19 - 04 - 2024

نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق يبدد الشائعات: انفجار روسيا ليس نوويا و"الضبعة"و"براكة"آمنين

نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق يبدد الشائعات: انفجار روسيا ليس نوويا و

د. علي عبدالنبي: 
- حادث 5 أغسطس يخص مفاعلا كيميائيا يعمل بمواد سائلة وبها مواد نووية مشعة وكل الفيديوهات التي نشرتها الميديا الغربية لا تمت للحادث بصلة.
- أقصى مايمكن حدوثه في "الضبعة" انصهار قلب المفاعل، والمواد المشعة لن تخرج ساعتها من وعاء الاحتواء
- الضبعة النووي له معايير أمان خاصة تمنع خروج المواد المشعة خارج المبنى ، ولن تسبب ضررا للإنسان أو البيئة
- الغبار النووي يمكن أن نحمله الرياح والسحب إلى بلد آخر..والحادث الروسي كيميائي في المجال العسكري
- إخفاء روسيا حادث الانفجار الأخير في البداية للحفاظ على زبائنها..  وأمريكا تحاول تشويه الصناعة النووية الروسية
- يمكن للشخص العادي التفرقة بين الانفجار النووي والكيميائي من الشكل، وأقراص اليود الطبيعي هي الملاذ في حالة الاشعاع النووي.

أثار حادث انفجار موقع تجارب عسكرية في روسيا، بالقرب من مدينة سيفرودفينسك في الشمال الروسي، يوم 5 أغسطس الجاري العديد من المخاوف، فرغم أنه أدى إلى وفاة 5 أشخاص، وإجلاء آلاف الأشخاص من المناطق المجاورة، انتشرت أخبار زائفة حول الأمر وضخمته، وكان لهذه المخاوف وقع خاص في مصر التي دخلت شراكة مع روسيا لإنشاء مفاعل الضبعة ، وفي الإمارات التي أعلنت الإمارات عن اقتراب افتتاح مشروع " براكة" النووي، وأن محطتها النووية الأولى ستدخل التشغيل التجاري بنهاية هذا العام، أو مع بداية العام المقبل.

"المشهد" أجرت هذا الحوار مع د. علي عبدالنبي نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، في محاولة لاستجلاء الحقائق.

* بداية، ما الفرق بين المفاعل المصري في "الضبعة" و مفاعل الإمارات "براكه"؟

- الجيل الثالث من المفاعلات تقريبا كله موحد الملامح والصفات الرئيسية، فقد تم الاتفاق بعد الحوادث النووية الثلاث التي حدثت خلال السنوات الماضية (تشرنوبل وثرى مايل آيلاند وفوكوشيما) أن يتم توحيد الصفات الرئيسية حتى تتوحد معايير الأمان النووى فى مفاعلات الجيل الثالث.

مفاعل الإمارات هو صناعة كوريا الجنوبية بقدرة 1400 ميجاوات، وتصميماته نسخة من تصميمات شركة "كومبشن إنجنيرنج" الأمريكية موديل 80+(2 دائرة تبريد).

ووظفت دولة الإمارات طاقما كاملا من خبراء العالم يدير المشروع، بدقة متناهية، ورئيس فريق العمل فى المشروع هو "هانز بليكس"، والذى كان مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل الدكتور محمد البرادعي، وأثناء إدارة المشروع هناك فرصة أن تكتسب الكوادر الفنية الإماراتية الخبرة من الفريق، أما أعمال الصيانة فقد أسندت إلى شركة كورية.

في حين أن مفاعل مصر "الضبعة"VVER-1200، هو صناعة روسية بقدرة 1200 ميجاوات (4 دائرة تبريد)، وهذا المفاعل هو التطور الطبيعى للمفاعلات الروسية من الجيل الثانى بقدرة 440 ميجاوات (6 دائرة تبريد).

الكوادر والعمالة الفنية لإدارة مشروع الضبعة هى كوادر مصرية 100%، ومن المقرر أن تكون كوادر التشغيل والصيانة مصرية 100%. أيضا.

