27 - 04 - 2024

انفراد.. المشهد تكشف بالتفاصيل مخابيء الإرهابيين في شمال سيناء (تحقيق ميداني)

انفراد.. المشهد تكشف بالتفاصيل مخابيء الإرهابيين في شمال سيناء (تحقيق ميداني)

تنظيم إرهابي يحاول إعادة تنظيم صفوفه بعد عام من عودة الحياة لطبيعتها
تفاصيل دقيقة لعمليات الخطف فى سيناء 
شهود عيان ومختطفين مفرج عنهم: الخاطفون ليسوا مصريين
مبادرة عشيرة الجريرات بقبيلة السواركة: 10 شباب من كل عشيرة يشاركون الجيش والشرطة .. ويمكن تطهير سيناء خلال أسابيع

مجددا عادت سيناء إلى دائرة الأحداث على وقع نشاط وتصعيد مكثف لعناصر تنظيم ولاية سيناء الإرهابى خلال الأيام الماضية، بعد عام من الهدوء التام لم تشهد فيه سيناء أي عمليات إرهابية مؤثرة، وقد شهدت شمال سيناء خلال الأسبوعين الماضيين أحداثا، أربكت المشهد السيناوى بعد أن صعد التنظيم عملياته الإرهابية بدءا من عملية استهدفت  الحاجز الأمنى "بطل 14" الذى يقع بمنطقة السبيل على الطريق الدائرى لمدينة العريش، وأسفرت عن استشهاد 8 من قوات الشرطة ومقتل وإصابة عدد من العناصر الإرهابية المهاجمة على يد الطيران الحربى وتمكن عدد منهم من الهرب إلى المنطقة الواقعة جنوب قرية السبيل بعد قيامهم بإجلاء المصابين والقتلى، ليستمر التصعيد الإرهابى بقيام عناصرالتنظيم بتفجير عبوة ناسفة بمنطقة ابوحصينى على الطريق الدولى صباحالأربعاء الماضى، أسفرت عن تفجير آلية شرطية دون وقوع خسائر بشرية، حسب شهود عيان. 

وفى حوالي الساعة الثانية ظهرا في نفس كما أفاد شهود عيان للمشهد، هاجمت مجموعة من الإرهابيين يستقلون سيارة  بيك أب، منطقة الملاحات 3 كم شمال قرية المزار، وقاموا بخطف أربعة من العاملين بالملاحات الخاصة للأهالى، والاستيلاء على سيارتي بيك أب خاصة بالأهالى، وتمكنوا من العودة إلى الطريق الدولى والهروب فى اتجاه  جنوب قرية الروضة،  وذكر شهود العيان أن ست عناصر إرهابية، قاموا بعملية الخطف، وتمكنت المشهد من الحصول على أسماء المختطفين الأربعة، وهم مصطفى حمدان سعيد نجل أحد شهداء مسجد الروضة، وحسن هدبان حسين، شقيق أحد شهداء مسجد الروضة، وحسين يحى جمال، نجل أحد شهداء مسجد الروضة، وسالم سلامة جرير، وجميعهم من عشيرة الجريرات من سكان قرية الروضة مركز بئر العبد. 

لم تتوقف العمليات الإرهابية فى ذلك اليوم، على هاتين الحادثتين حيث فوجىء الأهالى فى الساعة التاسعة مساء نفس اليوم، بعشرات المسلحين ينصبون كمينا بالمنطقة الواقعة مابين تجمع سبيكة وقرية المزار (35 كم غرب العريش) على الطريق الدولي، ويقومون بتوقيف السيارات وتفتيش المواطنين والتحقق من شخصياتهم، وأكد أحد شهود العيان على الواقعة للمشهد أن المسلحين أوقفوا عشرات السيارات، بينما كان أكثر من عشرين مسلحا ينتشرون فى المكان، وبعضهم يسأل المواطنين عن تحقيق الشخصية، وقاموا بإنزال حوالى عشرة أشخاص وخطفهم، واستمر الكمين حوالي نصف ساعة، تمكنوا بعدها من الهروب فى اتجاه الجنوب بالمنطقة الصحراوية مستقلين سيارات بيك أب ودراجات نارية. 

