17 - 07 - 2024

هل تشارك مصر في حرب أمريكية محتملة ضد إيران؟؟

هل تشارك مصر في حرب أمريكية محتملة ضد إيران؟؟

خبراء سياسيون وعسكريون يحددون موقف مصر من التوتر القائم في الخليج 
صراع عبثي لاناقة لنا فيه ولا جمل .. والمستفيد إسرائيل
- مختارغباشي: على العرب أن يدركوا بأنهم ليسوا وكلاء عن أمريكا وإسرائيل.
- صلاح هاشم: مصر تتدخل في الوقت المناسب عندما ترى ذلك مناسبا، سواء عسكريا أو سياسيا.
- د. حسن نافعة: لن تتحمس مصر لأي حرب، لأن هذا ليس في مصلحتها ولا في مصلحة المنطقة
- عصام الإسلامبولي: أي دخول في حرب الآن بين قوي متصارعة سيكون خطرا دائما علي مصر
- يحيي الكدواني: مصر لن تدعم أمريكا أو تدخل طرفا في حرب لا طائل من ورائها ولامصلحة فيها
- حاتم باشات: لن يحدث أي تورط عسكري خارج الحدود إلا لو كان هناك تهديد للأمن القومي المصري
- سمير غطاس: الزج بمصر في هذا الحرب أمر خطير جدا، لأن إيران لا تشكل خطرا مباشرا أو غير مباشر
- حمدي بخيت: لن تدخل في تحالفات عسكرية للحرب ضد ايران، ولن ترضي بالاعتداء علي الخليج
- محمد رشاد: ضرب إيران، سيكون كارثة علي المنطقة ولا نستطيع أن نقيم رد فعل القوي التي ستتحرك
- علي حفظي: مصر يمكن أن تقدم كل أوجه الدعم ولكن لاتريد الدخول في حروب
- نصر سالم: لن نتدخل إلا إذا تعرضوا لعدوان، ولكن مايحدث حاليا هو مجرد تهديد.
- أحمد عقل: نحن دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، وإذا فرض علينا القتال لن نتهاون في مصالح الشعوب العربية
- محمد نجم: مصر في تحالف مع الدول العربية وتعتبر أمن الخليج من أمن مصر

ماهو موقف مصر من الحشود الأمريكية في الخليج العربي؟ هل تشارك في حرب ضد إيران إذا اشتعلت؟ وما هي أشكال هذه المشاركة (دعم سياسي أم دعم عسكري ولوجيستي؟) وإذا ما كانت مصر تنأى بنفسها عن هذا الصراع ، هل بإمكانها أن تلعب دور وسيط السلام لتجنيب المنطقة ويلات حرب عبثية؟ خبراء سياسيون وعسكريون ونواب في البرلمان يجيبون عن السؤال.

أمة في خطر

الدكتور مختارغباشي مستشار ونائب رئيس المركزالعربي للدراسات السياسية والاستراتيجية يقول أن حربا مع إيران سيكون الطرف العربي فيها خاسرا والطرف الإيراني خاسرا والمستفيد هي إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأمريكية، على العرب أن يدركوا بأنهم ليسوا وكلاء عن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

ويضيف أن هناك قمم ثلاث سوف تعقد في المملكة العربية السعودية، القمة الإسلامية والخليجية والعربية، وعلي الحضور أن يدركوا أنهم أمة في خطر، وأن تجييش العالم العربي في حرب مع إيران ليس مطلوبا ولكن المطلوب معالجة أوجه الخلل الموجودة عربيا.

ويتابع قائلا:قبل أن نعاقب إيران علي تغلغلها في العراق لابد أن نفكر في الظروف التي سمحت بهذا التغلغل، وخصوصية العلاقة بين الطرفين، ومصر ليس من مصلحتها نشوب حرب مع إيران ولا أن تكون طرفا في هذا الحرب.

ويوضح غباشي أن مصر ليست مؤهلة لدور وسيط السلام لأنها، بدرجة أو بأخري، محسوبة علي الخليج وعلي الولايات المتحدة الأمريكية، أما الطرف العربي الوحيد الذي يمكن أن يقوم بدور الوسيط هو سلطنة عمان، وسبق أن كانت السلطنة طرفا وسيطا بين العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية من جهة وإيران من جهة أخرى، وكان يمكن أن يكون الطرف الآخر هو قطر، ولكن هناك خلاف قطري مع الخليج ومصر ومن الممكن أن تقوم دول أخري بهذا الدور مثل العراق ولها خصوصية في علاقتها بإيران، أو السوريين ولكن هناك مشاكل لهم مع بعض الدول العربية.