* ما القدرة الإجمالية لموقع " براكه" الإماراتي؟

- القدرة الإجمالية هى 5600 ميجاوات، حيث يضم 4 محطات نووية، وهناك 3 محطات نووية في المراحل الأخيرة من التجهيز للتشغيل.

* ما الفرق بين المفاعل النووي والكيميائي؟

- التفاعلات النووية تتم داخل مفاعل نووي، وهذا المفاعل لا ينفجر مثل القنبلة النووية، لكنه ينصهر، لأن نسبة تخصيب اليورانيوم فى المفاعل النووي حوالى 3% من نسبة تخصيب اليورانيوم المستخدم فى القنبلة النووية، بينما التفاعلات الكيميائية تحدث داخل مفاعل كيميائي والمفاعلات الكيميائية تنفجر.

 ما تأثير الانفجارات الكيميائية، وما نوعية انفجار 5 أغسطس في روسيا؟

- إذا انفجرالمفاعل الكيميائي فسوف تنتشر المواد الكيميائية السامة فى الهواء، وتتسبب فى إحداث وفيات كثيرة، كما حدث فى الهند عام 1984، حيث انفجر المفاعل الكيميائى فى مصنع المبيدات لشركة "يونيون كاربيد" بمدينة بوبال، وانتشر غاز "ميثيل ايزوسيانات" فى الهواء،مما أدى إلى وفاة 10 آلاف شخص خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد وقوع الكارثة.

أما بالنسبة لحادثة روسيا، فقد حدث إنفجار في مفاعل كيميائي يستخدم كمحرك دفع صاروخى، وبه مواد كيميائية سائلة وبها عناصر نووية مشعة.

فروسيا تقوم بتطور صواريخ جديدة، تستخدم فيها مفاعلات كيميائية سائلة لاطلاق الصاروخ إلى الفضاء، كما أن هذا الصاروخ به مفاعل نووى صغير يسمى "مفاعل الكيلو"، ووزنه حوالى 2 طن، ويستخدم فى دفع الصاروخ أثناء طيرانه فى الفضاء الخارجى لعدة شهور.

عموما، أثناء اختبارات التكنولوجيات الجديدة، تكون نسبة الحوادث مرتفعة، ودائما تحدث مشاكل أثناء إختبار أى تكنولوجيا جديدة.

* ما حقيقة الانفجار الروسي؟

- المفاعل الروسي الذي انفجر هو مفاعل كيميائي يعمل بمواد كيميائية سائلة وبها مواد نووية مشعة، ونتيجة الانفجار زاد معدل الإشعاع عن المعدل الطبيعي في منطقة الانفجار واستمر لمدة قصيرة جدا حوالى 40 دقيقة، ثم عاد للمعدل الطبيعي في منطقة الانفجار، فقد ارتفع الإشعاع إلى 2 مايكروسيفرت أي بمقدار 7 أضعاف المعدل الطبيعي، لكن هذه الزيادة لم تصل إلى الحد الذي يبدأ فيه الإشعاع يسبب أضرارا للإنسان وهو 11 مايكروسيفرت.

* هل الحادث يعد في المجال العسكري أم في الاستخدامات السلمية؟

- الحادث كان فى قاعدة عسكرية روسية بحرية، فهو في مجال استخدام الطاقة النووية في المجال العسكري، وهى تكنولوجيا تختلف عن تكنولوجيا المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء، فهو بعيد عن الاستخدام السلمي والمتمثل في المحطات النووية لتوليد الكهرباء.

هل يمكن أن تحمل الرياح أو السحاب التلوث النووي من بلد لأخرى؟

- الغبار النووي الصادر من القنبلة النووية الموجود في شكل فطر عيش الغراب "المشروم"، يتكون من إشعاعات ومواد مشعة من نواتج الإنشطار النووى، ومن مواد من منطقة الانفجار وغازات من هواء منطقة الانفجار.