وحصلت المشهد على أسماء بعض المختطفين، وهم محمود سعيد لطفى المحامى الشهير من أهالى مدينة العريش، الذى كان يستقل سيارته الخاصة مع أسرته وقاموا بالاعتداء على أفراد أسرته بالضرب، بالإضافة إلى المحامى كمال عوض من سكان مدينة العريش، وثلاثة مواطنين من أهالى العريش، تم الإفراج عنهم فيما بعد، وهم أحمد عابد مصطفى وسيد محمد عبدالوهاب وعادل محمد حمدان رفاعى، ولم يتم التعرف على باقى المختطفين.       

وحسب شهود أهالى المنطقة، فإن عمليات الخطف بدأت فى منطقة الروضة والمزار، بدأت بخطف شخص من جنوب قرية المزار على يد عناصر داعش، وفى أواخر شهر رمضان  قامت عناصر مسلحة باختطاف والده واثنين من اشقائه وشخص اخر صاحب محل بقالة بقرية المزار، وقبلها بشهر قاموا باختطاف خمسة اشخاص من العاملين بمزرعة سمك جنوب قرية الروضة، تم الافراج عنهم بعد يوم من الاختطاف. 

العمليات الإرهابية والتصعيد الكبير وخاصة في عمليات الخطف المستمرة، أدت إلى هجرة عدد كبير من أهالى قرية المزار والروضة على الطريق الدولى، وقرية غريف الغزلان وتجمع المضبعة جنوب قرية الروضة، خشية تعرضهم للخطف على يد العناصر المسلحة الذين أصبحت تحركاتهم ملحوظة، حيث يستقلون دراجات نارية وينتشرون فى الظهير الصحراوى للطريق الدولى، وأصبح أهالى تلك المنطقة فى حالة رعب شديد ويخشون من تكرار العملية الإرهابية التى استهدفت مسجد الروضة فى نوفمبر 2017 وراح ضحيتها 320 من المصلين، فى ظل تقصير أمنى لم يمنعتكرار العمليات الارهابية بالمنطقة، وعدم استخدام للتقنيات الحديثة والعمليات البرية لملاحقة العناصر الإرهابية بالظهير الصحراوى، مما زاد رعب الأهالى ،وهم يشاهدون عمليات الاختطاف دون أي ملاحقة أمنية. 

ويؤكد شهود عيان للمشهد أن أغلب  المسلحين الذين كانوا على كمين الخطف، من الأجانب، حيث ان لهجتهم غير مصرية ولا بدوية، والأغلب أنهم من  ليبيا وسوريا وفلسطين، وقال أحد المفرج عنهم إن المسلحين الذى خطفوهم يبلغ عددهم حوالى خمسين عنصرا، وأنهم كانوا محتجزين فى منطقة بعيدة عن الطريق الدولى بمسافة لا تقل عن 15 كيلومترا.

وأكد المختطفون المفرج عنهم أن الإرهابيين أخلوا سبيلهم وسط الصحراء، بعد أن فصلوهم عن باقى المختطفين وظلوا يسيرون على أقدامهم فى الصحراء لخمس ساعات، حتى تمكنوا من الوصول الى الطريق الدولى ومنه إلى منازلهم، ولم يفصحوا عن أى معلومات عن مكان الاختطاف، لأنهم كانوا معصوبي الأعين طوال اختطافهم. 

التصعيد الأخير يؤكد أن التنظيم الإرهابي أعاد ترتيب صفوفه خلال الفترة الماضية، خاصة وأنهم منذ عام تقريبا لم ينفذوا أى عملية إرهابية بالمنطقة، واستغلوا المنطقة الصحراوية الخالية من السكان لتكون معقلا لهم.

