطات إيران واستعداداتها للحرب في مياهها الإقليمية بالخليج العربي، وعلى الأراضي الإيرانية  لتوفير الذرائع لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمضاعفة الضغوطات على طهران ورفع وتيرة التوتر، وصولا الى إشعال مواجهة عسكرية قد تؤدي لحرب أميركية إيرانية شاملة.، بحسب ما نشرت صحيفة نيويورك تايمز

وقالت الصحيفة أن "الصور التي استخدمها مستشار الأمن القومي جون بولتون، والتي استخدمها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لإقناع حلفاء الولايات المتحدة بنوايا إيران العدوانية، وأظهرت تحميل صواريخ قصيرة المدى على زوارق صغيرة سريعة في المياه الإيرانية، ودفعت ترامب بإرسال مجموعة حاملة الطائرات يو.إس.إس أبرهام لينكولن الضاربة إلى مياه الخليج، تم توفيرها من قبل الإسرائيليين" بحسب تقارير.

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز "أن إسرائيل بالفعل كانت تزود واشنطن بمعلومات استخبارية حول الهجمات الإيرانية المحتملة في الخليج وفي العراق، وأن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي يروج لطموحات إيران الإستراتيجية في الآونة الأخيرة، هو الذي اقترح فكرة الحرب على إيران. 

يذكر أن نتنياهو كان من أكبر دعاة الحرب ضد العراق، ووقف أمام الكونغرس قبيل الحرب عام 2003 طارحا ضرورة شن حرب على العراق، وأقنع الكثير من أنصاره في الكونغرس بتأييد الحرب.

ويقول راؤل غيرخت الذي كان من أكبر دعاة شن الحرب على العراق عام 2003 والذي يعمل الآن في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات –إف.دي.دي FDD " ، وهي واجهة من واجهات اللوبي الإسرائيلي في واشنطن بأنه يعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع شن حرب على إيران وكسب هذه الحرب، وان ايران تشكل خطرا جاثما على أمن الولايات المتحدة، وعلى حلفائها في ممالك النفط وإسرائيل، بما يستوجب القيام بعمل سريع ينهي نظام ملالي الجمهورية الإسلامية" وهي النغمة التي يروج لها أنصار إسرائيل في واشنطن للدفع باتجاه شن حرب على إيران.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن عاموس يادلين، وهو رئيس متقاعد للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ومدير معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قوله ان "لا أحد يفكر في تغيير النظام عسكرياً، بل في إضعاف النظام والاقتصاد الإيراني، وجعل الشعب الإيراني يغير النظام، وهذا هو الهدف في النهاية، وتتمثل النتيجة الأخرى الإيجابية للغاية في التوصل إلى اتفاق أفضل".

وتقول الصحيفة بأن "إسرائيل تلعب وبهدوء دوراً أساسياً في التوترات المتصاعدة مؤخراً في الشرق الأوسط، حيث حذرت الاستخبارات الإسرائيلية الولايات المتحدة في اجتماعات في واشنطن وتل أبيب خلال الأسابيع القليلة الماضية من أن إيران أو وكلائها كانوا يخططون لضرب أهداف أميركية في العراق، بحسب مسؤول استخباراتي شرق أوسطي، كما حذرت إسرائيل من هجمات إيرانية على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الحليفان الأميركيان اللذان يُعتبران ألد أعداء إيران".

واستجابت إدارة ترامب للتهديدات المتصورة، واقدمت على نقل حاملة طائرات ومجموعة من القاذفات الأميركية وبطارية صواريخ باتريوت إلى الخليج العربي، وقامت بتحديث خطط وزارة الدفاع للحرب على إيران.

وتبدو هذه التطورات جزءاً من أجندة نتنياهو، الذي كاد أن يُقحم إسرائيل في حرب مع إيران عام 2010 عندما فكّر في شن غارات جوية على المنشآت النووية الإيرانية، وكان يعمل من أجل أساليب ضغط أكثر صرامة على طهران منذ فترة طويلة قبل توقيع الاتفاق النووي الإيراني، الذي أدانه باعتباره متساهلاً للغاية، في عام 2015. وقد عمل يداً بيد مع إدارة ترامب على صياغة استراتيجيتها لتطبيق عقوبات اقتصادية صارمة، لإجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات.

وكشفت نيويورك تايمز في تقرير آخر لها الجمعة، نشرته تحت عنوان "ترامب يخبر وزير الدفاع بأنه لا يريد حرباً مع إيران"، أن ترامب سعى إلى كبح جماح المواجهة مع إيران خلال الأيام الماضية، حيث أبلغ القائم بأعمال وزير الدفاع، باتريك شاناهان، بأنه لا يريد الدخول في حرب مع إيران، بينما بدأ كبار دبلوماسييه البحث عن طرق لنزع فتيل التوترات، حسبما قال مسؤولون في الإدارة.

وبعث بيان ترامب، الذي جاء خلال اجتماع صباح الأربعاء، رسالة إلى مساعديه المتشددين بأنه لا يريد أن تتوسع حملة الضغط الأميركية المكثفة على الإيرانيين إلى صراع علني. وفي الوقت الحالي، تبدو إدارة ترامب التي كانت تستعد للنزاع أكثر عزماً على إيجاد مخرج دبلوماسي.

واتصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بسلطان عمان قابوس بن سعيد، يوم الأربعاء للتحدث عن التهديد الذي تشكله إيران، وعُمان تعمل منذ فترة طويلة وسيطاً بين الغرب وإيران، كما طلب بومبيو من المسؤولين الأوروبيين المساعدة في إقناع إيران بخفض التوترات، التي تصاعدت بعد أن أشارت الاستخبارات الأميركية إلى أن إيران وضعت صواريخ على قوارب صغيرة في الخليج العربي. 

وأثارت المعلومات الاستخباراتية، التي تستند إلى صور لم يتم نشرها (ولكنها وُصفت لوسائل الصحافة ) المخاوف من أن تضرب طهران قوات الولايات المتحدة وممتلكاتها أو تلك الخاصة بحلفائها.