لحظة الانفجار يكون هناك صوت انفجار شديد، وتتولد موجة ضغط شديدة مع موجة حرارة مرتفعة جدا، وهذا يسبب ارتفاع درجة حرارة الهواء، وتتكون كرة نارية عملاقة من الغازات الساخنة والغبار الساخن، حيث تتحول كل المواد داخل الكرة النارية وكل المواد الملامسة لها إلى غازات. وترتفع الكرة النارية إلى أعلى، وتقوم بسحب الهواء إلى أعلى، وتتولد تيارات هوائية قوية تسحب معها نواتج الانشطار النووى وتسحب معها المواد المتواجدة فى منطقة الانفجار من الأتربة والرمال والغبار وغيرها من الجسيمات الصغيرة، وهذا يشكل جذع سحابة فطر عيش الغراب. وبعد أن تصل كتلة الغازات الساخنة إلى مستوى توازنها، يتوقف صعودها لأعلى، وتبدأ السحابة في التسطح ويتكون شكل فطر عيش الغراب المميز ثم تعود هذه الجسيمات والتى تشععت، والمواد الملتصقة بها النظائر المشعة، إلى الأرض في شكل غبار ذري.

وهناك عوامل كثيرة تؤثر على المدة الذي تستغرقها جسيمات الغبار النووي في الجو، والمسافة التي تقطعها ابتداء من لحظة الانفجار فمن هذه العوامل، حجم الجسيمات، والارتفاع الذي وصلت اليه فى الهواء قبل أن تبدأ في السقوط، ونمط الرياح التي تحمل الجسيمات.

ثم تستقر الجسيمات الكبيرة أو الثقيلة من الغبار النووي بالقرب من المكان الذي انطلقت منه، وتختلف حسب اختلاف الرياح التي تحملها.

 وبصفة عامة، تقل شدة الإشعاع كلما ازدادت مسافة ابتعاد الجسيمات عن مصدر الانفجار. وقد تصل الجسيمات الصغيرة من الغبار النووي إلى الأجزاء البعيدة من العالم بفعل الرياح، حيث تحمل الرياح المتنقلة بعض الغبار النووي، لفترات تتراوح بين عدة أيام وعدة أسابيع.

وإذا ارتفعت كمية من الغبار النووي إلى طبقة الستراتوسفير، فإنها تعود إلى الأرض في فترة تتراوح بين عدة شهور وعدة سنوات.وعلى مستوى العالم كله يوجد محطات رصد للزلازل والاشعاع النووي وتعمل بصفة مستمرة،وإذا وجد أي إشعاع أعلى من المعدل الطبيعى، تبدأ تحليل الأسباب، وقياس شدة الإشعاع واتجاهه، وفى حالة الحوادث الشديدة يتم التنبيه لأخذ التدابير لمواجهة تأثير الإشعاع على الانسان والبيئة.   

* هل تأثير القنبلة الذرية نفس تأثير المفاعل في حالة الانفجار؟

- القنبلة الذرية تصنّع لكى تنفجر، ولهذا فالوقود النووى فى القنبلة النووية مخصب لأعلى من 90%.، وكما هو معروف أن هناك أنواع من اليورانيوم مثل يورانيوم 238 وهو لا ينشطر، ويورانيوم 235 هو الذي ينشطر.

ونسبة اليورانيوم 238 من وزن اليورانيوم الطبيعى هى 99.3%، ونسبة اليورانيوم 235 هى 0.7%. ورفع نسبة اليورانيوم 235 عن 0.7% تسمى عملية التخصيب، وهناك مصانع خاصة لتخصيب اليورانيوم.

والمفاعلات النووية لتوليد الكهرباء تستخدم يورانيوم مخصبا بنسبة تتراح ما بين 2% إلى 5%، ومفاعلات الأبحاث تستخدم يورانيوم مخصبا بنسبة 20%.

وبذلك نجد أن نسبة تخصيب اليورانيوم المستخدم فى تشغيل المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء صغيرة جدا جدا، وهذا هو السبب الرئيسى فى عدم انفجار المفاعل النووى.

 لكن فى حالة حدوث حادثة شديدة، وهى توقف تبريد الوقود النووى فى قلب المفاعل، فيؤدى ذلك إلى انصهار الوقود النووى فقط.