 المؤشر الخطير وجود عناصر غير مصرية تم تمييزها من خلال الكلام واللهجة، وهذا يؤكد انضمام عناصر جديدة للتنظيم الارهابى "داعش" بسيناء، وأن قيادات إرهابية جديدة تقود التنظيم، بعد أن تم قتل وهروب الكثير من قياداتهم فى الفترة الماضية، ووجود عناصر جديدة يشير إلى أن التنظيم الارهابى يعيد ترتيب صفوفه من جديد ليقوم بعمليات إرهابية أكثر شراسة، خاصة بعد أن فقد الكثير من عناصره وفقد التمويل والإمداد، بعد العملية الشاملة التى انطلقت فى فبراير 2018  وضيقت الخناق على عناصره، ولكن يظل التنظيم ملجما فى ظل تواجد الطيران الحربى والطائرات بدون طيار وانتشار الأكمنة الامنية على طول الطريق الدولى وحالة الاستنفار التى تشهدها المنطقة، وحسب مصادر محلية فان التنظيم الإرهابى يعتمد حاليا على عمليات الخطف لبث الرعب فى قلوب الاهالى وتخويفهم من الإبلاغ عن أى معلومات تخص تحركات عناصر التنظيم، ومن المتوقع أن ينشر إصدارا مرئيا لعمليات الخطف، وقد يتضمن مشاهد لذبح للمدنيين وكذلك تصوير عناصر الإرهاب على كمين الطريق الدولى الأخير ليعطى رسائل للرأى العام العالمى بأن المنطقة تحت سيطرة التنظيم. 

خريطة تواجد الخلايا الإرهابية 

بنظرة شامله لشبه جزيرة سيناء، نجد أن خريطة تركز العناصر الارهابية هي منطقة بلعا غرب مدينة رفح، ومنطقة العجرا جنوب الشيخ زويد، ومنطقة شبانه جنوب رفح، وهى مناطق خالية من السكان حيث نزح أهلها منذ أعوام واستغل الإرهابيون خلوها من السكان.

ولا يمثل الإرهابيون خطورة حقيقية حيث أن عددهم قليل جدا، وتحركاتهم شبه متوقفة باستثناء تحركات بحذر شديد، لزرع عبوات ناسفة فى طريق الآليات العسكرية، حيث أثر هروب القيادات من تلك المنطقة على تحركات باقى العناصر قليلى الخبرة، خاصة وأن قبيلة الترابين بقرية البرث جنوب رفح أحكمت السيطرة عليها مع القوات المسلحة، ودفعت ماتبقى من العناصر إلى الهروب جنوبا. 

هناك مناطق تشهد تحركات لعناصر التنظيم الإرهابى وهى آخر معاقله، فمنطقة المسمى وأبوطبل منطقة صحراوية تقع جنوب الطريق الدولى لمدينة العريش ويتخذون منها مكانا لاختبائهم، وتشير المعلومات أنهم يستخدمون أنفاقا أرضية للاختباء من الطائرات الحربية ولا يستخدمون المنازل خشية عمليات القصف الجوى، كما تشير معلومات من مصادر محلية أن المنطقة الواقعة جنوب قرية زراع الخير يتمركز فيها عدد من العناصر الارهابية، هى من قامت باستهداف كمين "بطل 14" صباح يوم العيد، ويتخذون من الاراضى معقدة التضاريس أوكارا، ويتم التحرك مابين المسمى وزراع الخير بالمنطقة الصحراوية بموازاة الطريق الدولي بعيدا عن أعين رجال الأمن والمدنيين. 

