17 - 07 - 2024

عفوا طارق شوقي.. لم يتم التحقق من التطوير الخاص بك!

عفوا طارق شوقي.. لم يتم التحقق من التطوير الخاص بك!

كلاكيت ثاني مرة:"سقط السيستم" ولم " يسقط الوزير" 
- اتحاد امهات مصر للنهوض بالتعليم يطالب بإلغاء الثانوية التراكمية
- خبير تربوي يطالب بمحاكمة وزير التربية جنائياً ومالياً بعد اعترافه بفشل المنظومة الجديدة

بعد نحو شهرين من فشل التجربة الأولى في مارس الماضي، فشلت وزارة التربية والتعليم في تجربتها الثانية بإجراء امتحان نهاية العام الدراسي لطلبة الصف الأول عبر "التابلت" بعدما "سقط السيستم" في أول يوم الامتحان، وأشغل ثورة غضب عارمة في أوساط الطلبة الذي خرجوا في مظاهرات احتجاج في عدد من المحافظات تطالب بإقالة الوزير طارق شوقي.

موجة غضب جديدة انتابت نحو 650 ألف طالب ومعهم أولياء أمورهم، عاشوا ساعات عصيبة في بداية امتحانات نهاية العام المخصص لـ" تلامذة التابلت" كما يطلق عليهم، إذ فوجئ الطلاب أثناء بداية الامتحان ولمدة ساعة من المحاولة أن «السيستم» سقط، وأنهم لن يستطيعوا إجراء الاختبار إلكترونياً، وظهرت رسالة على شاشة التابلت تقول "عفوا لم يتم التحقق من الرمز الخاص بك"، مما دفع الإدارات التعليمية المختلفة، إلى استبدال الامتحان الالكتروني بالامتحان الورقي.

مظاهرات احتجاجية

وخرج العشرات من الطلاب في تظاهرات في عدد من المحافظات، إعتراضاً على فشل منظومة الامتحانات على أجهزة «التابلت»، وهاجم الطلاب الوزير طارق شوقي هاتفين: "ارحل يا طارق يا شوقي .. وزارة فاشلة .. شمال يمين عاوزين نظام قديم ..مش هنمشي هو يمشي".

وفشلت التجربة الثانية، رغم تأكيدات وزير التربية والتعليم بأن الوزارة استعدت جيداً لامتحان نهاية العام، وأنها وضعت فى حساباتها جميع العوائق التى من الممكن أن تؤدى إلى سقوط «السيستم» من جديد، موجهاً رسالة للطلاب: " لا تقلقوا من كيفية وصول الإمتحان إلى أيديكم فقد قام المهندسون المصريون في أجهزة الدولة المختلفة، بإبتكار حلول فنية رائعة لتفادي أي مشاكل في هذا المقام، ولا تقلقوا من صعوبة الإمتحانات". 

 وقبل بدء امتحانات نهاية العام بأيام، وجه الوزير شوقي تحذيرات شديدة اللهجة إلى وزارة المالية لعدم تخصيص الاعتمادات اللازمة لوزارته في مشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2019/2020، إذ طالب شوقي بزيادة قدرها 11 مليار جنيه لمشروع تطوير التعليم، وبإجمالية ميزانية تقدر بـ110 مليارات جنيه، في حين رصدت وزارة المالية نحوـ 99 مليار جنيه لوزارة التربية والتعليم دون إستشارتها في المبلغ، وهو ما رفضه شوقي معتبراً أن عدم توفير التمويل اللازم يقضي على المنظومة الجديدة بالفشل.

رأى البعض حينها أن تصريحات الوزير تمثل تمهيداً من الوزير لتبرئته في حال فشلت المنظومة وسقط «السيستم» في امتحانات نهاية العام، وبمثابة تحرك سريع من الوزير، لإلقاء الكرة في ملعب وزارة المالية المسئولة عن تخصيص الأموال التي تحدد – حسب تصريحات الوزير- نجاح المنظومة من عدمه.