مطامع أمريكية

يوضح الدكتور صلاح هاشم الكاتب السياسي والخبير التنموي أن نشوب حرب عربية – إيرانية أمر مستبعد، ولكن هناك مطامع أمريكية في منطقة الخليج حيث تري أمريكا أنها تقوم بدور العسكري الأخضر أو المسؤول عن حماية منطقة الخليج التي تكتظ بالثروات، وتمارس دورا سياسيا دوليا وهو الحماية مقابل المال أو مقابل النفط كما يدعون.

ويضيف قائلا: مصر تدعم دول الخليج العربي وتعتبر الأمن القومي المصري ممتدا لها، والرئيس السيسي قال في بداية  توليه للحكم أن الدولة المصرية تشعر بمسئولية كبيرة عن أي قلق يحدث في الخليج وقال عبارته المشهورة أنها بمثابة "مسافة السكة" وأن الجيش المصري مستعد للمساعدة في مايحقق الصالح العام لمنطقة الخليج في أي لحظة.

وأوضح قائلا: مصر لا تريد أن تمارس أمريكا ضغوطا اقتصادية أو سياسية علي دول الخليج، وفي نفس الوقت لاتسمح بالهيمنة الإيرانية عليها، وتريد السلام والاستقرار للمنطقة من منطلق شعورها بالمسؤولية العربية تجاه دول شقيقة، وسوف تتدخل مصر في الوقت المناسب عندما ترى ذلك مناسبا، سواء كان التدخل عسكريا أو سياسيا.

 ويوضح أكثر: مصر لا تريد أن تقوم أمريكا بدور البلطجي، ولاتسمح في الوقت نفسه بالمطامع الإيرانية في هذه المنطقة، لذلك هي مع الإرادة الخليجية دون تدخل في شؤونه، وسوف تري كيف يفكر الخليج، ماذا يريد وما الأهداف التي يتبناها، وستساعد في تحقيق أهداف دول الخليج بصرف النظر عن التدخلات الأمريكية أو المطامع الإيرانية.

لاتمتلك الإرادة السياسية

يقول حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية أن تدخل مصر يتوقف علي سيناريو الحرب، وكيف ستبدأ.

 ستحاول مصر في البداية إظهار تأييدها السياسي لدول الخليج وخاصة السعودية والإمارات، وأعتقد أنها لن تتحمس لأي حرب، لأن هذا ليس في مصلحتها ولا في مصلحة المنطقة وبالتالي تستعيض بالدعم السياسي عن الإنزلاق نحو خطر المشاركة في مواجهة مسلحة.

ويوضح نافعة أن الذي يقود الحرب في الواقع ليست دول الخليج ولا مصر، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لأنهما أصحاب المصلحة الحقيقية وهم قادتها، وأي شئ أخر سيكون لمجرد التغطية السياسية، وهذه التغطية سوف تشترك فيها مصر ولن تتردد، مثلما قدمت غطاء سياسيا للحرب علي العراق، ولكن وقتها علي الأقل كان هناك عذر يمكن أن يكون مقبولا وهو تخليص دولة عربية من احتلال دولة عربية أخري، أما هذا المرة فعذر تقديم غطاء لحرب ستكون عدوانية بكل تأكيد، لن يكون مقبولا بأي شكل من الأشكال. 

وتابع نافعة قائلا: لن تسمح السعودية والإمارات بوساطة سلام مصرية لأن من يلعب هذا الدور ستكون دول مثل عمان أو حتي قطر، ولكن مصر ليست مؤهلة لأنه ينظر إليها عادة علي أنها جزء من التحالف مع السعودية والإمارات، ولأنها لا تملك الإرادة السياسية الكافية لرسم السياسة الخارجية المستقلة عن هاتين الدولتين.

أما عصام الأسلامبولي الفقيه الدستوري فيرى أن أي دخول في حرب الآن بين قوي متصارعة سيكون خطرا دائما علي مصر، ولا أتصور مطلقا أن تشارك مصر في حرب يكون هدفها في النهاية دعم إسرائيل

ومن المفترض ألا تتدخل مصر لاسياسيا ولا عسكريا، عليها أن تعلن رأيها السياسي فقط دون مشاركة، وتدعو لفتح حوار بين دول الخليج وإيران للوصول لحل يدعم استقرار المنطقة.

مجرد ضغوط

النائب يحيي الكدواني مستشار رئيس هيئة قناة السويس يقول أن مصر لن تدعم الولايات المتحدة أو تدخل طرفا في حرب لا طائل من ورائها ولامصلحة لمصر فيها، بل تسعي لمنع هذه الحرب وبنسبه كبيرة فهي لن تنشب.