منطقة العقدة 

تقع جنوب غرب مدينة العريش وهى منطقة صحراوية معقدة التضاريس وشديدة الوعورة لكثافة الكثبال الرملية وتمتد من  منطقة زراع الخير شرقا وحتى منطقة الروضة جنوبا، ويستخدمون الدراجات النارية لتحركاتهم وبعض السيارات التى تصلح لمثل هذه الارض، ويملك الإرهابيون خبرة فى تضاريس هذه المنطقة، حيث يضم التنظيم عددا من العناصر المحلية من أهل المنطقة والأدرى بتضاريسها، وهي عناصر انضمت الى التنظيم الإرهابى منذ زمن طويل قتل بعضهم ولم يتبق منهم إلا القليل، ومن يقود عمليات التخطيط والتنفيذ قيادات من خارج سيناء ومصر، ولم تشر المعلومات إلى كيفية وصولهم للمنطقة فى ظل الحصار الأمنى لها من جميع المنافذ. 

من المناطق التى تضم بؤرا إرهابية، حسب مصادر محلية، منطقة عرنوسة جنوب قرية المزار وهى منطقة صحراوية وعرة، يتمركز بها عدد من العناصر الارهابية مهمتها خطف  شباب البدو الذين يشتبه في تعاونهم مع الأجهزة الأمنية، وقد نفذوا ثلاث عمليات إرهابية إحداها قبل شهر رمضان، فخطفوا شخصا من قرية المزار وإلى الآن لم يتم الإفراج عنه، كما خطفوا خمسة شباب من جنوب قرية الروضة وتم الافراج عنهم فيما بعد، وفى أواخر رمضان خطفوا أربعة أشخاص لم يتم الإفراج عنهم حتى الآن.

وكشف مصدر أن تحركات العناصر الارهابية تتركز فى منطقة غرب مدينة العريش وحتى قرية الروضة، ولا يوجد أى تحرك لهم جنوب الروضة، والتى تضم قرى التلول ومصفق وسلمان والسادات ومدينة بئر العبد، والتي لم تشهد أى عمليات إرهابية منذ اندلاع الحرب على الارهاب قبل ست سنوات، ويفسر ذلك بأن من يحرك التنظيم من قوى خارجية وخاصة اسرائيل، هو من يحدد مكان المعركة ضد الدولة المصرية والتركيز على هذه المنطقة بالذات له أسبابه، فهي منطقة خاصة بقبيلة السواركة وخاصة عشيرة الجريرات التى تتعاون بإخلاص مع الأجهزة الأمنية، وكان لأفرادها دور بارز فى مقاومة الاحتلال الاسرائيلى، وأغلب أعضاء منظمة سيناء العربية كانوا من أفراد هذه العشيرة.

وتفيد معلومات أن عدد عناصر التنظيم الإرهابى الموجود جنوب غرب مدينة العريش لايتعدى مائة عنصر قام عشرون منهم بمهاجمة كمين بطل 14 وحوالى 60 عنصرا كانوا متواجدين بالكمين الذى نصبوه على الطريق الدولى ولكن تظل المعلومة مفقودة عن إجمالي عدد عناصر التنظيم الارهابى فى شمال سيناء.

وقالت مصادر محلية للمشهد إن التنظيم الإرهابى يعتمد على عنصر مفاجأة قوات الامن ودائما ما يتخذ من الأكمنة والحواجز الأمنية الملاصقة للمدنيين هدفا، ويتخذ من منازل المواطنين ساترا وتمثل الأعياد الوطنية والدينية موعدا مفضلا لهجماتهم الإرهابية. 

خطة تطهير

يحدثنا أحد الخبراء فى تضاريس المنطقة، عن حل للقضاء على ما تبقى من عناصر التنظيم الإرهابي، وهو القيام بحملات برية مكثفة على الظهير الصحراوى يقودها أفراد من الصاعقة، مع الاستعانة بشرفاء أهل المنطقة، وكذلك المدرعات والاليات العسكرية بغطاء جوى من الطائرات المروحية "الاباتشى" وطائرات إف16 على أن تستمر العملية، حتى تتم عملية التطهير مع الأخذ فى الاعتبار أن تتم عمليات تطهير لجميع مناطق الظهير الصحراوى فى وقت واحد حتى لا تتاح لهم فرصة الهروب.

