18 - 08 - 2024

منظمات قبطية تنضم إلى حملة رافضي تهديدات وزيرة الهجرة بـ" قطع الرقبة"

منظمات قبطية تنضم إلى حملة رافضي تهديدات وزيرة الهجرة بـ

وصلت إلى حد تقديم بلاغات وقضايا أمام القضاء الكندي
رزق الله : الهيئة القبطية في كندا تتقدم ببلاغ إلى الشرطة الكندية ضد الوزيرة المصرية
مجدي خليل : الوزيرة أفلتت من المباحث الفيدرالية الأمريكية " حال أطلقت تهديداتها في واشنطن"

انضمت منظمات وجمعيات قبطية في الخارج إلى روابط مصرية أخرى اعترضت على تصريحات وزيرة الهجرة نبيلة مكرم عبيد خلال لقاء مع جمعها مع المصريين في كندا، هددت فيها بـ" قطع رقبة" من يوجه نقداً أو هجوماً إلى مصر، في اشارة قال عدد من أقباط المهجر إنها تقصدهم.

وعلى الرغم من أن الوزيرة بررت "سقطتها" بحسب وصف العديد من المعترضين على حديثها بأنها نزعت من سياقها إلا أن حملة انتقاد واسعة النطاق داخل مصر وخارجها لا تزال توجه إلى الوزيرة، ووصلت في الخارج إلى حد رفع دعوى قضائية ضدها أمام القضاء الكندي، وفي الداخل إلى المطالبة بإقالتها من منصبها الوزاري. 

بلاغات وانتهاكات

وقالت الوزيرة في مؤتمرها الصحفي بكندا الذي حضره حشد من المغتربين المصريين " اللي ينتقد أو يهاجم مصر يستحق أن "يُقطع رقبته" ، ملوحة بيدها إلى رقبتها في إشارة إلى علامة الذبح، التي اعادت إلى الذاكرة ما تعرض له الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في أسطنبول، وهو ما فهمه الكثيرون من إشارة الوزيرة، وأن مصر تسير على نفس النهج مع معارضيها.

وخلال حديثها نفت الوزيرة بشدة أية مزاعم عن اضطهاد للأقباط، مؤكدة رفض القيادة السياسية لمصطلح “أقباط المهجر”، وأن أبناء الدولة في الخارج هم المصريون فقط، نسيج واحد، ووحدة واحدة لا تتجزأ، دون تمييز على أساس ديني أو غير ذلك.

وقالت إنها ستعمل على تشكيل مجموعة عمل، للرد على كافة الشائعات التي تثار عن مصر في الخارج، ونقل المعلومات الحقيقية، وإظهار الصورة الإيجابية الصحيحة عن مصر، مؤكدة أن التشكيك وحرب الشائعات، تتطلب نفس السرعة في الرد عليها وإظهار الحقائق.

وفور انتهاء لقاء الوزيرة بالجالية المصرية في كندا، انتشرت تهديداتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت قيادات أقباط المهجر إن الوزيرة التي تحمل الديانة المسيحية تقصدهم بالتحديد، وهو ما دفع منظمات قبطية إلى التقدم ببلاغات ضدها إلى السلطات الكندية، كما فعلت الهيئة القبطية الكندية التي قال رئيسها الدكتور ماهر رزق الله إنه تقدم ببلاغ الي شرطة كندا ضد وزيرة الهجرة، لما صدر منها من تصريحات تستهدف تزييف الحقائق وتعنت تجاه أقباط المهجر، وتهديدهم بقطع الرقبة، حال التحدث بسوء عن مصر في المحافل الدولية. 

وأضاف رزق الله في تصريحات خاصة، إن وزيرة الهجرة، تناست أنها في منصب سياسي، وأنها قبطية، وهموم الأقباط، وما يحدث للأقباط في مصر علي أيد قوات الأمن والحكومة بشكل عام، من إغلاق للكنائس، وتهجير للأقباط ، والعديد من الجرائم التي تعاقب عليها القوانين الدولية، ووصل الأمر بها إلى أن تهددنا بقطع الرقبة لكل من يتفوه بكلمة عن مصر.

