17 - 07 - 2024

وجهتي نظر في " كوبري تحيا مصر": بين منتقد لارتفاع تكاليفه ومن يراه "شريان حياة جديد"

وجهتي نظر في

ممدوح حمزة: لم يكن هناك مبرر لـ" الشدادات الحديدية"

حسن مهدي:  جزء من التنمية للجزء الغربي لمصر بالكامل 

تباينت آراء الخبراء إزاء محور روض الفرج وكوبري تحيا مصر اللذين جرى تدشينهما مؤخراً، بين من يرى أهمية اقتصادية وسياحية للمشروعين يمكن الاستفادة منها في المستقبل، وأخرون يرون فيهما مبالغة في التكاليف.

الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاح الكوبري، قال إن الدولة أصرت على سرعة إنشاء المشروعات القومية وشبكة الطرق لتفادي زيادة نفقات الإنشاء فيما بعد، مضيفاً:" بدون مبالغة لو تم الانتظار لأي أسباب لإطلاق المشروعات، فربما لم نستطع إطلاقها لعدم القدرة على تغطية التكلفة المالية لهذه المشروعات بسبب تضاعف تكلفة الإنتاج".

وبحسب تصريحاتالرئيس كان مقرراً افتتاح مشروع محور روض الفرج وتحيا مصر بعد ثلاثة أشهر، لكن تم تقديم الموعد ليشعر المواطن بالتحسن في تيسير حركة المرور حسب قول الرئيس: "ضغطنا نفسنا علشان نحسس الناس بالإنجاز".

شريان حياة

اللواء أركان حرب إيهاب محمد الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، قال عن تكلفة المشروع "إذا تأخر قرار الإنشاء حتى الآن،  فإن تكلفته كانت ستقفز من 164 مليار جنيه إلى 400 مليار جنيه".

وأضاف:" يمثل المحور شريان حياة جديدة يربط شرق القاهرة بغربها ويمتد ليصل العاصمة بمحافظات الجمهورية المختلفة، وصولاً إلى محافظة مطروح في أقصى شمال غرب مصر، وستنتقل الكثافات المرورية القادمة من شرق القاهرة ،إلى طريق الإسكندرية الصحراوي ومطروح والعلمين دون المرور بقلب القاهرة".

المهندس محسن صلاح، رئيس شركة المقاولون العرب، قال إنه منذ تكليف الشركة بتشييد محور تحيا مصر في 2016 والعمل لم يتوقف ثانية واحدة، مشيراً إلى أن العمل بكوبرى أكتوبر استغرق 17 سنة بينما كوبري "تحيا مصر" استغرق 4 سنوات فقط.

حمزة وانتقادات حادة

الاستشاري الهندسي ممدوح حمزة، له رأي آخر في محور "روض الفرج" المصنف أعرض كوبري من نوعه في العالم، يقول في سلسلة تغريدات : "محور روض الفرج من أيام حسب الله الكفراوي وزير الإسكان والمرافق الأسبق وطرح الكوبري في مناقصة تصميم وتنفيذ عام 2010 وتم إلغاء المناقصة أيام حكم المجلس العسكري 2011".

ويضيف، أنه قام بتصميم الكوبري في عام 2010 ولا يحتاج أن يكون "ملجماً" بشدادات حديدية ولا يحتاج 6 حارات في كل جهة، وكان يمكن تنفيذه بأقل من نصف التكلفة، إلا أن المجلس العسكري الذي كان يحكم في هذا الوقت أوقف المشروع عام 2011".

وتابع حمزة: "أتحري الصدق في كل ما أكتبه أو أقوله.. لو فيه غلط لا يكون مني لأن عندي مراجع،  لا يوجد كوبري علي النيل يحتاج أن يكون من النوع الملجم بالشدادات الحديدية العالية التكلفة، فجزء كبير منه مستورد، كما أن الكباري العادية الأخرى، مثل "كوبري قصر النيل، وكوبري الجامعة، وكوبري روض الفرج القديم، وكوبري السكة الحديد الثقيل إمبابة، وكوبري الجيزة وكوبري أكتوبر" "كباري دي ولا كفتة؟ !! لا ملجم ولا معلق ولا مواد مستوردة... ارحمونا بلاش خيبة".

