بالرغم من أن الشيخ محمد حين، مفتي فلسطين، قد أعلن بأن اليوم الثلاثاء متمم لشهر رمضان، على أن يكون غدا الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر، أعلن حزب التحرير، ذو التوجهات الإسلامية، بالخلاف مع قرار المفتي، أن اليوم الثلاثاء أول أيام عيد الفطر المبارك، وقال ‎المهندس باهر صالح عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير في فلسطين "لقد ثبتت رؤية هلال شوال رؤية شرعية، وعليه ندعو المسلمين إلى اعتبار غدا الثلاثاء هو يوم عيد".

وأضاف في بيان صحفي "ما إن غابت شمس الاثنين 3-6-2019 حتى دب الخلاف بين الأنظمة العميلة في الإعلان عن ثبوت هلال شوال من عدمه، وكان ظاهرا بشكل جلي أن مرد الخلاف هو التبعية والمواقف السياسية، وأن هذه الأنظمة على اختلافها سواء السعودية أو الأردن أو السلطة أو قطر أو غيرها لا تكترث بعبادات الناس ولا تقيم وزنا لشعائر الإسلام"، وأضاف "إن ثبوت الرؤية هو ثبوت شرعي ويراعى فيه الحكم الشرعي فقط، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ رواه مسلم".

واثار بيان الحزب جدلا واسعا وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا مؤيدو الحزب المواطنين لاداء صلاة العيد اليوم الثلاثاء في الساحات العامة. 

وبناء على ذلك الخلاف العميق، منعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اليوم عناصر من جماعة حزب التحرير الاحتفال بعيد الفطر، وقال المتحدث باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري لرويترز: "ما قام به حزب التحرير هو محاولة لفرض رأي حزبي بأن العيد اليوم مع وجود قرار من دائرة الإفتاء أن اليوم هو المتمم لرمضان، وهذا أمر مرفوض، ولن نسمح بحدوث هذه الفتنة"، وأوضح أن "حزب التحرير حاول استغلال المساجد لفرض ذلك فكان لا بدمن اتخاذ إجراءات بحقهم".

وأظهرت لقطات فيديو ضرب رجال الأمن أعضاء من الحزب، وكذلك اعتقال عدد آخر، وقال الضميري: "نحن عملنا على تطبيق القانون، الإفطار الجهري في رمضان ممنوع بالقانون، نحن لا نلاحق الناس في بيوتها".

ويمنع القانون الأساسي الفلسطيني الجهر بالإفطار ويعاقب على ذلك بالحبس.

وفي المقابل، قال المتحدث باسم حزب التحرير في فلسطين، باهر صالح، لرويترز "تم اعتقال 13 شخصا من محيط مسجد الأبرار في الخليل، إضافة إلى الاعتداء على البعض لمنع إقامة صلاة العيد"، وأضاف "خلال الليل كان هناك اعتقالات أخرى في مناطق أخرى في قلقيلية وجنين".

وأوضح صالح أن الحزب يلتزم بتعليمات قيادته المركزية على مستوى العالم، مضيفا "نحن لا نتبع دور الإفتاء التي لها ولاءات سياسية ولا تتبع الشرع".

يأتي هذا بينما أكد مفتي القدس والديار المقدسة، الشيخ محمد حسين، لرويترز على أن"دار الإفتاء هي الجهة الرسمية المخولة بالإعلان عن بدء رمضان وانتهائه، وقد أعلنت أن اليوم هو المتمم لشهر رمضان، وعلى جميع أبناء البلد الالتزام بذلك"، وأوضح أن "رؤية الهلال لم تتحقق في 3 أماكن لرصد الهلال في القدس والخليل والجليل، لذلك أعلنا أن اليوم هو المتمم لشهر رمضان بناء على القواعد الشرعية".

وقال موجها خطابه لحزب التحرير"رسالتي إلى حزب التحرير، وإلى غيرهم، على الجميع الالتزام برأي الجماعة، ونسأل الله أن يوفقنا إلى الالتزام بالجماعة"، موضحا أن "ما قام به حزب التحرير اليوم مخالف للقواعد الشرعية وقواعد الالتزام برأي الجماعة وما صدر عن دار الإفتاء كجهة رسمية صاحبة للقرار".