24 - 04 - 2024

الإرهاب في سيناء ...متى يصل إلى نهايته؟ (تحقيق)

الإرهاب في سيناء ...متى يصل إلى نهايته؟ (تحقيق)

- استراتيجيون: العمليات الارهابية في مصر تحتضر لكنها ستظل حاضرة عالمياً 
- الغباشي: استراتيجية مكافحة الارهاب مرنة وتتغير مع الظروف والمعلومات الواردة
- العمدة : الهجمات الإرهابية تراجعت من 500 عملية عام 2015 إلى عمليتين  حالياً
- محمد رشاد: الأهم 
توافر المعلومة التي تمكننا من شن عملية استباقية قبل الهجوم الإرهابي.

استبعد محللون عسكريون واستراتيجيون وضع نهاية للعمليات الإرهابية في العالم كله، وإن كانت عملياته في سيناء دخلت "مرحلة الاحتضار" مع انتهاج الدولة المصرية استراتيجية مرنة في مواجهة الإرهاب تتناسب مع ما يطرأ من تغييرات، مما يؤكد قدرتها على المواجهة على الرغم من أن طبيعة العمليات تختلف عن الحرب النظامية.

ويقول اللواء محمد الغباشي الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الإرهاب في العالم كله لم ولن ينته مهما كانت حجم القوات التي تواجهه، ولكن من الممكن أن يحتضر أو يندثر نسبياً كما يحدث في سيناء الأن، ذلك أن القضاء على الارهاب نهائياً، أمر صعب، إن لم يكن مستحيلا، فقد نجحت القوات المسلحة المصرية، في تطهير العديد من البؤر الإرهابية، والكثير من مراكز الاتصالات والمراكز الإعلامية الخاصة بها.

ويضيف أن المعدات والتجهيزات التي وجدت مع العناصر الإرهابية، لها دلالات واضحة، تؤكد تعاونها مع أجهزة مخابرات دول متقدمة، لما تحتاج له من خبرات تكنولوجية وهندسية عالية ودقيقة، وأيضا رؤوس أموال كبيرة، وهذا مالا يتوافر مع عناصر إرهابية نعرف امكانياتها.

ويرى الغباشي أن استراتيجية مكافحة الإرهاب التي تتبعها الدولة تتمتع بالمرونة، بحيث تتناسب مع المتغيرات التي تطرأ، وإن كانت هناك أخطاء فهى تقع نتيجة طبيعة المواجهة مع العناصر الإرهابية نفسها، ذلك أنه من الصعب أو المستحيل، أن تظل القوات يقظة على مدار الساعة في مختلف أنحاء الجمهورية والتي يتجاوز مساحتها مليون كيلو متر مربع.

كما أن بعض العناصر تمر على القوات المتمركزة عدة مرات، وبتطلب من قوات الجيش بعض السلع الغذائية التي تحملها القوات معها ضمن المؤن، ومشاركة القوات المأكل والمشرب، وفي الليل نسمع عن هجوم إرهابي أو عملية إرهابية ضد القوات من نفس العناصر، وللأسف فإن كشفهم قبل العملية صعب للغاية، لأنهم من سكان المناطق القريبة.

ويتابع: " هناك ايضا ثغرات موجودة لأن هناك آلاف الكيلومترات من السواحل والحدود البرية مع قطاع غزة وإسرائيل، ففي قطاع غزة هناك مسئول بدرجة وزير مسئول عن الأنفاق وعبور الأفراد والسلع الغذائية والأسلحة من وإلى سيناء، وهو من يقوم بتحصيل الرسوم، وهم يعرفون جيدا المدقات، وكيفية المرور من خلال الأنفاق التي تم إنشاؤها أو حفرها في فترة المعزول محمد مرسي، كما أن هناك دولا إقليمية تساعدهم على مدار الساعة، وتسهل لهم طرق الخروج والدخول".

وعن نوعية الأسلحة والعتاد لدى القوات المصرية في سيناء ومدى كفايتها، يقول الغباشي، أن ما تملكه عناصر إنفاذ القانون من أسلحة وعتاد وغيرها يكفي، ولكن المشكلة ليست في حجم الأسلحة، بل في توافر المعلومة التي يجب أن تتوافر قبل القيام بالعملية الإرهابية، حتى تتمكن القوات من القيام بعملية استباقية ضدهم.

ومن جانبه يقول اللواء عادل العمدة الخبير العسكري والاستراتيجي، إن سيناء تشهد حالياً حالة من الاستقرار، وليس كما يدعي البعض، أنها غير مستقرة  أو غير أمنة، ذلك أن العمليات الإرهابية تتم على فترات متباعدة، كما أن نوعية العمليات اختلفت، ويتضح ذلك من خلال حجم العمليات، ففي العام 2015 قامت التنظيمات والجماعات المسلحة، بتنفيذ أكثر من 500 عملية إرهابية، تراجع عددها منذ إعلان "حق الشهيد" و"سيناء 2018"، إلى عمليتين إرهابييتين فقط خلال العام الجاري.

ويضيف أن ما يدفع الجماعات المسلحة للقيام بعملياتها الإرهابية ضد القوات من الجيش والشرطة في سيناء 4 مقومات هي، توقيت العملية غير المعروف، وإختيار المكان غير المتوقع أو الذي يسهل هروبهم منه، وإختيار القوات أو العناصر المستهدفة، والإدارة أي الجهة التي تقوم بتوجيههم

وتستهدف العمليات الأخيرة، ترويع الناس ومحاولة وقف عجلة التنمية، وأيضا ارسال رسالة إلى مموليهم بأنهم موجودون وينفذون الأوامر، حتى يستمر الممول في إرسال المزيد من الأموال.

ويشير الخبير العسكري والاستراتيجي، إلى استراتيجية الدولة في سيناء التي أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال ثلاثة محاور، الأول محور أمني يتمثل في المواجهات المباشرة من خلال المداهمات والمعارك المسلحة، والثاني محور التنمية إذ رصدت الدولة أكثر من 10 مليارات جنيه لتنمية سيناء، بخلاف المشروعات التي يتم تنفيذها من خلال المستثمرين، ورجال الأعمال، والمحور الثالث فكري، يتمثل في تجديد الخطاب الديني، ومواجهة ومكافحة الأفكار المتطرفة"، والرابع الاستراتيجية التي تتمتع بنوع من المرونة للتغيير مع المواقف الطارئة.

ويؤكد اللواء محمد رشاد ، إن عمليات الإرهاب لن تنتهي فهى كالأفعى التي تلدغ وتختفي، وطالما هناك عناصر مغذية للجماعات والتنظيمات المسلحة سيستمر الإرهاب.

 ويوضح أن الاستراتيجية المصرية لمكافحة الإرهاب متغيرة حسب المعلومات الواردة والتغييرات التي تطرأ فجأة، إذ توجد أنفاق لم تكتشف بعد، تم حفرها في عهد المعزول محمد مرسي، ومخازن أسلحة لا تعرف مكانها سوى حماس والعناصر الإرهابية، فضلاً عن من بين الثغرات أن العناصر الإرهابية متحركة وغير ثابتة، مما يصعب مهمة القوات.

ويتابع رشاد أن الأسلحة الموجودة لدى القوات المصرية في سيناء كافية للمواجهة وأكثر، ولكن الأمر ليس في حجم الأسلحة ونوعية الأسلحة، بل في توافر المعلومة التي تمكن القوات من القيامة بعملية استباقية قبل الهجوم الإرهابي.
---------------
 تقرير - رامي إبراهيم






اعلان