16 - 08 - 2024

هذه طرق تسرب عناصر إرهابية جديدة إلى سيناء.. ومخاوف من نزوح في بئر العبد

هذه طرق تسرب عناصر إرهابية جديدة إلى سيناء.. ومخاوف من نزوح في بئر العبد

تشهد منطقة غرب سيناء تصاعدا فى وتيرة الأعمال الإرهابية منذ ما يقرب من شهرين، وسط مخاوف من وقوع المزيد، خاصة بمنطقة العريش وبئر العبد، كما نعرض طرق تسرب إرهابيين جددا إلى سيناء خلال الآونة الأخيرة.

المعطيات على الأرض مقلقه  للغاية، حيث تشهد منطقة غرب العريش فى الآونة الأخيرة، مزيدا من نزوح الأهالى بمناطق المزار والروضة ومصفق وجعل والجنادل، بعد ان شهدت تلك المنطقة عمليات خطف للمدنيين وتحركات مكثفة للعناصر الإرهابية جنوب الطريق الدولى (العريش - بئر العبد)، وهو ما كانت آخر تجلياته قيام عناصر ارهابية مسلحة بالسطو على مكتب بريد قرية الروضة  شمال سيناء وسرقة اموال مكتب البريد التى قدرت بمبلغ 75 الف جنية تحت تهديد السلاح، حيث يقع مكتب البريد فى وسط القرية وعلى الطريق الدولى، مما أدى إلى حالة من الفزع والرعب فى قلوب اهالى القرية وتجمعاتها، حيث بدأ الأهالى فى النزوح.

وقد اكدت مصادر محلية أن العناصر الإرهابية قامت بعملية السطو على مكتب  البريد مستقلين سيارة لأحد المختطفين لديهم، وتوجهوا إلى حى الرحمن جنوب القرية وقاموا بسلب بعض البضائع من أحد المحلات التجارية بالحى بقوة السلاح، وتوجهوا الى المنطقة الواقعه جنوب قرية الروضة، حيث تشهد تلك المنطقة المسماه بـ " غريف الغزلان " تحركات لعناصر التنظيم الإرهابى.

وحسب شهود عيان ان التنظيم الارهابى قام باغلاق الطريق المؤدى جنوبا الى تجمع غريف الغزلان وقام بوضع لافتة مكتوب عليها "ولاية سيناء منطقة ألغام" مما يشير ان التنظيم الارهابى يستقر بتجمعغريف الغزلان بعد نزوح أهالى التجمع ،عقب عيد الفطر   وكذلك تجمع "المضبعه" جنوب قرية الروضة ،حيث نزح منه الاهالى بعد انتشار بعض العناصر الارهابية وقيامهم بعمليات خطف للمدنيين وهؤلاء أصلا من النازحين من منطقة الشيخ زويد وهو النزوح الثانى لهم 

وفى المقابل قامت قوات الامن بنصب حواجز أمنية جديدة على الطريق الدولى العريش - الروضة منعا لأي أعمال إرهابية قد يتعرض لها المسافرون على الطريق وأحكمت القوات سيطرتها على الطريق الدولى. 

ووفقا للبيانات التى تم نشرها من وزراة الداخلية المصرية، فقد أحبطت قوات الامن هجوما إرهابيا وسط مدينة العريش، أسفر عن مقتل أربعة من العناصر الإرهابية المهاجمة واستشهاد ضابط وسبعة جنود ومدنى واحد، وهى العملية التى استهدفت الحواجز الامنية وسط مدينة العريش فى تطور جديد للأحداث، بعد هدوء أمنى شهدته المدينة فى العامين الماضيين، بالاضافة إلى استهداف الحاجز الأمنى "البطل 14" على الطريق الدائرى لمدينة العريش صبيحة عيد الفطر.

وتصاعدت العمليات الارهابية بعد عملية "البطل 14" لتشهد عمليات خطف للمدنيين على الطريق الدولى وقيام عناصر التنظيم الارهابى بنصب كمين مستهدفة المدنيين المسافرين على الطريق الدولى، وهى العملية الاولى من نوعها ان يتم نصب كمين ليلا، وتمكنوا من خطف عشرة من المدنيين منهما محاميان قبل ان يتم الافراج عن أربعة من المختطفين فيما بعد، وفى نفس التوقيت يتم خطف أربعة من شباب القرية اثناء تواجدهم بمنطقة الملاحات غرب قرية الروضة قبل أن يتم الافراج عن ثلاثة منهم  وتستمر عمليات الخطف ليتم خطف الشيخ محمد ابوقردود شيخ قبيلة الاحيوات ونجله، والشيخ من الشخصيات المؤثرة فى المجتمع السيناوى، وتواصل مسلسل الخطف باختطاف اثنين من قبيلة العيايدة.