وحسب قول حمزة،، فإن فتحة الملاحة لكوبري روض الفرج، محكومة بفتحات الملاحة للكباري قبله وبعده ومحكومة أيضاً بالأهوسة في القناطر الخيرية، وترعة الإسماعيلية، وعمومًا لا يوجد أهوسة تعدي مركب نيلي أعرض من 16-20 متراً ذهاباً وإياباً ،ومسافة أمان، ولذلك أكبر فتحة 50 متراً، وبالتالي ما الفائدة من فتحة ملاحة 300 متر؟!.

مشروع تنمية حيوية

من جهته يقول الدكتور حسن مهدي، أستاذ هندسة الطرق والنقل بجامعة عين شمس، لا أحب أن أتحدث عن ممدوح حمزة وأنا ضد سياسته، موضحاً أن التجاوب مع التكنولوجيا الجديدة يعتبر أمراً جيداً لأن الكباري القديمة، لا تتجاوز فتحاتها الملاحية 60 متر، وسيأتي وقت تحتاج إلى التغيير، وعند الإستبدال نأخذ بأحدث الأساليب التكنولوجية.

ويضيف أن الأهمية الاقتصادية لمحور روض الفرج لا تنعزل أو تقتصر علي أهمية الكوبري بحد ذاته، إذ أن المحور يعتبر محور نقل هام لتقليل الكثافات عن محور 26 يوليو، والطريق الدائري وفي نفس الوقت محور تنمية لأن منطقة الضبعة والمناطق التي يمر بها محور روض الفرج تم تنميتها، وإنشاء مزارع علي أحدث نظم زراعة وصوب زراعية.

ويتابع أن محور روض الفرج يساهم أيضاً في تعديل التنمية المستدامة في مناطق العلمين ومدينة العلمين الجديدة والضبعة التي تبعد عن شرق مطروح 130 كيلو، وبالتالي فهو محور تنمية للجزء الغربي لمصر بالكامل، ويوطد الربط التجاري بين مصر وليبيا، سواء من خلال منفذ السلوم، أو منفذ جرجوك الذي يتم انشاؤه مع ليبيا ،بالتبادل مع منفذ السلوم والكوبري.

ويؤكد مهدي على ضرورة النظر لكوبري روض الفرج الجديد "و "كوبرى تحيا مصر" من هذا المنطلق، وليس جزء منه، وعندما يتم الحديث عن دخول مشروع مصري موسوعة جينيس، فهذا يعني أننا كمصريين عملنا انجازاً بسواعد مصرية، وبامكانيات محلية بهذه الضخامة والكيفية، ولا يوجد تسجيل أو كوبري مماثل من حيث الاتساع علي مستوي العالم، وكان آخر كوبري قبل كوبري تحيا مصر، كوبري معلق في كندا بعرض 62.2 ووصلنا في مصر 67.3 عرض، وهذا يعني أننا قادرين أن نحقق شيئاً عالمياً مهماً.

ويضيف : لقد بدأنا الإنشاء وتم الانتهاء من المشروع، في وقت مناسب، وحسبما ذكر رئيس شركة المقاولون العرب، فإن كوبري تحيا مصر الذي تم انشاؤه فيما يقارب 4 سنوات، يمثل 110% من اجمالي كوبري أكتوبر الذي تم انشاؤه علي مدار 17 سنة.

ويشير د. مهدي إلى أنه لا توجد مشاريع تتم بدون دراسات جدوي، إذ أن المشروع القومي للطرق يشمل 7 آلاف كيلو من أول 2014 وحتي الآن، وكل عنصر في المشروع مدروس جدواه، سواء تنمية مستدامة أو زراعية أو صناعية أو عمرانية، ولذلك ارتفع مركز مصر في التنافسية العالمية في جودة الطرق من المرتبة 118 إلي 75، ولم يأت ذلك وليد الصدفة، ولكن نتيجة المشروع القومي للطرق، علاوة عن نقص حوداث الطرق بمعدل 24%.
---------------------
كتب- رامي الحضري
من المشهد الأسبوعي - اليوم مع الباعة