17 - 08 - 2024

هزيمة المنتخب المصري تخلف مرارة في الحلوق وتثير أوجاعا سياسية واقتصادية

هزيمة المنتخب المصري تخلف مرارة في الحلوق وتثير أوجاعا سياسية واقتصادية

عمت حالة من الإحباط الشارع المصري بعد خروج المنتخب الوطني من تصفيات بطولة الأمم الإفريقية المقامة في مصر، بعد هزيمته بهدف وحيد أمام منتخب جنوب إفريقيا الذي تأهل لدور الثمانية بعد أن لعب مباراة جيدة.

وخذل المنتخب نحو 70 ألف متفرج انتظروا ساعات قبل بدء اللقاء في استاد القاهرة وبينهم فنانون ومثقفون ومهتمون بالشأن العام، ولم يبخلوا على المنتخب بالمساندة والتشجيع في المباراة الصعبة.

وكان وزيرا الدفاع والشباب والرياضة قد حضرا المران الأخير للمنتخب في الكلية الحربية في محاولة لشد أزر لاعبيه. إلا أنهم ضيعوا فرحة كان ينتظرها المصريون بالحصول على بطولة رياضية، للتخفيف من وطأة هموم سياسية واقتصادية ضاغطة.

وسرت دعوات إلى إقالة المدير الفني للفريق وحل اتحاد الكرة بعد الهزيمة التي تركت مرارة في حلوق المصريين.

وكانت السلطات المصرية هي الأخرى في حاجة إلى فوز تتغنى به الجماهير، لتنسى القرارات الأخيرة برفع الشريحة الأخيرة من دعم مشتقات الوقود ورفع سعر الكهرباء والغاز ، وهي القرارات التي أدت إلى موجة من ارتفاع أسعار السلع والخدمات تحاول أجهزة الدولة السيطرة عليها لئلا يتضاعف الإحساس بوطأة الإجراءات الاقتصادية.

وأرجع الباحث في علم الاجتماع السياسي د. عمار علي حسن الهزيمة الكروية إلى "الفساد الإداري، متمثلا في سوء اختيار المجموعة التي تمثل مصر في هذه البطولة.
والفساد الأخلاقي حين يتم الدفاع عن لاعب ارتكب خطأ جسيما. والفساد التكتيكي من خلال مدرب سيء لا يحسن إدارة المباراة".
وأضاف أنه "من الطبيعي مع هذا الفساد الثلاثي أن نخرج مبكرا، وبهذه الطريقة"

فيما دعا الإعلامي محمد على خير إلى اقالة اجيري (المدير الفني للمنتخب).. واستقالة اتحاد الكرة.. وعدم تمثيل غالبية لاعبي المنتخب مصر دوليا.. قائلا: "هذا ماينتظره الملايين خلال ساعات..وبعدها تبدا المحاسبة".
وأبدي خير دهشته من أن يخرج الفريق الذي يدربه اجيري من دور الـ 16 رغم أنه.."صاحب أعلي راتب ف كأس الأمم.." بينما يبلغ راتب مدرب مدغشقر ٧ الاف دولار.

فيما علق عمرو بدر رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين بالقول إنه "زمن الهزيمة .. على كل المستويات!!"

وقال المحامي الحقوقي طارق العوضي "أقول لكم سر؟ دي اول مرة في حياتي ادخل إستاد لحضور مباراة.. خذلوني"

وقال الإعلامي فراج إسماعيل إن "المقدمات السيئة لا تؤدي إلى نتائج جيدة. كل المقدمات كانت سيئة وأي نتيجة أخرى غير خروجنا من هذا الدور المبكر كانت ستعني أن الصدفة والبخت يمكنهما أن يجعلا الفاشل ناجحا ، وهذا ضد نواميس الحياة."
وأضاف "لو خرج منتخبنا بعد أداء مقبول لغفرنا له، لكنه للأسف أعطى مؤشرا من أول مباراة بأنه سيخرج بخفي حنين . الاختيارات شابتها المجاملات الفجة، وأجيري نفسه كان اختيارا فاشلا، فهو لا يملك سيرة ذاتية تؤهله لقيادة منتخب كبير، وشخصيته ضعيفة بحيث تطغي التدخلات الخارجية على قراره، فيتم اختيار اللاعبين بناء على رؤية هاني رمزي وأحمد ناجي، وهما يملى عليهما من أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم النافذين".
وأوضح قائلا : "غاب الانضباط عن المنتخب تماما وليس إعادة ربيعة سوى نموذج واحد من بين نماذج كثيرة. وإذا كان الانضباط غائبا عن الاتحاد نفسه فهل نتوقعه من لاعبين غلب عليهم الاستهتار ومحدودية المستوى، فيما تم تجاهل لاعبين أعلى مستوى ومهارات وأفضل سلوكا. إنه بحق أسوأ منتخب في تاريخ مصر، لاعبين وجهازا فنيا وإدارة. قلنا من أول مباراة إنه لا يبشر بخير، لكن البعض خلط الأمور واعتبر الانتقادات أراء سياسية، وحملها فوق ما تحتمله، ومثل هذا الأسلوب لا يعالج أخطاء. لا يجب أن نخدع أنفسنا ونبرر خروجنا المخزي على أرضنا وبين جماهيرنا. لا تبرير والدموع وحدها لا تغسل الأحزان أو الفشل".

وصب الكاتب الصحفي وليد الشيخ جام غضبه ، حزنا على النتيجة فقال: "هزيمة مركبة مستحقة رياضيا وأخلاقيا وسياسيا، بأداء بائس، وتشكيل سيء، ولياقة ضايعة .. لأسوأ منتخب، تحت أسوأ نظام، مصر في أسوأ حالاتها في التاريخ المعاصر!"