تطورات الأحداث الأخيرة فى شمال سيناء أدت إلى حالة من الأحباط والخوف لدى أبناء شمال سيناء، حيث أصبحوا بين نارين، نار الخطف من العناصر الإرهابية ونار الاعتقالات على يد قوات الأمن، وهذا أدى لنزوح الأهالى من مناطق الروضة والمزار إلى مناطق بئر العبد الأكثر أمنا، ومنهم من نزح للمرة الثانية من الشيخ زويد إلى المزار والروضة، ومرة أخرى لبئر العبد، وهناك من بدأ التفكير فى الرحيل والنزوح إلى غرب قناة السويس، وأصبح تحرك المواطنين يتم بحذر شديد فى ظل تفاقم بطالة الشباب الذى لا يستطيع التحرك للبحث عن عمل، فالإجراءات الأمنية المشددة على الطرق تثير خوفهم من القبض عليهم بداعى التحرى لأيام وأسابيع وشهور. 

يقول المواطن (ر.م) من قرية الروضة: كنت أقيم فى القرية ونزحت منها منذ أيام، بعد أن ظهرت عناصر الإرهاب بالمنطقة وخطفت عددا من أقربائى، ولان الوضع أصبح غاية فى الخطورة اخترت السلامة أنا وأولادى، واضطررت لتاجير منزل بمدينة بئر العبد، حتى لا نتعرض للخطف أو القتل.

يكمل: والله لايوجد لى أى مصدر رزق ونعيش اليوم بيومه، والحالة الاقتصادية سيئة جدا فى ظل الظروف الامنية التى نعيشها ولا نعلم متى نستيقظ من هذا الكابوس، بعد أن أصبح كل مواطن فى سيناء معرض للخطف والقتل.

يضيف مواطن آخر رفض الإفصاح عن هويته: الوضع فى منطقة غرب العريش حتى مدينة بئر العبد أصبح محبطا ولايطاق، لا توجد أى بارقة أمل في عودة الحياة إلى طبيعتها وازداد الوضع سوءا بعد انتشار الخطف، فقد تتكرر ماساة مسجد الروضة لأن تحرك العناصر الأرهابية بهذه الأريحية وعمل كمين يؤشر الى مصائب قد تحل بالمنطقة، نريد الخلاص من هؤلاء الارهابيين فى أسرع وقت.

مصدر محلى أكد للمشهد أن منطقة الروضة والمزار أصبحت على صفيح ساخن، فالإرهابيون كانوا مختفين منذ عام تقريبا، وبدأت الحياة تسير بشكل طبيعى واستبشر الاهالى خيرا، لكن ظهورهم الأخير بهذا الشكل أعاد المنطقة إلى ماقبل عامين من عمليات تفجير وتفخيخ واستهداف لقوات الأمن بالعبوات الناسفة على الطريق الدولى. 

أم مختطف تتحدث

تمكنت المشهد من لقاء والدة أحد المختطفين، كانت فى حالة يرثى لها، دموعها تغسل وجهها حزنا على ابنها الشاب، بصوت حزين قالت: لم أذق طعم النوم منذ يوم خطف ابني، فى انتظار أن يرحموه ويفرجوا عنه، والله ابنى لاعلاقة له بأى نشاط هو غلبان جدا وشغال فى الملاحات ليصرف علينا بعد أن استشهد والده بمسجد الروضة، ألا يكفى قتل والده وأعمامه فى صلاة الجمعة، ويأتون اليوم ليخطفوه حرام عليهم اطلقوا سراح ابنى بالله عليكم 

وتكمل: لم تجف دموعى على زوجى الشهيد، ياناس حرام والله كل هذا الظلم، أطلقوه وسنرحل من هذا المكان، لا نستطيع تحمل كل هذا الخوف، المنطقة كلها رعب، أفرجوا عن أغلى ما أملك.

