10 - 11 - 2024

تجربة ذاتية لمتاعب محاولة تصوير لافتة بأحد شوارع القاهرة

تجربة ذاتية لمتاعب محاولة تصوير لافتة بأحد شوارع القاهرة

ذهبت صباح الأحد 23 يونيو 2019 ومعي كاميرا إلى المتحف المصري، وبعد زيارة المتحف، تذكرت لافتة رأيتها قبل يومين على بوابة الكنيسة الإنجيلية بميدان الإسعاف تدعو إلى مشاهدة مباريات الدورة الإفريقية لكرة القدم أمام شاشة داخل الكنيسة، ومع الدعوة اشتراطات طريفة، وهي الالتزام بالامتناع عن التدخين والألفاظ الخارجة.

توجهت إلى أمام الكنيسة وأخرجت الكاميرا والتقطت صورا فوتوغرافية للافتة الطريفة على الواجهة، وهممت بالانصراف فاعترضني رجال شرطة بملابس مدنية ورسمية، وكأنني ارتكبت جريمة. 

أبلغوني بأن التصوير ممنوع، فقلت لهم:"لا توجد لافتة بأن التصوير ممنوع أو يحتاج إلى ترخيص"، وبدوري أبلغتهم بأنني صحفي، وأطلعتهم على كارنيه النقابة الذي يتضمن عبارة تطلب تسهيل ممارسة المهنة. 

احتجزوا الكارنيه لنحو نصف ساعة، أمضيت منها أقل من 3 دقائق داخل الكنيسة متحدثا مع "أبونا"، عرفته بنفسي وتواعدنا على الأربعاء، أشاهد مباراة معهم وأتحدث عن هذه المبادرة وعن جمهورها.. وهل تشمل الأفارقة وأهالي الحي معا؟. 

وعندما خرجت اعترضني شرطي بملابس سوداء مدنية واظهر سلاحه (رشاش) إلى خصره وقال لي:"صورني"، اندهشت، وأكدت له أنني أصور لافته الكنيسة ليس إلا، ولم آت لتصويره أو حراسة الكنيسة. 

كانت اجهزة اللاسلكي تعمل بين الموقع أمام الكنيسة وقيادات أعلى، وأظهرت لهم الصور التي تقتصر على واجهة الكنيسة وتتركز على اللافته الطريفة، لكن وجدتني مطلوبا في حراسة والكارنية النقابي معهم أمام عقيد شرطة داخل حرم دار القضاء أمام مكتب النائب االعام. 

ودار حوار عبثي مجددا، حوار أطول مع تحقيق عن شخصي، وأين اعمل وأسكن ولماذا أنا هنا؟!. 

وفشل أي إقناع بالمنطق من جانبي بأن منع التصوير أو الحاجة إلى ترخيص من جهة امنية يتطلب لافته تنبه أمام مبني، هو بالاصل صوره موجودة على جوجل ومحل زيارات ويستدعي بمبادراته الطريفة لمشاهدة مباريات الدورة الافريقية المارة والفضوليين، ناهيك عن اهتمام وفضول الصحفيين في ظل ارتفاع تذاكر الاستادات التي لم تعد في متناول جمهور الدرجة الثالثة. 

وطلب عقيد الشرطة وبإصرار مسح الصور من الكاميرا، فوجدت الطلب غير منطقي، ولعلي كنت محظوظا عندما انتهي الأمر بأن توجهت مرة أخرى في حراسة أمين شرطة ومعه كارنيه النقابة إلى داخل الكنيسة لاستئذان"أبونا"، وإن أبلغ العقيد الأمين أمامي بأن يأمر الكنيسة بأن ترفع اللافتة.

 وحين وصلنا إلى داخل الكنيسة استقبلني"أبونا" على نحو مختلف تماما عن المقابلة الأولى قبل نحو ثلث الساعة، طلب مني أن أحذف الصور، وتم ما طلب، ومن جانبي اعتذرت له عن الوفاء بموعدنا الأربعاء.

عندما عدت إلى البيت وفتحت الانترنت وكتبت بحثا في جوجل "الكنيسة الإنجيلية بالإسعاف" ظهرت على الفور مجموعة وافرة من الصور لها.. وأيضا صورة لافتة الدعوة لمشاهدة مباريات الكرة بالدورة الإفريقية. 

والصورتان هنا من شبكة الإنترنت.
-----------------
بقلم: كارم يحيى*
* مساعد رئيس تحرير الأهرم سابقا

مقالات اخرى للكاتب

29 أكتوبر 56: العدوان الثلاثي ومذبحة عمال