تابعت "مصدوماً" المستوى الرخيص الذي ارتكبه علاء مبارك مع خالد صلاح المعروف دوره منذ زمن مبارك للكافة!!
ولم يعجبني أبدا استخدام علاء تلك الورقة الرسمية ضد خالد، حتى لو كانت صحيحة، ليس لأنها تكشف سرا خاصاً بخالد يتصل بالشذوذ، وهذا أسلوب قذر يلجأ إليه السُوقة وعديمي الضمائر والوعي عادة، وأبسط ما يقال عن هذا التصرف أنه دليل على سلوك علاء ووالده في حيازة مستمسكات على من كانوا يختارونهم لإدارة أمورهم.. فلم يكتفوا فقط بكونهم عملاء لأجهزة ما وتحت سيطرتها، بل يدبِّرُون لهم عورات أليمة ليتم تهديدهم بها وقت اللزوم إذا بدت منهم أية لفتة عصيان، وليروّجوا بأيديهم لكل عمليات الفساد والتخريب التي ترتكبها عصابة مبارك تحت إشراف ولديه، باعتبارها إنجازات، ويغطونها بكل السُبل والضلالات الصحفية والإعلامية عبر منابر كبرى مصروف عليها بسخاء، منحوها لأتباعهم الشواذ.. من دون اعتبار لأن الشذوذ عيباً إلاّ إذا تعارض مع مصالحهم الإجرامية.. أو فضح جانبا من فِعالهم الخسيسة، وإذا لم يمثل خطرا فيجب التكتم عليه..
فلماذا إذن عاد علاء "كبير ناهبي المال العام" لاستخدام تلك المستمسكات المخجلة ضد أحد صبيانه ممن قدموا له خدمات جليلة في عهد والده الذي اختلعه الشعب اختلاعا على مرأى من العالم ورغم أنفه وهو في عز جبروته موصوما بالاستبداد وسرقة أموال الشعب المستأمن عليها..
فهل هذا من حق علاء بعد كل ما فعلوه هو وأسرته؟!
فإذا كان من حقه ارتكاب هذا الفعل المشين للجميع، فقد وجدنا أنفسنا جميعا في حضيض لم نكن نتمنى أن تصل إليه أحوال بلادنا أبدا.. هذا البلد العظيم الذي ظل يُنتج القيم ويُصدّرها للوجدان العربي عبر كتب طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهم العشرات، وغناء أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وغيرهم العشرات، وسينما محمد كريم صلاح أبو سيف وبركات وحسين كمال وفطين عبد الوهاب وعشرات غيرهم، ومحمود دياب ونعمان عاشور وميخائيل رومان وألفريد فرج وعشرات غيرهم، ومحمود سعيد والأخوان وانلي والجزار وصلاح طاهر وعشرات غيرهم، ومجلات الهلال والرسالة واللطائف وغيرها من عشرات المجلات والصحف.. فقد كنا فعلا لقرون طويلة حتى في عصور ضعفنا مقصد جميع الطموحين والموهوبين والحالمين.. وكنا أكبر مصنع ثقافة ثقيلة في العالم الثالث كله.. وانتهى بنا الحال كما رأينا منذ عهد السادات.. وتسارع انهيارنا وتأكد في عهد "أبو علاء الفاسد" حتى بات قادة الثقافة والفن والصحافة من هذا النوع "المبطوح المنبطح" أسير المستمسكات المخجلة من وجهة نظر قادة النهب المنظم والتخريب الدؤوب لمصر العظيمة الذين حطموا قواعدها من أساساتها وتركوها قاعاً صفصفاً ينعق فيه هذا بوم الخرابات.. النهمون للسيطرة واغتنام النواصي.. ونشل الفرص والفلوس.. واطفاء كل مصادر الإبداعات الباهرة.. ونشر الأكاذيب اللجوجة اللحوحة ليقنعوا الناس بالباطل بأن البلد تنعم بأزهى عصور الاستقرار والديمقراطية كما كان يحلو لصفوت الشريف ترديد هذه الجملة الميتة.. وهم يعرفون يقينا أنهم يشاركون جميعا في أكبر عملية هدم وتدمير لمصر بإشراف وتوجيه وعناية ومتابعة واختيار علاء وجمال مبارك بحماية والدهم شخصيا ووالدته المُخربة عديمة الرحمة التي شاركت بقلب بارد في تحطيم مقدرات وصورة مصر، وبسواعد رجالهما الذين مهدوا كل مناحي الحياة لابني الرئيس والهانم وصبيانهما ليُفكّكا كل منظومات الصناعة ويُخرّبا كل المحاصيل والأراضي الزراعية والهيمنة على كل مصادر الثروات ومصادر كل مسارات التجارة.. والاستيلاء على أموال المعاشات.. إجمالي عرق وشقاء سائر عمال وموظفي مصر منذ الستينات إلى لحظة تحويلها للخارج وكأنها أموال مستباحة بلا صاحب..
أبعد كل هذا يجئ كبير الفسدة وسُرّاق أموال الشعب ويحاول إقناعنا أن خالد صلاح غلطان جدا ومجرم لأنه مجرد شاذ.. أي استعباط هذا؟! ألم يكن هو من اختاره بنفسه.. وببطحاته هذه إن كانت صحيحة!!.. وحتى إن كانت صحيحة.. هل هذه النقيصة تساوي كل التخريب والنهب الذي ارتكبه علاء وجمال.. وتحطيم مقدرات بلد بعظمة مصر لأنهما تمتعا، في غفلة من الشعب وبغياب كل أنواع الرقابة، بفرط النفوذ وقوة السطوة وانبطح أمامهم كل رجال الخراب.. واحتميا بجاه ومتصب والدهما الذي عاث فسادا لثلاثة عقود كاملة.. لا شبهة فيها لحسن نية ولا غفلة ولا عدم دراية بشئ.. فقد كان يقبض وحده وبزبانيته على كافة مقاليد الأمور بإرادته المطلقة.. وطاعة كل القلوب والضمائر العمياء..
وبعد هذا كله يجئ علاء ليقنع الناس بورقة كان يحتفظ بها ضمن ملفات لكل أذنابه وخدمه أن انحراف خالد صلاح، إن كان صحيحا، أخطر مما فعله هو وأسرته بمصر؟!
أية مهزلة وملهاة هذه التي يريدوننا ان نصدقها، أو ننجر إليها!!
ومهما بلغ أسفنا على بلدنا العظيم!! سوف ينهض مجددا.. وتعود مصر البهية كبيرة.. نافورة دافقة يستظل بها كل الهاربين من حر الفساد والضياع!!
رغم أنف اللصوص.. سُراق أموال الشعب الحمول.. وبهاء الوطن الحقيقي!! وإن غدا لناظره قريب يا سي علاء!!
---------------------
بقلم: أسامة الرحيمي