- شركات ووكالات الدعاية والإعلان والقنوات الرياضية..أبرز الخاسرين
قدرت مصادر اقتصادية حجم الخسائر الاقتصادية التي نجمت عن الخروج المبكر للمنتخب المصري من بطولة الأمم الإفريقية " الكان 2019" بنحو 367 مليون جنية ( 22 مليون دولار)، جراء تراجع مبيعات تذاكر المباريات، وتوقف الاعلانات التي أعدتها الشركات والتي كانت تتوقع وصول مصر إلى نهائي البطولة.
وخرجت مصر من دور الـ 16 لبطولة كأس الأمم الإفريقية بعدما خسرت 1/ صفر أمام جنوب إفريقيا، لتودع البطولة مبكراً رغم توقعات الكثيرين بوصول المنتخب المصري إلى النهائي.
تراجع الايرادات
وعلى الرغم من أن اتحاد الكرة الإفريقي "الكاف" أكد استمرار اعلانات البطولة بدون أية خسائر جراء خروج المنتخب المصري مبكراً، إلا أنه على المستوى المحلي، قدر الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالمنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، حجم الخسائر المادية الناجمة عن الخروج المبكر للمنتخب المصري بنحو 367 مليون جنيه، بما بعادل 22 مليون دولار.
وأوضح أن سبب الخسارة الاقتصادية، يرجع إلى الإقبال على شراء تذاكر المباريات المتبقية في البطولة من قبل المصريين بعد خروج المنتخب المصري، حيث كان متوقعاً أن تبلغ إيرادات مباريات مصر من دور الثمانية وحتى النهائي 150 مليون جنيه، ( 9 ملايين دولار).
وأضاف أنه من ضمن قائمة الخسائر، ما تتعرض له شركات ووكالات الدعاية والإعلان وكذلك القنوات الرياضية من قيمة الإعلانات التي فقدتها نتيجة خروج المنتخب المبكر، والتي قدرها بـ 150 مليون جنيه أي حوالي 9 ملايين دولار
ووفقا لسعيد، كان من المنتظر أن تحصل مصر على 76 مليون جنيه (4.5 مليون دولار) حال تتويجها بالبطولة الافريقية، مشيرًا إلى المطاعم التي استأجرت مساحات داخل ستاد القاهرة تكبدت خسائر كبيرة، جراء العزوف الجماهيري المتوقع.
خسائر كبرى
ويعد القطاع الخاص الخاسر الأكبر من خروج المنتخب المصري من البطولة، إذ تحركت شركات كبرى لإنتاج مواد إعلانية لتشجيع المنتخب، مثل شركات المشروبات الغازية "كوكاكولا" و "بيبسي" بالشراكة مع "شيبسي"، وأنتجت الأخيرة الاعلان الأكثر نجاحاً وجماهيرية من خلال أغنية "احنا أصحاب البطولة"، شارك فيه العديد من نجوم المنتخب الوطني، ويدعو الاعلان الجماهير إلى دعم المنتخب المصري للحصول على النجمة الثامنة، غير أن الخروج المبكر للمنتخب دفع الشركة لمخاطبة جميع القنوات، بوقف بث إذاعة الاعلان، وترتب على ذلك خسائر مادية كبيرة.
كما أثار اعلان الاعتذار المشترك بين شركة "بيبسي" و "شيبسي" لخروج المنتخب، موجة هجوم شديدة من الجماهير المصرية على الشركتين واللاعبين المشاركين في الاعلان، إذ تم تصوير اعلان الاعتذار قبل أن تبدأ البطولة، وتم تسريبه على مواقع التواصل الاجتماعي لاحقًا بعد خروج المنتخب، وطالب عدد من الجماهير بمقاطعة الشركتين، إلا أن شركة بيبسي تداركت الأمر وأعلنت في بيان لها، أن هذه النسخة تم تحريفها وجاري التحقيق.
وشهدت البطولة قيام شركات بإستئجار محال لإنشاء مطاعم للوجبات السريعة في محيط الملاعب المشاركة في البطولة، بمبالغ كبيرة، للاستفادة من الإقبال الكبير المتوقع من الجماهير المصرية لحضور المباريات ، لكن الخسارة المبكرة وعدم تواجد المنتخب الوطني ترتب عليه عدم حضور الجماهير للملاعب، وبالتالي عدم الانتفاع بتلك المطاعم التي جهزت خصيصأ.
على الجانب الآخر أعلنت شركات الاتصالات، أن حملاتها الاعلانية مستمرة حتى المباراة النهائية في 19 من يوليو الجاري، بحسب ما قال أيمن عصام، رئيس العلاقات الخارجية والحكومية بشركة فودافون مصر، مضيفاً أن حملة الشركة الإعلانية الخاصة بنجم المنتخب ونادي ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، مستمرة باعتبار أن الشركة من الرعاة الرسميين لصلاح الحائز على بطولة دوري أبطال أوروبا مع فريقه الإنجليزي.
وبالنسبة لشركة المصرية للاتصالات، "WE" الراعي الرسمي للمنتخب، قال مسؤول بالشركة إن عرض "هات وخد" الخاص بالبطولة مستمر، حتى بعد خروج الفريق المصري من البطولة. أما شركة اتصالات مصر، فلم تقدم عروضاً خاصة بمشاركة الفريق المصري في البطولة، الأمر الذي يعني عرض الشركة وحملتها الإعلانية مستمرة بشكل طبيعي، بحسب مسؤول في الشركة.
ويرى بعض المحللين أن استمرار إذاعة بعض الاعلانات دون تغيير في المحتوى، ربما تعود لأسباب تجارية تتعلق بمدة عرض الإعلان في التعاقد المبرم مع القنوات، لكن ينظر إليها في الوقت الحالي، على أنها مواد كوميدية.
-------------------
تقرير – عبدالرحمن العربي
