26 - 09 - 2024

"فرصة القرن الضائعة" إجماع في الغرب وداخل إسرائيل على فشل مؤتمر البحرين

رأت صحيفة "لوبارزيان" الفرنسية، إن الخطة الأمريكية لضمان السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتي يعدها فريق دونالد ترامب منذ عامين، قد تصبح "فرصة القرن الضائعة"، وفق أصحاب المبادرة الذين سيطر عليهم انطباع الكثير من الشكوك واللامبالاة

ويناقش المؤتمر الدولي الذي افتتح أمس في المنامة الشق الاقتصادي من الخطة، التي باتت تعرف بـ"صفقة القرن". هذا الانطباع وسط شكوك عامة وعدم مبالاة من الرأي العام الإسرائيلي نفسه.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من مشاركة دول الخليج العربي التي شجعت على تمويل الاستثمارات المستقبلية في الأراضي الفلسطينية فإن الغائبين عن المؤتمر في البحرين كثيرون: الأوروبيون والآسيويين والروس، ولم ترسل الأمم المتحدة سوى نائب المنسق الخاص للشرق الأوسط، في الوقت الذي كان فيه أمينها أنطونيو غوتيرس يدعو من نيويورك إلى مواصلة تمويل وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، كطريقة للتذكير بأن واشنطن قد توقفت منذ أكثر من عام عن سداد مدفوعاتها المالية لهذه الهيئة، ولم تعد تعتبرها ضرورية، وهنا يكمن موطن الخلل.

واعتبرت الصحيفة أن غياب الشق السياسي، الذي تم تأجيله، يخلق فجوة كبيرة.

وعلى الصعيد الإسرائيلي انتقد مسؤولون امنيون وخبراء اسرائيليون سابقون مؤتمر البحرين، وانتقد نمرود غورين، مدير معهد Pathways ، والمعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية، "صفقة القرن"، وقال لصحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية "الأمريكيون يحاولون تحفيز الفلسطينيين من أجل السلام ، لكنهم يفعلون ذلك بطريقة غير فعالة، يقدم الجزء الاقتصادي من برنامج ترامب رؤية للازدهار للفلسطينيين ولكن إذا كان الهدف هو خلق حافز للسلام للفلسطينيين من خلال المكاسب الاقتصادية، فهذه ليست الطريقة الصحيحة للقيام بذلك.

واضاف"يتم ذلك بحوافز أخرى ، مثل مبادرة السلام العربية والضمانات الأمنية التي صاغتها إدارة أوباما لحل الدولتين، وفي هذه الحالة يتم التأكيد على الوعود بثمار السلام ورسم صورة مغرية للواقع في حقبة ما بعد الصراع".

وقال غورين "يعتبر الاقتراح الأمريكي من قبل الفلسطينيين محاولة رشوة مهينة تحاول إجبارهم على التخلي عن تطلعاتهم الوطنية مقابل مبلغ كبير من الدولارات، وهو ما قد يزيد من العداء الفلسطيني تجاه الأمريكيين بدلاً من تشجيع الحوار ومفاوضات السلام".

من جهته قال أهارون زئيفي فركش، رئيس المخابرات السابق في الجيش الإسرائيلي: "أعتقد أنه لن يتمخض أي شيء عن المؤتمر في البحرين، وإذا كان هناك شيء مشترك بوضوح فيما يحدث في البحرين، فإن رؤية الرئيس الأمريكي للعالم هي أن ما يمكن أن يحرك الأشياء في هذا العالم هو الرخاء الاقتصادي".

وكذلك قال سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل دان شابيرو "لن يخرج شيء من مؤتمر اقتصادي لا علاقة له بأي خطة سياسية، حتى الدول التي يمكنها تقديم مساعدات مالية وشركات القطاع الخاص لن توافق على الاستثمار في برنامج اقتصادي إذا لم تكن تعرف الخلفية السياسية عن الخطة الاقتصادية، لذلك قرروا البدء بالمؤتمر في البحرين وبسبب الانتخابات في إسرائيل، لا يمكنهم التقدم بالخطة السياسية، على الأقل حتى نوفمبر ".

وأضاف شابيرو "سيتعين عليهم تنظيم مؤتمر آخر ، لعرض الخطة السياسية...حتى الآن ، لم يقل الأمريكيون ما هو الغرض من الخطة، سواء كانت دولة فلسطينية، دولتان ، الحكم الذاتي. هذا يسبب عدم الثقة في الخطة الاقتصادية".