29 - 03 - 2024

هل يقبل محمد الباز التحدي؟

هل يقبل محمد الباز التحدي؟

في حلقة 6 أغسطس 2019 من برنامج 90 دقيقة على قناة المحور دعا الزميل محمد الباز مقدم البرنامج 3 من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين إلى تقديم استقالتهم على خلفية انتقاداتهم على حسابتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي لتعامل الإعلام مع حادث التفجير الإرهابي في محيط معهد الأورام.

الباز قال في برنامجه أن 3 من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين وهم "محمد سعد عبد الحفيظ وعمرو بدر وهشام يونس.. واللي من المفترض أنهم مسؤولين عن ضبط المهنة واختبار الزملاء لقيدهم في النقابة، مع ذلك هم من يحاولون إدانة المهنة في مشهد عبثي"، موضحا أن التدوينات تدل على أنهم لم يتابعوا أي شيء عن الحادث وخرجوا لنقد أداء الإعلام، مضيفا "اية الهبل ده"، واعتبر أن انتقادنا للمشهد الإعلامي ولتعامل المنصات الإعلامية مع الحادث "كلام مصاطب".

لم أشاهد الحلقة على الهواء، لكن عددا من الزملاء اتصلوا بي وأخبروني أن "الباز بيشتمكم في برنامجه وبيقول عليكم هبل".. أرسلت إلى الباز رسالة على "واتساب" باعتباره زميلا، وطالبته بعمل مداخلة للرد "زي ما قواعد المهنة بتفرض وبدل كلام المصاطب اللي بيعمله في برنامجه". قرأ الباز الرسالة وتجاهلها، فاتصلت به عسى أن يرد علي، لكنه تجاهل الاتصال أيضا.

شاهدت فيديو فقرة "الهبل"، ووجدت الزميل الباز "حايس"، وبدلا من أن يحلل ما جرى ويطرح الأسئلة المشروعة عن الحادث وملابساته، ويسأل الدولة التي سيطرت على الإعلام في السنوات الأخيرة وتحكمت في محتواه "لماذا تركت المشاهد يبحث عن المعلومة والخبر في قنوات أجنبية؟"، اتبع الباز الطريق الأسهل والأقل تكلفة، فانتقد 3 من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين لأنه يعلم أن هؤلاء لا يملكون عصا الأمن الغليظة ولا يملكون إقالته من موقعه كمقدم برنامج أو رئيس مجلس إدراة الدستور أو أستاذ في كلية الإعلام بالجامعة، وبالطبع لا يتحكمون في المحتوى الإعلامي الذي يقدمه في المنصات التي يعمل بها.

طبعا الباز يعلم كما أعلم من يملك التحكم في الإعلام ومحتواه ومن يراقبه ويفرض عليه الأجندة التحريرية، ويعلم من سبب الكارثة التي وصل إليها إعلامنا، ولا أخفيكم سرا أن الباز ورفاقه في الجلسات الخاصة ينتقدون وبشدة تحكم السلطة في الإعلام، لكن في العلن أكل العيش يحكم.

طيب يا زميلنا العزيز "الباز" أتحداك لو تسطيع أن تستضيفنا أو تستضيف أيا منا في برنامجك على الهواء لمناقشة أزمة الإعلام المصري، ولماذا وكيف أنهار بعد ما سيطرت عليه الجهات التي تعلمها سواء بالشراء أو الإخضاع؟.

أتمنى أن تقبل التحدي ونطرح الأزمة في مناقشة جادة في برنامجك على الهواء، بدلا من "الهبل" الذي أفقد الإعلام المصري جمهوره.
---------------------
بقلم: محمد سعد عبد الحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

تمرد الإمام على ثنائية «الكاهن والفرعون»





اعلان