17 - 07 - 2024

سألت عن القدس فلم يجبني طالب أنها "عاصمة فلسطين"!

سألت عن القدس فلم يجبني طالب أنها

قراءة نقدية في منهج الدراسات الاجتماعية للشهادة الإعدادية 
- تشويه متعمد لوعي التلاميذ فلا ذكر للصهيونية ولا إشارات كافية لنضال الشعب الفلسطيني
- الكتاب يخلو من ذكر اغتصاب فلسطين أو نكبة 48 ويؤكد على فوائد السلام ومنح بيجن والسادات جائزة نوبل

سألت عددا من تلاميذ السنة الثالثة بالمرحلة الإعدادية في الحي الذي أسكن فيه جنوبي القاهرة عن القدس، فلم يجب واحد بينهم بأنها عاصمة فلسطين. ولعله سوء حظ، لكني خشيت ما هو أبعد، وكان سؤالي بمناسبتين: - الأولى مع الخروج من امتحان اليوم الأخير للشهادة الاعدادية بمحافظة القاهرة والمخصص لمادة الدراسات الاجتماعية. والثاني أنني اردت ان اختبر ما ورد في مقال سابق بعنوان :"فلسطين غرام الدكتورة عواطف" عن دراسة إسرائيلية أشارت إليها في آخر كتبها تفيد بتغييرات طرأت على مناهج التعليم لأبنائنا، تضعف الوعي بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني. 

 ولم اكتف بالسؤال عن القدس التي أعلن الرئيس الأمريكي " ترامب" الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل قبل نحو عام ونصف العام، وتحديدا في ديسمبر 2017. بل حصلت على نسخة من الكتاب الرسمي للمادة ويحمل عنوان :"وطني حياتي: الدراسات الاجتماعية - جغرافية العالم وتاريخ مصر الحديث: الفصل الدراسي الثاني للصف الثالث الإعدادي"، وأيضا على غلافه عبارة " 2018ـ 2019 غير مصرح تداول الكتاب خارج وزارة التربية والتعليم "!. وبالكتاب قسمان: الأول للجغرافيا، وتحديدا جغرافيا العالم. ويشغل حتى صفحة 47،ويتضمن العديد من الخرائط التي لا تسمح باستيضاح عواصم الأوطان.وهذا الجزء يضم بدوره نماذج دول متقدمة ونامية هي: الهند و البرازيل ونيجيريا وألمانيا الاتحادية والولايات المتحدة. 

 وبيت القصيد هنا هو القسم الثاني المخصص للتاريخ. وتحديدا تحت عنوان الوحدة الثالثة "ثورة يوليو  والصراع العربي الإسرائيلي". ويشغل التاريخ على هذا النحو  مابين ص 48 و88 أي نحو أربعين صفحة، وتضم الوحدة الثالثة فيه بدورها خمسة دروس تملأ  ما بين الصفحات 48 و 75 .. أي 28 صفحة. وبعد الدرس الأول بعنوان "ثورة 23 يوليو 1952" الذي يقع في سبع صفحات وقبل نهاية الوحدة بالدرس الخامس بعنوان "ثورتا 25 يناير و 30 يونيو" ويقع بدوره في خمس صفحات. وتتوالي الدروس تحت عناوين : "مصر والقضية الفلسطينية " و"حرب أكتوبر 1973 و " مصر والصراع العربي الإسرائيلي " ويخصص هذا الأخير للسلام انطلاقا من زيارة السادات للقدس في 19 نوفمبر 1977. وهكذا تشمل هذه الدروس الثلاثة الصفحات من 56 إلى 70 أي 15 صفحة ،تتوزع بين 7 و 4 و 4 صفحات . واعتقد أن هذه الصفحات هي التي تسهم مباشرة في تشكيل وعي أجيالنا الجديدة اليوم عن القدس وفلسطين والصراع العربي الصهيوني. وهذا مع الأخذ في الاعتبار انحسار دور الحياة السياسية والحزبية على ضوء ضيق هامش الحريات في البلاد و"تصحير" الحياة السياسية والحزبية. ونهاية باستحالة أن تخرج مظاهرة دفاعا عن عروبة القدس أو تضامنا مع نضال الشعب الفلسطيني. بالطبع هناك موارد عديدة أخرى للوعي القومي والوطني السياسي كالأسرة ووسائل  الإعلام ناهيك عن دور العبادة. وهكذا بينها ما هو تقليدي وما هو حديث. لكن لنتأمل في حقيقة وعواقب غياب دور الفاعلين السياسيين والشارع الجماهيري في تشكيل الوعي عن القدس والقضية والصراع. ولنقارن مثلا بما كان عليه الحال مع المظاهرات التي كانت تخرج الى ما قبل عقدين من أبواب مدارسنا ـ بما في ذلك الإبتدائية ـ تضامنا مع الشعب الفلسطيني في انتفاضته مطلع الألفية وبين ما أصبحنا عليه من غياب أي فرص للتظاهر أو حتى تكرار وقفة احتجاجية على سلم نقابة مهنية دفاعا عن عروبة القدس منذ قرار "ترامب" في ديسمبر 2018 مرورا بالاعتداءات الاسرائيلية الوحشية على قطاع غزة وقبل القرار وبعده . 

