17 - 08 - 2024

وفاة السفير إبراهيم يسري بطل معركة إيقاف تصدير الغاز لإسرائيل

وفاة السفير إبراهيم يسري بطل معركة إيقاف تصدير الغاز لإسرائيل

توفي فجر اليوم إلاثنين السفير إبراهيم يسري مساعد وزير الخارجية الأسبق وبطل معركة منع تصدير الغاز لإسرائيل وذلك عن عمر يناهز 89 عاما

وإبراهيم يسري دبلوماسي مصري متقاعد، ولد عام 1930 و شغل منصب مساعد وزير الخارجية للقانون الدولى والمعاهدات الدولية. وكانت آخر مناصبه قبل تقاعده في 1995 سفير مصر في الجزائر  

ومن موقعه في الإدارة القانونية بوازارة الخارجية كان له دور مشهود وراء الموقف الوطنى في معارضة إقامة قاعدة أمريكية في رأس بناس في منتصف الثمانينيات، ومعارضتها بعد ذلك لمرور سفن أمريكية نووية في قناة السويس (وإن كانت أوامر عليا قد سمحت بمرور السفن). وكان أيضا عضوا فاعلا في مفاوضات طابا.

ولد يسري في السلامون، مركز ههيا، محافظة الشرقية. كان والده عالما أزهريا، وبعد وفاة والده، تبرع بالأرض التي ورثها في نطاق مركز ههيا، لإقامة مدرستين، إعدادية وابتدائية، واحتفظ بجزء منها لنفقات تعليمه وأسرته.

درس النقد الفني في جامعة كاليفورنيا، بركلي، وتعلم الموسيقى الهندية، واللغة الهندوستانية.

عام 1963 شغل منصب سكرتير ثاني في السفارة المصرية بالعراق ثم نُقل إلى السفارة المصرية في بوخارست، وعندما إعترفت رومانيا بقيام دولة إسرائيل، قطعت مصر علاقاتها الدبلوماسية معها، وكان ذلك قبل زيارة أنور السادات للقدس، ثم نُقل إلى السفارة المصرية بالهند، وعام 1989، رقي إلى رتبة سفير، وكان سفيراً لمصر في الجزائر، وفي العام نفسه، كانت مبارة كرة القدم الشهيرة مع مصر، والتى تأزمت إثرها العلاقات بين البلدين. وبجهوده الدبلوماسية لإنهاء الأزمة، قبلت الجزائر استضافة ثلاثة مباريات ودية بين منتخبها ومنتخب مصر القومي، وعندما طاف اللاعبون المصريون الملعب في أول مباراة وهم ملتحفون بالعلم الجزائري ونثروا الزهور على الجمهور. لكن السفير عاد مقصياً إلى وزارة الخارجية في منصب شرفي بلا عمل حتى أحيل إلى المعاش.

أول دعوى شهيرة له كانت تلك التى أقامها ضد الحكومة لإلغاء الاتفاقية السرية لتوريد الغاز إلى إسرائيل. أثاره أن الغاز يباع لإسرائيل بأثمان باخسة، وأثاره أكثر أن خط أنبوب الغاز من العريش لعسقلان بطول ألف كيلومتر هو الخط الذى سار عليه ألوف الجنود المصريين واستشهدوا فيه، وأثاره أيضا أن نهب إسرائيل للغاز المصري سيمتد 17 سنة، وأثاره أن اتفاقية التصدير لم تعرض على مجلس الشعب. لاحقته التهديدات والتحقيقات بسبب الادعاءات الكيدية أنه يروج أخبارا كاذبة، لكنه صمد، والتف حوله أكثر من ألف متضامن في حملة «لا لتصدير الغاز»، سددوا عنه الغرامات المقررة، 16 ألف جنيه.. وأخيرا حكمت المحكمة الإدارية العليا برفع أسعار الغاز المصدر لإسرائيل، وتقنين كمياته بحيث يسد الاحتياجات المحلية أولا.

كما بادر برفع دعوى ضد إقامة السور الفولاذى وإغلاق معبر رفح ، وبادر بدعوى ضد إغلاق الشوارع المحيطة بمنزل السفير الإسرائيلي في المعادى والسفارة الأمريكية في جاردن سيتى.. كما رفع دعوى ضد خصخصة الشركة المصرية العامة للبترول، ودعوى طلب فيها إلغاء التعاقد الذى أبرمته مصر في تكتم شديد مع شركة بريتش بتروليم لاحتكار أكبر حقول الغاز لمدة 20 عاما، وتحويل مصر إلى مستورد لثروتها الطبيعية بشروط مجحفة.

كما تقدم ابراهيم يسري ببلاغ للنائب العام يطلب فيه اعتقال نتنياهو عند زيارته لمصر لمسئوليته عن مقتل 1500 فلسطينى وإصابة الآلاف في هولوكوست غزة

له 4 أبناء .. منى، وهي طبيبة متخصصة في علم نفس الأطفال، وثلاثة أبناء يعيشون في الولايات المتحدة.

وقد كرمه مركز إعداد القادة في القاهرة، ووصفه بأنه "بطل معركة إيقاف تصدير الغاز لإسرائيل".