كما أن القنبلة النووية الاستراتيجية تستطيع تدمير مدينة بالكامل وتحدث وفيات بين البشر بمئات الألاف، وتدمر كل ماهو موجود من الأحياء "حيوان وأسماك وطيور ونبات" وخلافه.

أما القنبلة النووية التكتيكية، فتستخدم فى المعارك الحربية، وتستطيع انهاء معركة حربية فى ثوانى معدودات، من خلال تدمير وافناء أفراد ومعدات العدو فى التو واللحظة، وهى محدودة التأثير.

أما فى حالة المفاعلات النووية، فأقصى ما يمكن حدوثه هو انصهار لقلب المفاعل وانفجار فقاعة الهيدروجين، وتنتشر المواد المشعة فى الهواء، كما حدث فى كارثة تشرنوبل فى عام 1986 ، وكان عدد الوفيات نتيجة الإشعاع هو 53 شخصا.

 وحادثة فوكوشيما ف عام 2011 ولم تتسبب الحادثة فى وفيات نتيجة الإشعاع. وإذا كانت الجزيرة النووية داخل وعاء احتواء، فلن تنتشر المواد المشعة فى الجو، وسوف يتم امتصاص فقاعة الهيدروجين بأجهزة معدة لذلك، كما حدث فى حادثة "ثرى مايل آيلاند" بأمريكا عام 1979، ولم تتسبب الحادثة فى وفيات من البشر ولم تسببت فى أضرار للبيئة.

* انتشرت مخاوف من مشروع الضبعة النووي عقب الانفجار الذى حدث فى روسيا، فهل المخاوف في محلها؟

- محطة الضبعة النووية من الجيل الثالث المتقدم، ولها معايير أمان خاصة بها. فالمبنى الخاص بالمحطة النووية وهو ما يسمى بوعاء الاحتواء يستطيع تحمل سقوط طائرة وزنها 400 طن وتسير بسرعة 150 مترا في الثانية، كما أنه يتحمل موجة تسونامي بارتفاع 14 مترا، ويتحمل زلزالا بقوة 8 ريختر، ويمكنه أبضا تحمل الفيضانات الكبيرة المدمرة، والرياح الشديدة، والانفجار الداخلي. وعند وقوع أقصى حادثة وهى انصهار لقلب المفاعل، فالمواد المشعة لن تخرج خارج وعاء الاحتواء، ولن تسبب ضررا للإنسان أو البيئة، والخسائر ستكون اقتصادية فقط.

* كيف يقي الإنسان نفسه في حالة وجود تسرب إشعاعي؟

اليود هو من المغذيات الحيوية الصحية المناسبة في جميع مراحل الحياة فهو ضروري من أجل أداء سليم للغدة الدرقية وهو ضروري للنمو الجسدي والعقلي، كما أن اليود هو أكثر ما تحتاجه الغدة الدرقية، فهو يساعدها على العمل ويحميها من التضخم ويحثها على إفراز الهرمون الخاص بعملية ايض الدهون وهرمونات الغدة الدرقية يتم نقلها إلى مناطق مختلفة في الجسم، وأي خلل يحدث في عمل هذا الهرمون يؤثر على أداء الجسم عموما كل خلية، كل نسيج أو عضو بحاجة إلى هرمونات الغدة الدرقية، التي تساعد الجسم في استغلال الطاقة، والحفاظ على الحرارة ونشاط سليم للدماغ، والقلب، والعضلات وأعضاء أخرى.

واليود الموجود في الطبيعة اسمه يود "127" وهناك يود ليس طبيعيا وهو صناعى ومشع، وهو يود "131"، ويظهر في التفاعلات النووية والانفجارات النووية، ويمكن استنشاقه أو ابتلاعه مع الأكل والشرب.

والغدة الدرقية لن تفرق بين اليود الطبيعي والصناعي، لذلك إذا حدث انفجار يجب أن يتوجه الشخص إلى الصيدليات ويحصل على أقراص يود طبيعي يبتلعها حتى تكتفي الغدة الدرقية من حاجتها من اليود وعندما ينتشر اليود الصناعي المشع(131) فلا تمتصه الغدة الدرقية وترفضه لأنها مكتفية بنسبة اليود الطبيعى بها والذى تشبعت به.