وأتجاوز هنا عن تسجيل ملاحظات شكلية على كتاب لوزارة تربية وتعليم مصر وهو على هذا النحو من الأهمية مكتفيا بالاندهاش مما وصل اليه حال بؤس اللغة وركاكتها عبر نص أشبه بكومة عناوين مختصرة مبتسرة، تفصح وهكذا بأنها تنتظر  كتبا خارجية ومدرسين خصوصيين. وحسنا على أي حال أن أخذ الكتاب بكون القضية الفلسطينية في صميم عنوانه الذي يشمل "تاريخ مصر الحديث". لكن ـ ولكن سترد كثيرا ـ لا ذكر مطلقا للصهيونية ولا لتوصيفها باعتبارها حركة عنصرية استعمارية تقوم على الاحتيال بالاستثمار في الدين اليهودي وفي اليهود ومحاولة اقتلاعهم من انتماءاتهم الاجتماعية والقومية المتعددة لتصوغهم صبا في قالب واحد لصالح مشروع إرهابي يحمل عناوين مضللة علميا وتاريخيا كـ "الشعب اليهودي" و " القومية اليهودية". والصهيونية في كل حال مدانة كحركة استعمارية عنصرية بقرارات سابقة تكرر إصدارها من الأمم المتحدة، وليست مدانة وحسب في كتابات علمية رصينة وأيضا لمفكرين يهود. ولعل نقطة الضعف الأبرز فيما يجرى تدريسه لأبنائنا وبخاصة كما ورد في الدرس الثاني بالوحدة الثالثة بعنوان (مصر والقضية الفلسطينية) هو هذا التغاضي عن الصهيونية وهذا التجاهل لإيضاح سياقها الاستعماري الأوروبي وكون احتلال فلسطين بريطانيا فصهيونيا لا يمكن فهمه خارج هذا السياق. 

والغريب أن هذا الدرس أسرف في استخدام لفظة "اليهود" وكأنه يتبني بشكل غير مباشر السطو الأيديولوجي الصهيوني على كل اليهود وعلى اليهودية كديانة. ولكن غريب أيضا موقف هذا الدرس من مقاومة الشعب الفلسطيني للحركة الصهيونية منذ بداياتها مطلع القرن العشرين و تجاهله تأكيد الطبيعة الارهابية للصهيونية منذ ان كانت مجرد عصابات ومستعمرات متفرقة. بل من المؤسف ان ترد الاشارة الوحيدة على طول الدروس الثلاثة لنضال الشعب الفلسطيني في معلومة إضافية داخل برواز خارج النص الأساسي للدرس الأول ،وعلى نحو يصف بالخطورة انتفاضة 1929 (يقصد انتفاضة البراق) وثورة 1936 (التي لم يقل انها دامت ثلاث سنوات). 