ويصف الكدواني الحشود الأمريكية بأنها لمجرد ممارسة ضغوط في إطار فرض النفوذ، ولكن يمكن أن تنشب بفعل تدخلات من خارج القوتين المتصارعتين الولايات المتحدة وإيران.

ويضيف أن هناك قوي أخري تحاول العبث بالأمن القومي العربي وإشعال نار الفتنة في المنطقة لخدمة مصالحها الذاتية

وتابع قائلا:هناك تنسيق مستمر بين قيادات الدول العربية ومصر تقوم بدور أساسي في هذه المشاورات لنزع فتيل الحرب، خاصة وأن المستفيد منها هي إسرائيل ولن ينال العرب منها إلا الخراب والدمار وإن نشبت ستكون لها تداعيات بالغة التعقيد.

مباحثات وإتفاقيات

 يقول اللواء حاتم باشات عضو مجلس النواب ووكيل جهاز المخابرات الأسبق أنه من الصعب أن نشترك في حروب خارج الحدود المصرية، فلا يحدث أي تورط عسكري خارج الحدود إلا لو كان هناك تهديد للأمن القومي المصري، وفي غير هذه الحالة يمكن أن يحدث دعم سياسي ومعنوي، أو دعم عسكري في حدود مدروسة كالتأمين البحري ولكن ليس إشتراكا في عمليات عسكرية، وهناك حاليا مباحثات مع الأطراف ولو طلب منا التدخل على هذا النحو، سنتدخل بالفعل. 

لا ناقة ولا جمل

يوضح النائب سمير غطاس رئيس منتدي الشرق الأوسط للدراسات الأستراتيجية أن مصر لن تشارك في حرب كهذه وليس لها علاقة بها إذا نشبت، والزج بمصر في هذا الحرب أمر خطير جدا، لأن إيران لا تشكل خطرا مباشرا أو غير مباشر علي مصر، ولاداعي أن تورط مصر نفسها، فهي حرب ستخرج منها مصر خاسرة في كل الأحوال، لأنها قد تتسبب في هز إستقرار مصر وأمنها، وإستنزاف مواردها ودماء أبنائها، ويجب علي مصر أن تنأي بنفسها عن حرب لاناقة لنا فيها ولاجمل، وكل من لديه صراع مع إيران عليه أن يقوم بدوره.

وتابع غطاس قائلا: ليست لنا حدود مشتركة، ولا إيران تهدد مصالحنا ولا مصلحة لنا أن يستخدمنا البعض سواء الأمريكان أو دول الخليج في حروبهم.

ويوضح غطاس قائلا: جيش مصر للدفاع عن أمن وإستقرار مصر ممن يعتدون عليها، ولا نقبل أي تورط في هذا الحرب وكل ماعلينا هو أن نتضامن مع الدول العربية تجاه أي عدوان يقع عليها، ليس أكثرولا أقل.

ويضيف: أمن الخليج ليس أمننا القومي فهم ليس لديهم جيوش، ويريدون أن يحاربوا بجيشنا!

لن تكون وسيط سلام

 اللواءأركان حرب حمدي بخيت عضو مجلس النواب يقول أن مصر أعلنت انها لن تدخل في تحالفات عسكرية للحرب ضد ايران، كما لن ترضي بالاعتداء علي الدول الخليجية، ولكي تكون مصر وسيط سلام لابد أن يكون هناك رضا من الطرفين.

كارثة علي المنطقة

يقول اللواء أركان حرب محمد رشاد وكيل جهازالمخابرات الأسبق إن أمريكا لايمكن أن تجرؤ علي ضرب إيران، لأن ذلك سيكون كارثة علي المنطقة بأكملها، ولا نستطيع أن نقيم رد فعل القوي التي ستتحرك، خاصة أن النفوذ الأيراني متواجد في كل الأماكن المحيطة بإسرائيل، فهناك حزب الله في لبنان وقوات إيرانية في سوريا وأخرى في العراق وهناك الحوثيون في اليمن.

وأمريكا تلوح بالردع دون استخدامه، لأن إستخدامه كارثة، من هنا ستظل العملية كحرب باردة بين جميع الأطراف، خاصة وأن هناك تحول في المواجهة من الحوثيين الذين بدأوا استخدام طائرات دون طيار، وهذا تحول نوعي في المواجهة مع السعودية، فمعني ضرب محطتين لضخ البترول في منطقة الرياض أن لديهم إمكانات واسعة في المواجهة، وبالتالي جميع الأهداف الموجودة في الرياض في مرمى الحوثيين وهذا تحول خطير، لانه يمكن أن يضرب أي أهداف في السعودية، وحتي لو لم تدخل إيران مباشرة في حرب فهناك وكلاء عنها، وفرص تعامل ايران مع أهداف في منطقة الخليج، أكبر من الفرص المتاحة للسعودية والإمارات ضد إيران. 