تمشيط 

تشهد المنطقة عمليات استنفار قصوى لقوات الأمن، وعمليات تمشيط واسعة للآليات العسكرية على طول الطريق الدولي، وتشهد الأكمنة الأمنية عمليات تفتيش دقيقة ويتم إلقاء القبض أحيانا على عدد من المدنيين بداعى التحريات والكشف عنهم، فيما تواصل قوات الأمن نشاطها بمدينة العريش وتجري تحريات عن بعض المشتبه بهم، كما تنتشر القوات فى شوارع المدينة وتقوم بعمليات محاصرة لبعض الأحياء، خشية تسلل بعض العناصر الإرهابية إلى داخل المدينة التى لم تشهد أى عمليات إرهابية منذ عام نصف.

مبادرة الجريرات: 10 شباب من كل عشيرة للمشاركة في تطهير سيناء

طرحت عشيرة الجريرات بقبيلة السواركة مبادرة فى ظل التطورات الأخيرة، أكدت فيها أن الأمر في غاية الخطورة، ويستدعي تحمل أبناء سيناء هول هذا الحرب مع الجيش والشرطة .. وهذا يحتاج تضافر الجهود وتكاتف الدولة مع الشرفاء من أبناء سيناء لحماية الوطن من أى مؤامرات تسعى لزعزعة استقراره.

وطالبت العشيرة بتضييق فجوة الثقة بين الدولة وأبناء سيناء، التى اتسعت بحسن نية أو بسوء نية، لكنها حقيقة يلمسها أى مواطن وهذا أدى إلى استغلالها من أعداء الوطن. 

وقالت العشيرة إنها وضعت مبادرة بين أيدى المسؤولين فى الدولة والقيادات الأمنية بالمنطقة الشرقية لدراستها وتفعيلها على أرض الواقع لتكون حل للقضاء على الإرهاب، فالحرب الدائرة ليست حربا نظامية وإنما حرب عصابات وشوارع، ولهذا يتطلب الأمر الاستعانه بأهل المنطقة، مثلما تمت الاستعانة بأبناء سيناء فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر تحت مظلة منظمة سيناء العربية.

وترى عشيرة الجريرات أن تتم الاستعانة بشباب سيناء من عشائر القبائل والعائلات فى شمال سيناء حيث تملك الآلاف من الشباب الشرفاء الذين ينتظرون لحظة مشاركة قواتهم والخلاص من الإرهاب ويقدمون أرواحهم فداء للوطن.

وتضم القبيلة "العشيرة - الربع - العائلة" ولهذا من السهل جدا اختيار عشرة شباب من كل عشيرة، ممن تنطبق عليهم شروط  المشاركة، وبهذا نصل إلى أكثر من 500 شاب من الشجعان المخلصين لوطنهم، بحيث يتم تدريبهم لمدة شهر وتوزيعهم على مجموعات، للرصد "قص الأثر وماشابه" ومجموعات  للقتال يتم توزيعها على أنواع الاسلحة.

ويتولى قيادة هؤلاء الشباب قيادة أمنية أو من قواتنا المسلحة تثق فى أبناء سيناء بحكم التجربة وهم كثر، ولنا فى  القادة شهداء الوطن منسى وهارون والكفراوى وغيرهم المثل والقدوة ... على أن تتولى عمليات تنسيق وإعداد عملياتهم أجهزة المخابرات بالدولة .

وأبدت عشيرة الجريرات استعدادها لتقديم 30 من خيرة شبابها لاختيار عشرة منهم. 

وقالت العشيرة إنها تثق فى دعم شباب عشائر وعائلات القبائل فى شمال سيناء الشرفاء لهذه المبادرة مؤكدين أنه سيحدث تدافع من آلاف من الشباب للمشاركة فى هذه الملحمة.
--------------------
شمال سيناء- تحقيق ميداني لـ: عبدالقادر مبارك


    






اعلان