وهكذا جاء بالكتاب بأنهما "من أخطر الحركات الوطنية التي قام بها الشعب الفلسطيني بين 20 ـ 1939).. لا حظ التعبير مرة أخرى وتأمل :" من أخطر". 

ولا اعرف هل لم يجرؤ واضعو الكتاب أن يشيروا الى الفاظ هي علامات في الصراع العربي الصهيوني كـ " اغتصاب فلسطين " أو " نكبة حرب 1948" أم ما الأسباب وراء هذا الغياب. وحمدا لله أن استخدموا مصطلح "العدوان" عن حرب 1956 و 1967. لكن الإشارة السريعة الخاطفة لمشاركة أسرائيل في العدوان على مصر 56 لم يرافقها ولو مجرد إشارة خاطفة إلى أهداف تل ابيب في هذه المشاركة، وكونها طرفا في حلف استعماري ضد حركة تحرر في المنطقة العربية. و إذا كانت هناك اشارات سريعة في الفقرة الخاصة بحرب الاستنزاف والمواجهة 69 و 1970 إلى بناء مصر حائط الصواريخ ودور المدفعية في قصف خط برليف واستشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض، إلا أن عدوان اسرائيل على المدنيين بما في ذلك مجزرتي بحر البقر  وأبي زعبل طي النسيان أو تعمد النسيان. 

وإذا جئنا الى حرب اكتوبر 1973، يلفت النظر غياب اي اشارة الى دورالمقاتل/المواطن المصري، بما في ذلك جندي المؤهلات العليا أو لدور الانتفاضات والحركات الطلابية التي رفضت الهزيمة وطالبت باستعادة الأرض بالقوة وبحسن الإعداد للمعركة. هنا وفي الكتاب ذكر على نحو خاص لخمس قادة على وجه التحديد والحصر: الرئيس السادات وقائد سلاح الجو حسني مبارك والمشير أحمد اسماعيل وزير الحربية والفريق سعد الشاذلي رئيس الأركان والمشير ( لاحقا ) عبد الغني الجمسي. ولكن ما اخشاه أن يكون هذا الذكر وعلى هذا النحو تكريسا للرواية التاريخية الرسمية القائمة على أشخاص أبطال وتنكرا للنظرة الموضوعية العلمية التي تعترف  بدور الشعوب والقوى الاجتماعية والجماعات.

لكن لعل الأكثر مدعاة للاستغراب بشأن الدرس الثالث المعنون بـ(حرب 1973) هو ما اعتقد أنه تعمد التنكر للسلاح غير الأمريكي وغير الغربي وبخاصة السلاح السوفيتي. والأكثر غرابة على الاطلاق هو ما اعتقد انه تعمد محو أي ذكر لمساهمة الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير في القيام بأعمال المقاومة المسلحة وغير المسلحة متزامنة مع حرب 73. وحقيقة يقف المرء حائرا مرة أخرى إزاء هذا التجاهل "للفلسطيني" عندما يعدد الكتاب اسماء تسع دول عربية تحت عنوان " تقديم بعض الدول العربية الدعم العسكري لمصر وسوريا" . 

