28 - 06 - 2024

أسقف المنيا يمنع أنصاره من وقفة احتجاجية لنصرته ويعلن "طاعة البابا"

أسقف المنيا يمنع أنصاره من وقفة احتجاجية لنصرته ويعلن

أصدر الانبا مكاريوس أسقف المنيا قرارا بعد ظهر اليوم الجمعة يمنع شعب الايبارشية من التجمهر لنصرته، وذلك بعدما انتشرت حالة من الغليان دخل الوسط القبطي بعد إعلان البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تقسيم محافظة المنيا إلي عدة "إبراشيات" أي مناطق مختلفة يترأسها أساقفة تابعون للبابا، وذلك بعد رحيل الأنبا أرسانيوس.

وقال الأنبا مكاريوس في بيان بخط يده: "نما إلى علمنا أن عددا من أفراد الشعب مزمعين على عمل وقفة احتجاجية في بعض الأماكن من الإيبارشية، والحقيقة أن مثل هذه السلوكيات لاتليق بنا، وإنما مايليق بنا هو الطاعة والخضوع لقداسة البابا في جميع ما يتخذه من تدابير لصالح الكنيسة، وهو أسقف الإيبارشية الحقيقي، ومن جانبي فأنا أول من يطيع قداسته ويخضع له، من أجل الخدمة من جهة ومن أجل سلام الكنيسة من جهة أخرى، وقد شددت على العاملين بالمطرانية بعدم السماح بالتجمهر فيها، شاكرا للجميع نبلهم ووفاءهم النادر ، كونوا معافين في الرب.
مكاريوس

الأسقف العام

ظهر الجمعة 31 مايو 2019"

وأثنى الكتب القبطي سليمان شفيق على قرار الأنبا مكاريوس قائلا: "هكذا يفكر رجل الله بحق يقف بحكمة حتي لو فهمة بعض شعبة بالخطأ ويعطي لمن لا يفهمون الطاعة الإيجابية مهما أن علت كراسيهم درسا في معني الحرية الروحية والشهادة للحق وعدم الخضوع الا لله.
 الله معك يا اسقفنا المتواضع والراهب الحقيقي الذي علي نهج معلمة لا يشهد الا للحق"

وكان قرار تقسيم المنيا إلى ابراشيات والتقليل من نفوذ الأنبا مكاريوس، قد قوبل القرار بالرفض من جانب قطاع من الأقباط، فيما اتهم آخرون البابا بتنفيذ تعليمات الأمن والرغبة في إضعاف الأسقف العام للمنيا بسبب مواقفه التي يعتبرها البعض بطولية خلال العديد من الأحداث الطائفية، وإصراره علي إعلاء القانون ورفضه الشديد للجلسات العرفية، فضلاً عن بياناته شديدة اللهجة تجاه المحافظ والأمن بالمنيا، مؤكدين أن الأنبا مكاريوس علي دراية ومعرفة بأقباط المنيا وبأحوال المحافظة التي تشتعل نيران الفتنة فيها باستمرار، واعتبروا قرار الكنيسة محض تجارب بأساقفة جدد يتولون الرعاية علي شعب يواجه كثيرا من المشاكل. ويمثل الأنبا مكاريوس صداعا للأمن، لذلك يريد التخلص منه في رأي كثير من الأقباط. وتمثل قضية تعيينه من أولوياتهم ومطالبهم للبابا بعد عودته من ألمانيا لكنه يتجاهل تلك المطالب ويضفي حالة من الغموض على قراراته القادمة.

 وينتظر الأقباط تعيين الأنبا مكاريوس أسقفا علي محافظ المنيا وليس خلفاً للأنبا أرسانيوس، لكن البابا يعلل قراره بأن الشعب القبطي بالمنيا لا يريد الأنبا مكاريوس أسقفا عليه وهذا ما صرح به مصدر مقرب من المقر البابوي. وأضاف المصدر الكنسي أنه قبل سفر البابا إلي ألمانيا زاره وفد من كهنة وشعب المنيا وقدموا له طلباً بتعيين الأنبا مكاريوس أسقفا، لكن البابا لم يبت في الأمر، مما فتح باب النقاش حول مستقبل المحافظة التي تعاني فتنا وإشعالا لنار الفرقة بين عنصري الأمة. 

وقال مصدر كنسي من داخل المقر البابوي بالعباسية ان البابا يعتزم تقسيم المنيا الي ثلاث إبراشيات علي ان يتولي كل أسقف منطقة معينة مع الإبقاء علي الأنبا مكاريوس أسقفاً عاماً علي المنيا .

 وأضاف أن البابا سيجتمع مع عدد من الأساقفة مطلع الشهر المقبل لاختيار وتحديد الأساقفة الذين سيتولون هذه المسئولية.

وقال الناشط القبطي وائل كمال إن "تقسيم ابراشية المنيا رسالة لكل الأساقفة بأن يعيشوا منبطحين حتى يحافظوا على مواقعهم ، أما رفضهم للمظالم والذمية سيجعل كراسيهم تقسم وتصبح المشكلة فيهم " مضيفاَ " الأنبا مكاريوس لو تم تعيينه أسقفا علي كنيسة واحدة سيظل بطلا وشعبيته سوف تتضاعف"

من جانبه قال المفكر القبطي أشرف يسي "إن كثرة الأيادي التي تعبث بإبراشية المنيا ستجعل حباتها تنفرط وتتبعثر وتتناثر وتصبح بعد ذلك عصية علي اللملمة"

وبدوره قال عزت محارب الناشط القبطي بالمنيا، أن هناك محاولات متوقعة من بعض المؤسسات بالدولة لاستبعاد الأنبا مكاريوس من إيبارشية المنيا حتى قبل رحيل مطرانها الأنبا أرسانيوس، لافتاً إلى أن مجرد طرح الكنيسة لخيار إستبيان أراء كهنة الإيبارشية حول مستقبل إدارتها، يشير إلى تدخل سافر لأجهزة الدولة في الضغط على إدارة الكنيسة لتوجيه قراراتها .

 وتابع: "قرار كهنة الإيبارشية سيكون نقطة فاصلة في تاريخ الكنيسة وإدارتها، إما إعلان استقلال القرار الكنسي بعيدًا عن مؤسسات الدولة، أو تكريس للتبعية والإنقياد وإنفلات زمام القيادة".






اعلان