وفي رأي رزق الله أن الرئيس السيسي يتجاهل مظالم الأقباط، وحالة التعنت الشديد الذي يتعرض له الكثير من الأقباط في مصر علي أيدي اشخاص إنعدمت عندهم الانسانية، وسيطرت عليهم روح التعصب والكره لمن يحمل دينا آخر غير دينهم علي حد قوله.

ويتابع أن النظام في مصر يرفض تقديم أية حلول، ويرفض الإستماع إلينا فلماذا نتعاون معه؟ ولماذا نقدم خدمات مجانية لتلميع وجه النظام خصوصاً وأن العالم يعرف بتراجع كبير في الحريات في مصر، وأن هناك ضغوط تمارس علي المصريين لمنعهم من حرية التعبير، فضلاً على التراجع الكبير في قضايا حقوق الإنسان في الوقت الحالي.

وبحسب رزق الله، فإن الأقباط قدموا للنظام كل ما يملكون من أجل الخلاص من الإخوان المسلمين، ودعم ثورة يونيو، وكنا هنا في كندا وفي الخارج عموما، مع غيرنا من النشطاء لسان للثورة في بلادنا، وأستطعنا تغيير الرأي العام الغربي بجهودنا، بل وأستطعنا أن نطلب من كندا دعم الثورة المصرية، ومن قلب البرلمان الكندي، وبعد ذلك كنا ننتظر تحسن في القضية القبطية، لكن لم يحدث شيء.

ويؤكد رزق الله أن الهيئة القبطية في كندا سوف تصعد الأمر دوليا علي تصريحات وزيرة الهجرة التي وصفها بـ" داعش يبعث من جديد في ثوب وزيرة مسئولة".

ويضيف:"  لن نسكت عن الظلم الذي يتعرض له الأقباط في مصر، ولن نهدأ في تحقيق مطالبنا من السلطة المصرية في تعاملتها مع الأقباط، وأن تصريحات الوزيرة تسيء إلى مصر دوليا وتضعها علي قوائم الديكتاتورية". 

عقلية سلطوية

ووجه الناشط القبطي في الولايات المتحدة مجدي خليل، هجوماً علي وزيرة الهجره التي وصفها بـ"القبطية التي باعت دماء الاقباط من أجل الكرسي". ويضيف :" ما قالته الوزيرة ليس عملاً تلقائياً كما يزعم البعض،، وإنما يعبر عن ثقافة تهديد متجذرة فى العقلية السلطوية، وهى تغنى على أسطوانة دولتها السلطوية، وما قالته جريمة تحريض بكل المقاييس".

ويتابع خليل في بيان رسمي:" هناك حالة استباحة من الحكومة المصرية لكندا، نظرا لضعف كندا السياسى، ونظرا لوجود أقباط يسهلون مهمة الحكومة المصرية فى ذلك على حساب وطنهم الجديد الذى احتضنهم، وأعطاهم المكانة والأمان والحرية".
وبحسب خليل، فإنه في حال كانت تصريحات الوزيرة فى أمريكا لجرى استجوابها فى الحال من قبل المباحث الفيدرالية الأمريكية، على غرار ما حدث للحرس الخاص للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما أعتدوا على مظاهرة كردية سلمية فى واشنطن، ذلك أن السلطات الأمريكية لا تتسامح أبدا مع مثل هذه التصرفات الشاذة المجرمة، على حد وصفه.

ويؤكد خليل أن وزيرة الهجرة منذ البداية كما يقول، هو اختراق أقباط المهجر لصالح الحكومة، ونجحت مع بعض ضعاف النفوس الذين يسعون لمصالحهم على حساب القضية القبطية، الأمر الذي يدعونا إلى عزل الخبثاء من بيننا الذين هم دوما فى صف الحكومة التى تضطهد شعبنا، علي حد قوله.
---------------------
كتب ـ طانيوس تمري