19 - 10 - 2024

أبو الغيط: تركيا تعتنق الإسلام السياسى فى ثوب العثمانية الجديدة.. وتحمل وايران مشروعا يجرى تطبيقه في المنطقة العربية

أبو الغيط: تركيا تعتنق الإسلام السياسى فى ثوب العثمانية الجديدة.. وتحمل وايران مشروعا يجرى تطبيقه في المنطقة العربية

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن تركيا تدفع بمشروع توسعي، يعتنق الإسلام السياسى فى ثوب من العثمانية الجديدة، ويسعى إلى الترويج لمنطلقاته الأيديولوجية فى منطقة ثبت أنها ترفض هذا المشروع، فتركيا، تُعطى لنفسها الحق بالتدخل والتوغل فى أراضى دول عربية دفاعاً عما تعتبره أمنها القومى، ومن دون أى اعتبار لأمن الآخرين، أو سيادة الدول، وهو توجه مرفوض، ولا يؤسس لعلاقة سليمة ومتوازنة بين طرفين تقوم على الاحترام المتبادل.

وأوضح أبو الغيط اليوم الأثنين، في افتتاح الندوة التي نظمها البرلمان العربي تحت عنوان " نحو بناء استراتيجية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافى" أن الأمور تأزمت مع إيران وتركيا وهما دولتين جارتين للعالم العربي، في الآونة الأخيرة إلى حد صار معه الحوار صعباً، بل وغير مجدٍ في الوقت الحالي من وجهة نظري،  فالحوار لغرض الحوار، من دون إطار مفاهيمي يحكمه أو نقاط مرجعية تضبطه، لا يكون سوى تمرين ذهني، أو استعراضٍ شكلي، لا يُعالج القضايا الجوهرية ولا يؤسس لعلاقة صحية.

وقال أبو الغيط: لقد تأخرنا كثيراً فى تناول موضوع العلاقات العربية مع دول الجوار بصورةٍ مُعمقة تتجاوز الجارى من الأحداث أو الطارئ من القضايا، إلى ما هو استراتيجى ومستقبلى وبعيد المدى، ومن هنا تأتى أهمية اجتماعنا اليوم الذى يطرح مسألة التعامل مع دول الجوار الجغرافى على طاولة البحث الفكرى، والحوار العملى.

وأعرب، عن يقينه بأن علاقةً صحية وصحيحة، تنطلق من أسس سليمة مع دول الجوار، ينبغى أن تحتل مكانها كأولوية رئيسية على أجندة الفكر الاستراتيجى العربى، فى جانبه النظرى، وتطبيقاته العملية على حدٍ سواء، مشيرا إلى أنه من حيث المبدأ، إن الحوار المباشر يظل السبيل الأنجح والجسر الأقصر لتناول هذه المعضلات جميعاً، بصورة تستجيب لشواغل الجميع وتحقق مصالح الجميع.

وأضاف: "لا أريد أن أخوض فيما هو معروف للكافة من مظاهر التوتر الشديد فى العلاقة مع هاتين الجارتين، ولكن يكفى أن أقول إنه كان هناك منتدى للتعاون العربى التركي، تأسس منذ عام 2007، وعقدت 5 دورات له على المستوى الوزارى، قبل أن يتوقف فى 2013 لأسباب معروفة لنا جميعاً، مشيرا إلى أن تدخلات إيران فى الشئون الداخلية للدول العربية، صارت بنداً دائماً على أجندة مجلس الجامعة العربية منذ 2015. 

وقال: "نشاهد اليوم ما تُباشره إيران وأذرعها من تهديدات خطيرة للأمن القومى العربى، بل وللأمن العالمى فى واحد من أدق مفاصله المتعلقة بأمن طرق التجارة والممرات البحرية وسلامة المنشآت البحرية، وتابع: هناك كثير من  التفاصيل الكثيرة والمؤلمة فى العلاقة مع الدولتين الجارتين للعالم العربى، التى انحدرت لحد مؤسف لا يتمناه أى عربى لعلاقة مع دولتين إسلاميتين تربطنا بهما عُرى التاريخ والجغرافيا، وأواصر الدين والثقافة، لافتا إلى أن أصل المعضلة – من وجهة نظرى - يتمثل فى أن كلا الدولتين تحملان مشروعاً سياسياً يجرى تطبيقه خارج حدود دولته.. وبالتحديد فى المنطقة العربية. 

وأضاف: إيران تعتبر أن المنطقة العربية ساحة مفتوحة ومباحة لمشروعها التوسعى، وتُعطى لنفسها حق التدخل فى أزمات الدول العربية، بل إشعال هذه الأزمات فى أحيان كثيرة، من أجل الدفع قُدماً بهذا المشروع الذى يتعارض مع أسس الدولة الوطنية على طول الخط ، ويضرب بمبدأ السيادة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية عرض الحائط، ويدفع بالمنطقة إلى أتون حروب طائفية نرى تجلياتها – للأسف - فى عدد من نزاعات المنطقة اليوم. 

وشدد على أن كلا المشروعين الإيرانى والتركى، إنما هو مشروع توسعي ويؤسس لعلاقة تقوم بين طرف مُهيمن وآخر تابع، وكلاهما يقفز فوق الدول وسيادتها، وكلاهما يرى فى الصراعات الدائرة فى المنطقة فُرصة للتغلغل والتمدد، وهو نظرٌ قاصر يقتنص مغانم قريبة، ولا يهتم بعلاقة طويلة الأمد تقوم على الثقة المتبادلة، وتُحقق منفعة مشتركة للجميع عبر التعاون فى مواجهة تهديدات، هى بطبيعتها، تستلزم حواراً إقليمياً، معربا عن التطلع إلى يوم يتغير فيه ذاك النهج، فيكون للحوار ساعتها معنى ونتيجة.