* هل إخفاء روسيا حقيقة الأمر في البداية سبب الشكوك في نوع الانفجار؟

- روسيا أوضحت الأمور بعد السيطرة على الموقف حتى لا تخسر ثقة زبائنها في المحطات النووية.

والأقمار الصناعية الغربية تستطيع التصوير بدقة تصل إلى 5 سنتيمتر مربع، ولو كانت الحادثة كارثة، لنشر الغرب وأمريكا الصور، كذلك كانت الوكالة الدولية للطاقة النووية في فيينا ستصدر بيانا وتقريرا خاصا بالأمر.

اليوم روسيا هى الدولة المتصدرة للسوق العالمي في بيع المحطات النووية، ونجحت في إزاحة أمريكا من تصدر قائمة المصدرين، والحادث كان فرصة لأمريكا وللميديا الخاصة بها لتشويه سمعة الصناعة النووية الروسية. وكل الفيديوهات التي نشرتها الميديا الغربية لا تمت للحادث بصلة.

* كيف للشخص العادي أن يفرق بين الانفجارات النووية والكيميائية من شكل الانفجار؟

- الانفجارات النووية لا يتصاعد منها دخان أسود، فالدخان الأسود خاص باحتراق المواد الأحفورية كالغاز والبترول والفحم.والانفجار النووي ناتج عن انشطار نووى سريع جدا، وهذا يسبب ارتفاع درجة حرارة الهواء، وتتكون كرة نارية من الغازات الساخنة والغبار الساخن، حيث تتحول كل المواد داخل الكرة النارية، وكل المواد الملامسة لها، إلى غازات ودائما هذا يعطي دخان لونه فاتح.

 والانفجار النووى يسبب موجات ضوء عالية جدا وموجات حرارة وضغط ومجموعة من الإشعاع والمواد المشعة.

أما الانفجار الكيميائي يكون عبارة عن عمود من الدخان، لونه يتوقف على المادة الكيميائية المشتعلة، ودائما لونه أسود.

ولو كان الانفجار الكيميائى شديدا، فسوف يظهر فى صورة فطر عيش الغراب، كما يظهر فى حالة انفجار القنبلة الذرية.

* ما الفرق بين الحوادث النووية الثلاثة في أمريكا وروسيا واليابان؟

- الحوادث الثلاث متشابهة سواء ما حدث في أمريكا عام 1979، أو حادث تشيرنوبل في روسيا عام 1986، أو حادث اليابان عام 2011، لكن الفرق أن حادث أمريكا لم ينفجر عكس الآخرين، والسبب في ذلك وجود وعاء الاحتواء.

 أقصى شئ يحدث في المفاعل هو أن تتوقف مياه التبريد عن تبريد الوقود النووى. فعند توقف التبريد فسترتفع درجة حرارة الوقود النووى وينصهر، ويتحول إلى ما يشبه الحمم البركانية.وفى حالة انصهاره، فهناك احتمال أن يصل إلى باطن الأرض ويؤثر على المياه الجوفية.ولتجنب ذلك، فمفاعلات الجيل الثالث جهزت بوعاء احتواء وبلاقط لقلب المفاعل، فعندما ينصهر قلب المفاعل يسقط فى لاقط قلب المفاعل، ويصبح اللاقط عبارة عن حضانة للوقود المنصهر وتتم عمليات التبريد للوقود داخل هذه الحضانة.

فى أمريكا وعندما انصهر قلب المفاعل، تكونت فقاعة هيدروجين، ولم تنفجر، نتيجة وجود وعاء احتواء، بينما فى روسيا واليابان لم يكن لديهم وعاء احتواء بهذا المفهوم، فقد كانت المفاعلات النووية داخل مباني عادية، وبذلك فقد حدث انفجار نتيجة تكون فقاعة الهيدروجين، وبمجرد تعرضها للهواء، اشتعل الهيدروجين وحدث انفجار، وتدمر مبنى المفاعل نتيجة هذا الانفجار، وشوهدت النيران ترتفع لأعلى.
---------------------------
 حوار - منار سالم






اعلان