ويدعو رشاد إلى التريث، فهناك 3 مؤتمرات قمة ستنعقد في الايام القليلة القادمة، وغالبا سيستمر الموقف كما هو عليه دون حرب، لأنها إذا حدثت ستكون كارثة علي المنطقه بأكملها ولايمكن السيطرة عليها.

وتحرك السعودية ودول الخليج يمكن أن يكون رد فعل لأنها لاتملك امكانيات ايران، وحتى إمكانية وكلاء إيران أكبر بكتير من إمكانيات السعودية ودول الخليج.

يضيف رشاد: أمريكا تتحرك في منطقة الخليج ضامنة أن كل مليم ستنفقه سيتم تحصيله من السعودية والإمارات، وهدف أمريكا أن تستنفذ أموال وقدرات المملكة العربية السعودية والامارات تحت ستار الدفاع عنهما ضد إيران، وفي النهاية ستبقى إيران مصدر توتر مطلوب أمريكيا حتى يستمر إستنزاف كل مقدرات وأموال دول الخليج.

خلق الأزمات

اللواءأركان حرب علي حفظي يوضح ان الحروب حاليا اقتصادية، حروب حصار وردع واستخدام ميليشيات، ولاتوجد حروب تقليدية، مؤكدا أنه من الواجب علينا أن نحافظ علي أمننا القومي العربي دون حروب.

ويضيف حفظي أن مصر يمكن أن تقدم كل أوجه الدعم ولكن لاتريد الدخول في حروب، بل ترغب أن تحل الأمور من خلال الحوارات السياسية وهي تدعو دائما إلي الاستقرار والأمن والسلام وتضع أسسا تحافظ عليها من جيل إلي جيل  ولا تحيد عنها

ويتابع قائلا: السياسة المصرية تعطي نموذجا للمصداقية، ولا تتدخل في شئون الغير، وليس لدينا مطامع، أما الذين لهم أطماع فهم يختلقون الأزمات ضد أطراف أخري لتحقيق مصالحهم.

مسافة السكة

يقول اللواء دكتور نصر سالم أستاذ العلوم الإستراتيجية أن أمن الخليج جزء من أمن الوطن العربي، والرئيس أعلن من قبل "مسافة السكة" وأي تهديد لأشقائنا في الخليج هو تهديد لمصر وبالتالي نشارك معهم ولم نتركهم يواجهون عدوانا بمفردهم. وفي حرب 1973 كان لدينا 8 جيوش عربية تحارب معنا، فلابد أن ندعمهم بكل أشكال الدعم، ولن نتدخل إلا إذا تعرضوا لعدوان، ولكن مايحدث حاليا هو مجرد تهديد.

دعاة سلام

اللواء أحمد عقل يقول: نحن كقوات مسلحة وكشعب مصر ندعم دول الخليج والأقطار العربية بالكامل، ولكن المواقف يفرضها الواقع والظروف السياسية والإستراتيجية.

ويضيف عقل أن مصر تلعب دورا بقوة في إنهاء أي صراع بالشرق الأوسط، فنحن دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، ولكن إذا فرض علينا القتال لن نتهاون في حقوق مصر ولا مصالح الشعوب العربية

عواقبها وخيمة

يوضح اللواء محمد نجم مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني أن كل مايحدث هو تهديد بإستخدام القوة، لأن نشوب حرب غير محددة المعالم في الخليج، ستكون عواقبها وخيمة علي كل الأطراف، وبالتالي فإن فرصة نشوب حرب في الخليج قليلة وأمر مستبعد من الناحية العملية، ومن الممكن إذا تأزمت الأمور أكثر من اللازم أن تحدث ضرية إستباقية من الأمريكان لبعض المواقع مثل أماكن الطيران. 

ويضيف أن مصر في تحالف مع الدول العربية وتعتبر أمن الخليج من أمن مصر، ولذلك ستحسب مقدار تهديد الأمن القومي المصري وتتصرف بناء علي المعطيات الموجودة للحفاظ علي الامن القومي المصري، مشيرا أن مصر ليس لها علاقات مع إيران تمكنها من أن تلعب دور الوسيط.
--------------------
تقرير- آمال عبدالله