30 - 06 - 2024

جمال شعبان لـ" المشهد": سأعيد هيبة "دار الحكمة" ولن تكون بيتاً لـ" البزنس"(حوار)

جمال شعبان لـ

مدير معهد القلب السابق يدخل معركة "نقيب الأطباء" متسلحاً بالمساندة الشعبية
- هذه رؤيتي لوقف هجرة الأطباء للخارج وإعادة الثقة من جديد بين الطبيب والمريض في المستشفيات الحكومية
- تجربتي في معهد القلب يمكن أن تنتقل إلى بقية المستشفيات الحكومية بشرط
- نظام تكليف الأطباء بالعمل فور التخرج غير مقبول ويتعين تغييره
- نقل الخبرات والكفاءات الطبية من العاصمة إلى مستشفيات الأقاليم أمر ضروري


يدخل الدكتور جمال شعبان المعركة الإنتخابية في دار الحكمة على مقعد نقيب الأطباء، مدعوماَ بالمساندة الشعبية التي حظي بها عندما أقالته وزيرة الصحة من منصبه كمدير لمعهد القلب في إمبابة، بعد تجربة ناجحة تمكن خلالها من تحويل أكبر معهد لعلاج أمراض القلب إلى ملاذ آمن لعلاج الفقراء والمحتاجين.

"المشهد" التقت شعبان الذي فاجأ جموع الأطباء بتقدمه للترشح على منصب نقيب الأطباء قبل غلق الباب بساعتين، وأجرت معه هذا الحوار، الذي تناول هموم المهنة، وهجرة الأطباء للخارج، ونقص الكوادر الطبية في المستشفيات الحكومية، إلى جانب تجربته في معهد القلب، وإمكانية نقلها لبقية المستشفيات والمراكز والمستوصفات العلاجية الحكومية.

ظروف الترشح

في البداية يتحدث الدكتور جمال شعبان عن ظروف ترشحه وبرنامجه الإنتخابي..يقول إنه تقدم بطلب الترشح قبل غلق الباب بساعتين فقط، بعد حالة من التردد كانت أسرته رافضة لهذا الأمر، لكنه حسم أمره وفوجئ بمساندة غير مسبوقة من قبل الأطباء.

يضيف:" يجب أن يعلم الجميع أن هذه المهمة صعبة للغاية، وأعلم جيداً اننى سأدخل "عش الدبابير" خاصة وأن ملف الصحة "شائك"، لكنى مهتم بتحسين بيئة عمل الأطباء، وأرى أن هناك مشاكل عديدة فى مصر، سيتم حلها، إذا ما "أصلحت البيئة النفسية" للطبيب الذي يحتاج إلى توفير مكان عمل مريح، إلى جانب الإهتمام بالطوارىء، ليكون هناك نوع من التكافؤ بين منظمات المجتمع المدنى والمستشفيات الحكومية والخاصة.

يضيف شعبان: الحقيقة أني لمست ترحاباً كبيراً من الأطباء في كافة المستشفيات الحكومية والخاصة والعيادات لترشحي على منصب نقيب الأطباء، وذلك خلال جولاتي التي بدأت بالمستشفى الجامعي في المنصورة، إذ أرى أن الأطباء هم حجر الزاوية فى العملية الصحية التى تشمل الأطباء، والأطقم المساعدة مثل الصيادلة، والأسنان، والعلاج الطبيعي، والتمريض الفنيين، والموظفيين والإداريين، وكل هؤلاء يشاركون في تقديم الخدمة الطبية، بيد أن أحوال الأطباء تراجعت كثيراً، ويؤكد على ذلك زيادة الإستقالات الجماعية للأطباء وهجرتهم للخارج، كما أن بعض التخصصات التى يعلن عنها لا يتقدم لها أحد، وهذه ظاهرة جديدة تشهد البلاد.

ثمة مظهر أخر يتمثل في وجود نقص كبير في بعص التخصصات، مثل التخدير، وهناك مستشفيات عديدة قل فيها أطباء التخدير، مثل مستشفي الجلاء للنساء والتوليد أكبر مستشفى حكومي في هذا المجال، إلى جانب معظم مستشفيات الهيئات التعليمية، لذلك أحاول من خلال موقعى اذا قدر لى أن اكون نقيباً للأطباء، أن أسترجع لنقابة الأطباء دورها المنوط به كمنبر وملاذ أمن للأطباء، وكذلك دورها في التدريب والتعليم والشهادة الموحدة، وضمان العقود داخلياً وخارجياً.

تجربة معهد القلب

وعن إمكانية نقل تجربته الإدارية في معهد القلب إلى بقية المستشفيات الحكومية في مصر، يقول شعبان إن تجربة العمل فى معهد القلب، اعتمدت على العنصر الإنسانى، وعلى الجهود الذاتية، إذ تمكنت من الحصول على الكثير من التبرعات لصالح المعهد من مشيخة الأزهر، ورجال الأعمال، بعدما لمسوا الخدمات الطبية التي يقدمها المعهد للمحتاجين، وغير القادرين على تحمل التكلفة العلاجية، وكان الأطباء يبذلون قصاري جهدهم، وأتمنى أن تكشف وزيرة الصحة عن معدلات الأداء في المعهد، بعدما غادرت المكان.