وتشهد المنطقة  جنوب شرق مدينة بئر العبد تحركات مكثفة للعناصر الارهابية منذ ذلك الحين، مما يشير أن المنطقة على حافة الخطر، وقد تشهد المنطقة نزوحا جماعيا لاهالى قرية الروضة والمزار وحى الرحمن ومصفق وجعل والجنادل مثلما حدث مع قرى مركز الشيخ زويد ورفح التى شهدت نزوح الالاف من الاهالى بسبب العمليات الإرهابية وعمليات الخطف والذبح. 

وتقول مصادر محلية للمشهد أن الاهالى بمناطق غرب سيناء خاصة المنطقة االواقعة بين قرية الميدان ومدينة بئر العبد فى حالة رعب مستمر، ويخشون أن يحدث لهم ما حدث لمركزى الشيخ زويد ورفح فى السنوات الماضية، حيث اضطر الالاف للنزوح وحدث تجريف الزراعات وتدمير للمنازل واستشهاد المئات من المدنيين على يد العناصر الإرهابية أو نتيجة أخطاء أثناء الاشتباكات 

وأضافت المصادر أن التنظيم الارهابى قام بنقل نشاطه إلى منطقة العريش وغربها، ومنطقة بئر العبد وشرقها، بعد توقف العمليات الإرهابية بمناطق الشيخ زويد ورفح وشرق العريش بشكل كبير، مما يؤكد أن آليات استخبارية خارجية تحركه ولا يتحرك بشكل عشوائى، وأن قيادات التنظيم فى سيناء تعمل على إرباك المشهد فى شمال سيناء بين الحين والآخر، وتختار بعناية المناطق التى يتم استهدافها.

وتظل إسرائيل هى المتهم الأول برعاية العناصر الارهابية ودعمها فى شمال سيناء ، حيث لا تجد أى نشاط إرهابى بمنطقة جنوب سيناء السياحية، التى يزورها الإسرائيليون بشكل مستمر، بالإضافة إلى أن العناصر الإرهابية الجديدة التى وصلت الى سيناء مؤخرا، حسب تأكيدات شهود عيان هي عناصر اجنبية وبينها فلسطينيون وصلوا من سوريا  عبر الأراضى  المحتلة إلى سيناء، حيث يتم استغلال مهربى المخدرات وطرقهم لتهريب العناصر الإرهابية إلى الأراضي المصرية.

ويأتي تصاعد العمليات الإرهابية مؤخرا، بالتزامن مع انطلاق "صفقة القرن" حيث تسعى أمريكا وإسرائيل إلى زعزعة الاستقرار فى سيناء، للضغط على الدولة المصرية للقبول بالصفقة.

وتشير بعض المعلومات غير الرسمية أن عناصر من محافظات مصر تصل إلى سيناء عبر قناة السويس للانضمام إلى التنظيم الإرهابى فى شمال سيناء باوراق ثبوتية مزورة، لأن قوات الأمن على قناة السويس تمنع دخول أي شخص إلى سيناء إلا باثبات أنه من سيناء أو يعطي سببا لذهابه إليها، وقد تمكنت العناصر الارهابية من تزوير أوراق وتصاريح للدخول إلى سيناء عن طريق عصابة خبيرة فى عمليات التزوير.   

فيما يؤكد الخبراء من أهل البادية فى شمال سيناء، أن الوضع يحتاج إلى إجراءات جديدة وخطط مدروسة، لملاحقة العناصر الإرهابية بالظهير الصحراوى والذى يستغله الإرهابيون للاختباء من القوات العاملة بالمنطقة، نظرا لأن المنطقة الصحراواية جنوب الطريق الدولى، وعرة التضاريس ويمكن فيها الاختباء من الطيران الحربى الذى يقوم  بعمليات قصف مستمرة ولكنه لا يحسم المعركة. ويحتاج الأمر إلى الاستعانة بالخبراء من أهل المنطقة لملاحقة العناصر الارهابية برا وجوا وتضييق الخناق عليهم ومحاصرتهم والخلاص منهم، وهذا يحتاج إلى منح الثقة لأبناء المنطقة الشرفاء للمشاركه فى معركة الإرهاب. 

وأفادت تلك المصادر أن تحركات العناصر الإرهابية فى الآونة الأخيرة لا تبشر بخير، فمن خلال التجارب الماضية، فإن تحركاتهم بهذا الشكل ستؤدى إلى كارثة كبيرة، فقد يخططون لعملية إرهابية كبيرة، لا يمكن تحديد مكانها أو موعدها  كما حدث فى هجوم مسجد الروضة الذى راح ضحيته 320 مواطنا. 
-------------------
شمال سيناء - عبدالقادر مبارك