الحضور الجماهيري زين مباريات مصر.. وغاب عن مدرجات البطولة
- اللجنة الفنية بالكاف: مصر دولة تحترم كرة القدم.. استطاعت خوض التحدى في 4 أشهر فقط.

جاء فوز مصر بتنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019، قبل نحو خمسة أشهر فقط من انطلاق البطولة الأكبر قاريًا، بمثابة تحد ضخم، خاضت مصر غماره على مدار الفترة الأخيرة، من تجهيزات على مستوى الملاعب والأمن والتنسيق اللوجستي والبنية التحتية من مواصلات وفنادق إقامة البعثات المشاركة في بطولة «كان 2019».

وعلى الرغم من التحدي الكبير الذي أنجزته مصر فيما يخص عامل الوقت، والذي يكون بالنسبة للحالات العادية ما يقرب من عامين، حيث يكون قد تم تسمية البلد المضيف للبطولة، إلا أن سحب أمم إفريقيا من الكاميرون ومنح مصر حق تنظيمها قبل 5 أشهر فقط، لم يكن التحدي الوحيد، حيث تُعد النسخة الحالية من «كان 2019» نسخة استثنائية، ذلك لزيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 16 إلى 24 منتخبًا، ما يزيد من الصعوبات التي قد تواجه مصر كبلد مضيف.

وعلى خلاف كل التوقعات التي أشارت إلى صعوبة التحدي الصعب الذي تخوضه مصر في استضافة أمم أفريقيا 2019، كونها تمر بأزمات كبيرة، على رأسها الجانب الأمني وحوادث التفجيرات التي تقع من حين إلى أخر، وحرمان جماهير الكرة المصرية من الدخول إلى مدرجات الملاعب على مدار الخمس سنوات الأخيرة بعد حادث الدفاع الجوي الذي توفى خلال عدد من مشجعي كرة القدم، ومن قبلها حادث استاد بورسعيد، الأمر الذي زاد من صعوبة الاختبار المقبلة عليه مصر كون البطولة ستقام على ست ملاعب موزعة على 4 محافظات، تستضيف خلالها عدد كبير من مشجعي كرة القدم خلف 24 منتخبًا مشاركًا في البطولة.

إلا أن حفل افتتاح بطولة أمم أفريقيا 2019 الذي أقيم على إستاد القاهرة الدولي يوم 21 يونيو الماضي، جاء مخالفًا لكل التوقعات، حيث أبهر الحفل العالم أجمع، حيث كان افتتاحاً مذهلاً وتنظيماً يفوق الوصف يسجل لمصر التي اختصروا الوقت وحققت النجاح في بداية رائعة تليق بمكانتها إفريقيا وعربيًا وعالميًا، ذلك بشهادة الصحف والمتابعين خارج مصر.

كما ظهر الحضور الجماهيري في مدرجات إستاد القاهرة في حفل الافتتاح والذي ضم قرابة 70 ألف مشجع بشكل حضاري كبير، توجه المنتخب الوطني بفوز مستحق على زيمبابوي بهدف نظيف، فضلًا عن خلو مدرجات ملاعب أمم أفريقيا الموزعة في محافظات القاهرة التي تضم ملاعب إستاد القاهرة والدفاع الجوي والسلام، ومحافظة السويس (إستاد السويس)، ومحافظة الإسكندرية (إستاد الإسكندرية)، ومحافظة الإسماعيلية (إستاد الإسماعيلية)، حيث خلت المدرجات من أي نوع من المخالفات أو التجاوزات.

خلف كل هذا الاستعداد الضخم من مصر لاستضافة بطولة أمم أفريقيا 2019 سواء على مستوى التنظيم أو الأمن أو البنية التحتية من ملاعب وفنادق ومواصلات، جنود مجهولين، في مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي حرص على متابعة كل التجهيزات على مدار الساعات الأخيرة التي سبقت الافتتاح، فضلًا عن زياراته إلى استاد القاهرة الدولي الذي ضم حفل ومباراة الافتتاح، فضلًا عن زياراته إلى إستاد الدفاع الجوي للاطمئنان على جاهزية المنتخب الوطني المشارك في البطولة.

كما يأتي دور مجلس الوزراء وعلى رأسه الدكتور مصطفى مدبولي الذي ذلل جميع العقبات أمام اللجنة المنظمة لـ «كان 2019» والتي ترأسها المهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة، ويليه محمد فضل مدير البطولة الذي بذل جهدًا جبارًا.

جاء هذا الدعم من مجلس الوزراء الذي كان هدفه في الأساس إظهار صورة مصر الحقيقة، وقدرتها على استضافة المحافل الرياضية العالمية، بالتنسيق من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة.

وكما تُعرف الجماهير المصرية بأنها السند والداعم الأساسي للمنتخب الوطني داخل وخارج مصر، والتي تستحق عن جدارة التتويج بعد ظهورها المشرف بأعداد كبيرة في الدور الأول (دور المجموعات) في مباريات مصر الثلاثة أمام زيمبابوي والكونغو الديمقراطية وأوغندا، حيث حجز منتخب مصر مقعده في الدور ثمن النهائي.

ومن جانبه، أكد اتحاد الكرة أن بطولة الأمم الإفريقية التي تستضيفها مصر ظهرت بشكل حضاري ويعرف العالم بحجم ومكانة مصر الحقيقية، ويفتح الباب لاستضافة أرض الكنانة لأي محفل رياضي عالمي، مشيرًا إلى أن الجماهير المصرية الرائعة تستحق العودة للمدرجات في المنافسات المحلية.

وعلى الرغم من الحضور الجماهيري المصري الذي زين مدرجات مباريات المنتخب الوطني الثلاثة وبأعداد كبيرة، وصلت إلى 75 ألف مشجع في المباراة الواحدة، إلا أن غياب الجماهير عن مباريات المنتخبات الإفريقية الأخرى المشاركة في أمم أفريقيا، لم يكمل جمال المشهد، حيث ظهرت مدرجات مباريات البطولة خاوية، إلا ما ندر في مباريات المنتخب التونسي الذي يلعب في صفوفه فرجاني ساسي لاعب الزمالك والذي لاقي دعمًا كبيرًا من جماهير الفارس الأبيض في مصر، حيث كانت مواجهته الأولى أمام أنجولا كاملة العدد جماهيريًا، فضلًا عن بعض المنتخبات الإفريقية التي حظت بدعم جالياتها الكبيرة داخل مصر. 
---------------------
تقرير - أحمد ناجي