 أما في الدرس الأخير عن مصر والصراع العربي الإسرائيلي فقد جرى تخصيصه لمديح فوائد "السلام" مع إسرائيل.  ومن البداية فان التوجيهات للمعلمين تفيد بأن "يعدد التلميذ مزايا السلام لكل من مصر والدول العربية". ولقد استخدم هذا الدرس تعبيرات لا أثر لها في واقع ما جرى وما نعيش. مثلا  اقترن عنده السادات بـ "تحريك القضية الفلسطينية نحو الحل الشامل للصراع العربي الإسرائيلي" و " اختيار مبدأ الأرض مقابل السلام "و بـ " السلام العادل الدائم لكل شعوب المنطقة". وليست المسألة في الافتقاد الى نظرة نقدية الى جانب ما يعدد من ايجابيات لما قام به الرئيس السادات من خطوات وما تلاها من تطورات تتصل بالقضية الفلسطينية. بل وأيضا في التجاهل التام ـ ولا أدرى هل اشدد على التعمد ـ لهدف اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس والتهميش اللافت لنضال الشعب الفلسطيني. فلا ذكر للانتفاضات أو اعمال المقاومة المسلحة على مدي عقود توالت. و لا ذكر مطلقا  للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على فلسطين ودول عربية عدة، بما في ذلك احتلال عاصمة دولة عربية هي لبنان وقصف عواصم ثلاث دول اخرى هي تونس والعراق وسوريا. أو حتى إشارة عابرة لتعنت السياسات الإسرائيلية، ولو على طريق "البراءة من العتب".  والأبرز والأخطر انسياب نص الدرس كأن القضية والصراع قد انتهيا، والحمد لله و"كل شيء تمام  التمام" بفضل ما بدأه السادات.

 وفي التفاصيل يلفت النظر اعطاء اهتمام خاص في برواز لحصول بيجين والسادات على جائزة نوبل للسلام وذلك كما ورد بالكتاب " لجهودهما الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط". ومن الطريف والمضحك ان ينتهى الدرس بحديث عن نتائج مؤتمر مدريد 1991 واتفاقات أوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية 1993 مع تعداد لمزايا السلام وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. ولكن دون ذكر ولو بالإشارة الخاطفة لمصير الشعب الفلسطيني ولاجئيه ودولته والقدس اليوم. 

وهكذا يتعلم ابناؤنا بأن نتائج طريق"السلام" من بينها :"الاستقرار الداخلي للدول العربية.. و دفع عجلة التنمية.. وتشجيع رؤوس الأموال على الاستثمار.. وتنشيط حركة السياحة مما يؤدي الى زيادة الدخل القومي وتوفير العملات الأجنبية.. وإقامة المشروعات الوطنية وتحقيق التنمية في مصر بشكل خاص ومنطقتنا العربية بشكل عام". وهكذا لا كلمة عن الحقوق الوطنية للشعوب . ولن نقول لا كلمة عن الاطماع والسياسات الصهيونية الإسرائيلية ومخاطر التطبيع ومواقف النقابات في مصر والوطن العربي أو عن واقع الشعب الفلسطيني وقضيته اليوم. 

وفي المحصلة فإن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية التي سألنا عنها ابناءنا الخارجين للتو من امتحان الدراسات الاجتماعية للشهادة الإعدادية فقل "عليها السلام" وليس "لها السلام". وهذا مع انه لا يوجد ما يفيد بعد بأن الدبلوماسية المصرية تخلت أو أنكرت وضعية القدس بالنسبة لفلسطين. و على وجه الحصر واذا ما قمنا بنوع من التحليل الكمي للمضمون فإن "القدس" وردت ثلاث مرات، وبالمرور العابر الخاطف على مدي الدروس الثلاثة وعبر 15 صفحة. ولكن مجرده من هويتها الفلسطينية وقيمتها ووزنها في الصراع العربي الصهيوني. في المرة الأولى ص 58 في سياق "موافقة هيئة الأمم المتحدة على تقسيم فلسطين عام 1947" جاء :"تدويل منطقة القدس ". وفي سياق نتائج عدوان 5 يونيو 1967 جاء في ص 60 :" استيلاء اسرائيل على ..  وعلى ... و مدينة القدس العربية و...". وفي سياق برواز بمعلومات اثرائية عن اتفاقية أوسلو جاء  ص70 :"... نصت الاتفاقية على :ـ ... و ـ تغطي المفاوضات فيما بعد القضايا المتبقة ( القدس ـ ...ـ...)". 

