كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن مسئولين في البيت الأبيض منعوا هيئة استخباراتية في وزارة الخارجية الأمريكية من تقديم شهادة مكتوبة هذا الأسبوع إلى اللجنة الاستخباراتية في الكونجرس، تحذر من أن تغير المناخ الذي تسبب فيه البشر قد يصبح "كارثيا"، بعد رفض مسئولي وزارة الخارجية حذف مقاطع من الوثيقة تشير إلى الإجماع العلمي على ظاهرة تغير المناخ. وأشارت الصحيفة، في سياق تقرير نقلته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت، إلى أن جهود تعديل ومنع الشهادة التي أعدها مكتب استخبارات وأبحاث وزارة الخارجية الأمريكية تتزامن مع مناقشة إدارة ترامب كيفية تحدي فكرة أن انبعاثات الوقود الحفري تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وقد تشكل مخاطر حقيقية إلا إذا عكف العالم على تخفيض كبير في انبعاثات الغازات الدفينة خلال العقد القادم.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين بارزين، في الجيش، والاستخبارات الأمريكية، يستمرون في التحذير من تغير المناخ وتأثيراته المتوقعة على الأمن القومي الأمريكي، وهو موقف يصر ترامب على رفضه مما دفعه إلى الانسحاب من اتفاقية باريس لتغير المناخ، والتي تهدف إلى اتخاذ إجراءات من قبل كل دول العالم للحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين.
وذكرت الصحيفة، أن مسئولين في مكتب الشئون التشريعية بالبيت الأبيض، ومكتب الإدارة والميزانية، ومجلس الأمن القومي، أثاروا اعتراضات على أجزاء من وثيقة شهادة وزارة الخارجية إلى الكونجرس بشأن تغير المناخ والتي أعدها رود شونوفر، الذي يعمل بمكتب الشؤون العالمية والجيوجغرافية، والتي كان من المفترض أن تمثل مكتب استخبارات وأبحاث وزارة الخارجية الأمريكية خلال جلسة استماع للكونجرس عُقِدَت الأربعاء الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية، تحدثوا شرط عدم الكشف عن هوياتهم، أن مسئولي ترامب سعوا إلى إزالة عدة صفحات من الوثيقة بحجة أن وصفها لعلوم المناخ لم يتماشى مع موقف الإدارة، مشيرين إلى أن منتقدي الوثيقة بينهم ويليام هابر المدير البارز في مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي يتحدث عن فوائد ثاني أكسيد الكربون ويسعى لتشكيل فريق فيدرالي لتحدي الإجماع العلمي على أن النشاط البشري وراء تغير المناخ.
وأضاف مسؤولي الإدارة الأمريكية، أن مكتب الشؤون التشريعية بالبيت الأبيض قرر في النهاية أن رود شونوفر الذي أعد الوثيقة يمكنه الظهور أمام لجنة الكونجرس لكنه لن يقدم الشهادة المكتوبة لأنها "لا تنسجم" مع ما تسعى إدارة ترامب فعله حيال تغير المناخ.
وأشارت الصحيفة، إلى أن مساعدا في اللجنة الاستخباراتية بالكونجرس أكد أنهم تلقوا الشهادة المكتوبة لمسئولين استخباراتيين اثنين لكنهم لم يتلقوا شهادة شونوفر.