ويضيف:" الشعار الذي رفعته خلال عملي في معهد القلب، كان "الإنسان قبل الورق" إذ كنا نفضل علاج المريض بصرف النظر عن حمله بطاقة الرقم القومي أو تكون البطاقة منتهية الصلاحية، أو ليس لديه تأمين صحي، فالهدف كان "انقذ حياة المريض أولاً" وبعد ذلك إبحث له عن متبرع يتحمل نفقات علاجه، في حال لم توفر له الدولة أو التأمين الصحي تكلفة العلاج، حيث كان لدينا صندوق خاص بالملايين من أموال التبرعات، نقوم بالإنفاق منه على علاج غير القادرين".

ويؤكد شعبان أن تجربة معهد القلب فريدة من نوعها، إذ تغلبت اللمسة الإنسانية عليها، وكان على رأس المنظومة كما يقول طبيب أغلق عيادته الخاصة وتفرغ نهائياً لإدارة المعهد، وتمكن بدعم من زملائه من التصدي لسماسرة المستشفيات الذين كانوا يقومون بسرقة المرضى لصالح المراكز والمستشفيات الخاصة، بهدف الحصول على عمولة عن كل مريض من هذه المستشفيات.

تعهدات للأطباء

وعن دوره كنقيب الأطباء في حال نجاحه، يقول شعبان إن دور النقيب أن يكون ممثلاً للأطباء فى كل شأن صحى أو طبي لدى كافة مؤسسات الدولة سواء داخلياً أو خارجياً، كما أن دوره مهني واجتماعى، وبشأن الدور المهنى، يتعين على النقيب كما يرى أن يحصل على حقوق الأطباء سواء كانت مادية أو معنوية إلى جانب الدفاع عن مصالحهم، فيما يبذل جهوده في الجانب المهنى من حيث توفير التدريب والتعليم المستمر،وأتعهد أن تكون قاعة المؤتمرات داخل دار الحكمة خلية نحل من كثرة المؤتمرات العلمية.

ويتعهد شعبان بتقديم العديد من الخدمات المتميزة للأطباء، إلى جانب العمل على إعادة الثقة بين المريض والطبيب، بعدما انعدمت هذه العلاقة داخل المستشفيات الحكومية كما يؤكد، ويضيف:"المريض يدخل المستشفى ولديه ثقة كاملة في أنه لن يجد اهتماماً من طبيب المستشفي الحكومى، وبمجرد ما يأتى الطبيب للمريض، ويطلب منه الانتظار لدقائق له حتى يتم إخلاء سرير له، تحدث المشاجرة ويتم تكسير أى شيء، وأخرها تكسير قسطرة بمعهد القلب قيمتها  8 ملايين دولار، لذلك سأعمل على إعادة الثقة مرة أخرى فى الطبيب، وإعادة الثقة في "دار الحكمة" لأن تكوت بيتاً للأطباء وليست داراً لـ "البيزنيس والتجارة".

كفاءات العاصمة وهجرة الأطباء

ويؤكد شعبان على أهمية نقل الكفاءات الطبية من مستشفيات العاصمة إلى الأقاليم بهدف تخفيف الضغط على المرافق العلاجية في العاصمة، وكما يقول :" بدأت العمل على حل تلك المشكلة، حيث ذهبت إلى العريش لعمل مركز للقلب هناك، كما نعمل على تطعيم المراكز المتخصصة في دمنهور وشرم الشيخ بخبرات وكفاءات من العاصمة، بهدف تقليل الضغط على مستشفيات القاهرة، ويجب يتم تحريك الكفاءات من القاهرة الى الأقاليم، وعمل فروع لمعهد القلب وغيره من التخصصات فى كل المدن الكبري، ذلك أنه من غير المقبول إستقبال المرضى من كل مكان، وهنا يجب الإشادة بتجربة الدكتور مجدى يعقوب الذي ذهب إلى أبعد مكان وأسس مستشفى عالميا للقلب.

وبشأن ظاهرة هجرة الأطباء للعمل في الخارج، مما يفاقم من حالات النقص الحاد في الكوادر الطبية في المستشفيات الحكومية، يرى شعبان أن السبب الرئيسي الذي يدفع الطيبب للعمل في الخارج، هو هدف مادي ومعنوي، ويضيف:" أقترحت عمل تأمين لمستقبل أوائل الدفعات بدل تكالب الدول الأوروبية عليهم، خاصة وأنهم يعتبرون ثروة قومية".

 ويتحفظ على نظام التكليف المتبع من قبل وزارة الصحة في تعيين الأطباء الجدد، بقوله:"أنا ضد أن يكون التكليف فور التخرج، بل يجب أن يكون بعد الماجستير أو بعد التخصص، حيث يقوم الطبيب بالتدريب والتعلم أولاً ثم بعد ذلك يذهب للخدمة فى بلاد ومناطق أخرى، ذلك أنه لا يعقل أن يجهل الخريج أسماء الأدوية، ولا يعرف كيفية إعطاء حقنة للمريض، ثم يدفع به إلى وحدة ريفية، لذلك أتحفظ على نظام التكليف، ونظام النيابات، والمرتب الهزيل، لأنه يتسبب فى هجرة الأطباء".






اعلان