تحول لم يحدث

وعلى هامش ما سبق تتبقي هنا مسألتان. الأولى انه كان من المأمول أن يطرأ تحول مهم على مناهج التعليم عندنا بعد ثورة 25 يناير. ولقد كتبت شخصيا في صفحة "دنيا الثقافة " بـ" الأهرام " بتاريخ الأول من مايو 2011 عن مجموعة عمل لخبراء في التاريخ تحت اشراف وزارة الأسرة والسكان حينها اجتمعت مع مسئولين من وزارة التربية والتعليم لتعزيز قيم المواطنة بعد الجريمة الارهابية على كنيسة نجع حمادي مطلع 2010  وعن ضرورة مراجعة مناهج الدراسات الاجتماعية ـ بما في ذلك التاريخ ـ في مختلف مراحل التعليم الأساسي لتخليصها من عبادة الحكام الأفراد وتجاهل تاريخ الشعب المصري في مجمله وقواه الاجتماعية والفكرية وتعدديتها. وحينها أبلغتني الدكتورة "فيفيان فؤاد" منسقة المجموعة المشار اليها هنا بأنها انتهت  من مناهج الصف السادس الابتدائي وكان مقررا أن تشرع في مراجعة مناهج الإعدادي والثانوي حين عاجلها قرار الغاء وزارة الأسرة والسكان. وقالت انه لم تعد المجموعة تعرف مصير تقريرها الذي كان مزمعا الأخذ به مع الموسم الدراسي اللاحق مباشرة. وعلى ما يبدو ، لا مؤشرات تفيد بالإصلاح ولا الرغبة في الإصلاح تأسيسا لما توصلت اليه المجموعة أو لما كتبت وغيري. ولعل صدمتي في كتاب الدراسات الاجتماعية للصف الثالث الإعدادي مضاعفة حين ألمح بين لجنة المراجعة والتعديل في الصفحة الثانية من الكتاب  اسم أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس  الدكتور جمال شقرة، لما عرفته عنه وخلال لقاءات بالجمعية المصرية للدراسات التاريخية من وعي وثقافة بالصراع العربي الصهيونية والقضية الفلسطينية. 

أما المسألة الثانية والأكثر إيلاما فهي أن تلاميذ امتحان الشهادة الإعدادية الذين التقيتهم حول القدس ومادة الدراسات الاجتماعية سرعان ما داهمتهم هموم الالتحاق كطلاب بالصف الأول الثانوي. وهذا  بدلا من الآمال و التطلعات وافراح النجاح. ببساطة اصبح العديد من بينهم يتحسب لامتحان العام المقبل ولمعاناة غياب التخطيط العلمي مع تعامل وزارة التربية والتعليم مع التكنولوجيا كموضة وتفاخر ليس إلا، وكما تجسده التجربة الفاشلة للامتحان عبر " التابلت " مع غياب " السيستم " ولا أقول "سقوطه". وزاد علي المنتقلين إن شاء الله بين الإعدادي والثانوي هموم مشاهد كيف تعاملت الشرطة مع من يسبقوهم بعام واحد حين مارسوا حقهم الدستوري والطبيعي في الاحتجاج. وفي كل الأحوال ، فإن نشأة أجيالنا الجديدة في اجواء غير ديمقراطية وتعرضهم مبكرا لقمع المبادرة بالاهتمام بالشأن عام وتقييد الحق في تنوع وابداء الآراء والتعبير عن الذات والاحتجاج وبناء المواقف المستقلة لا يدعو للتفاؤل. كما يستدعي المقارنة بكيف تقوم إسرائيل بتنشئة أجيالها الجيدة وفي اي مناخات يتفتح أبناؤها؟

 وبين هذا وذاك يظل السؤال معلقا عن القدس.
---------------------------
بقلم: كارم يحيى