لحظات عصيبة

تقول هدى عبدالسلام الطالبة بالصف الأول الثانوي، أنها عاشت مع بقية زملائها لحظات عصيبة بعد مرور نصف ساعه من محاولة الولوج «للسيستم»، إذ استمرت رسالة "عفوا لم يتم التحقق من الرمز الخاص بك" في الظهور على شاشة التابلت، وطلب منا المعلمون الانتظار قليلًا ومعاودة المحاولة مرة أخرى، لكن الرسالة استمرت في الظهور، وجاءت التعليمات بأن الامتحان سيكون ورقياً، وطلب منا الخروج من اللجان لشراء الأقلام لتأدية الامتحان الورقي، مما ساهم في زيادة حالة التوتر لنا ولآبائنا الذين انتظرونا في الخارج. 

وعبرت عبير أحمد أحد أولياء الأمور، وأحد مؤسسي اتحاد "أمهات مصر للنهوض بالتعليم"، عن حزنها وغضبها الشديد من فشل امتحان «التابلت» للمرة الثانية على التوالي، وطالبت بتأجيل تطبيق نظام الثانوية التراكمية لحين الانتهاء من كافة الاستعدادات، في ظل استمرار فشل وزارة التعليم في تطبيق منظومة التابلت.

 وتضيف أن امتحانات طلاب الصف الأول الثانوي شهدت وقوعاً للسيستم أكثر من مرة، وعدم قدرة الطلاب على أداء الامتحان عبر التابلت، الأمر الذي قررت فيه إدارات أغلب المدارس أداء الامتحان ورقيًّا وليس إلكترونيًّا.

وتتابع أن اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم تلقى شكاوى كثيرة من أولياء أمور طلاب أولى ثانوي في عدد كبير من مدارس القاهرة والجيزة والإسكندرية والسويس وقنا والقليوبية والغربية وسوهاج والمنوفية وبني سويف، وغيرها من المحافظات، منتقدة عدم قدرة الوزارة على تفعيل نظام التابلت والتعامل مع السيستم عند وقوعه، رغم تأكيدات الوزير بجاهزية الوزارة في حال وقع السيستم.

محاكمة الوزير

وجدد الخبير التربوي كمال مغيث مطالبته لوزير التربية والتعليم بالاعتراف بأن الوزارة لم تكن مستعدة الاستعداد الكافى لتطبيق التجربة الجديدة على كل الأصعدة، وأنها كانت بحاجة إلى دراسة التجربة دراسة مستفيضة قبل أن تعميمها، وأن يخرج الوزير على الملأ ويعلن فشل تجربة «التابلت» والمنظومة كلها، ويتحمل نتيجة الأخطاء التي ارتكبها في حق الطلاب وأولياء الأمور طوال العام. 

كما يطالب بمحاكمة وزير التربية والتعليم جنائياً ومالياً، وعدم الاكتفاء بإقالته من منصبه فقط، بإعتباره كبد الدولة خسائر ضخمة، كما كبد أولياء الأمور خسائر فادحة خلال هذا العام، بخلاف الضغط النفسي الذى سببه للطلاب.

ويضيف مغيث:" كان من المفترض بدلًا من التطبيق الفوري بدون أي تجارب سابقة، وتوزيع 600 ألف "تابلت" مرة واحدة على جميع الطلاب، أن يتم توزيع 1000 «تابلت» فقط لكل محافظة، وإجراء التجربة بشكل كامل على عينة صغيرة أولاً، لكن الحقيقة أنه كان هناك لهاث شديد على شراء هذا الكم من "التابلت" دفعة واحدة بتكلفة إجمالية قاربت ـ4 مليارات جنيه، وهو يثير الكثير من علامات الاستفهام حول منظومة التعليم الجديدة بالكامل". 
------------------
تقرير – عبدالرحمن العربي