30 - 06 - 2024

خبراء عسكريون: الحل في اليمن "عربي – إيراني"

خبراء عسكريون: الحل في اليمن

إنسحاب الإمارات وإنقلاب الجنوب يغيران موازين القوى 
- سالم: القوات الجوية لم تحسم المعارك.. والتحالف لا يستطيع التدخل بريا
- الغباري: حكم الرئيس اليمني لبلاده من الخارج يظهره في موقف التابع
- رشاد: الأزمة الحقيقة تكمن في بدء عاصفة الحزم دون أفق سياسي

اجمع خبراء عسكريون مصريون على أن حل الأزمة اليمنية سيظل عربيا إيرانياً، بعدما فشلت قوات التحالف على مدار السنوات الخمس الماضية في حسم المعركة برياً على الأراضي اليمنية، واستمرار الميلشيات الحوثية في ضرب الأهداف السعودية.

وقال ثلاثة من أبرز الاستراتيجيين المصريين، إن عدم حسم المعركة حتى الآن يحتم على جميع الأطراف الجلوس إلى مائدة المفاوضات التي يتعين أن تجمع الدول العربية أو الخليجية مع إيران التي باتت طرفاً أساسياً، وذلك للوصول إلى حل.

وتسارعت وتيرة الأحداث في اليمن خلال الأسابيع الماضية، وتغيرت موازين القوى على الأرض، بعد أن تمكنت ميليشيا الحوثي من تهديد المنشأت الحيوية والاقتصادية والمدنية السعودية، واستهدافها بصواريخ باليستية استطاعت الحصول عليها بدعم إيراني، إضافة إلى قيام المجلس الإنتقالي الجنوبي في العاصمة المؤقتة "عدن" بالسيطرة على القصر الرئاسي في "معاشيق"، وكذا المقرات الحكومية بواسطة قوات الحزام الأمني الموالية له، مما دفع السعودية لدعوة الأطراف المتنازعة للحوار في الرياض.

وما حدث في العاصمة المؤقتة، يكشف تغييراً واضحاً في موازين القوى على الأرض، وأظهر ضعف حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يحكم بلاده من الخارج، إضافة إلى التغيير الذي طال اتجاهات بعض القبائل.

يقول اللواء نصر سالم الخبير العسكري والاستراتيجي، إنه لا سيادة على الأرض للقوات الجوية، ومن المعروف أن السيادة على الأرض في كل العلوم العسكرية تكون للقوات البرية، وهذا ما لم يتحقق في ظل عاصفة الحزم أو للحرب الذي يقوم بها تحالف دعم الشرعية في اليمن، ضد ميليشيا الحوثي، لذلك يستمر الحوثيون في السيطرة على الموقف، لأنهم هم من يسيطرون على الأرض.

ويضيف، أن الحلول التي يجب أن تتبعها السعودية للخروج من الأزمة أو المأزق الحالي، تتضمن عدة عناصر، أهمها الضغط على الحوثيين، ودفعهم إلى طاولة المفاوضات، وتضييق الخناق على إيران من خلال الحلفاء للجلوس إلى طاولة المفاوضات، كما أن الحل للأزمة في اليمن يجب أن يكون "عربياً إيرانياً " من خلال دعوة يوجهها الملك سلمان للرئيس الإيراني بزيارة السعودية.

ويتابع أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، بعد قيام المجلس الانتقالي الجنوبي بالسيطرة على قصر الرئاسة، وبعض المنشأت التابعة للجيش الوطني اليمني، زاد الموقف صعوبة وتعقيداً، خاصة وأن الموقف أظهر ضعف حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وفتح مجال للحوثيين في المواجهات.

ويرى اللواء محمد الغباري الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الإنسحاب الجزئي أو التدريجي للإمارات من اليمن، جاء بعد قيامها بتدريب عدد كبير من المقاتلين اليمنيين، حيث أرادت أن تحفظ لنفسها التوازن في علاقتها بدول الجوار أو دول المنطقة، إضافة إلى أن الأحداث هناك بدأت تظهر أن ما تقوم به السعودية والإمارات يمثل غزوا لدولة أخرى، فأرادت الإمارات أن تخرج حتى لا تعتبر أو توصف بالدولة الغازية.

ويضيف أن طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للدعم من خارج الحدود، يشجع الأطراف المتحاربة على التمادي وطلب ما هو أكثر مما يتوقع، لأن وجوده خارج البلاد باستمرار والحكم من السعودية يظهر ضعفه، ويؤكد أن هناك سيطرة عليه من السعودية، وبالتالي يفقد الجميع الثقة في حلوله، معتقدين إنها حلول مطروحة من الملك سلمان.

وحول جملة الرئيس اليمني التي قالها في بيانه الأخير، "نسعى لبناء اليمن الاتحادي الجديد"، يوضح الغباري أن هذه الجملة نطق بها الرئيس اليمني استنادا إلى الدستور اليمني، وهى الجملة التي قسمت اليمن إلى 6 أقاليم، وهو يدرك أن اليمن يتجه إلى حكم فيدرالي، مؤكدا أن الحل الوحيد في اليمن هو جلوس الجميع على طاولة المفاوضات.

غياب الأفق السياسي

من جانبه يرى اللواء محمد رشاد رئيس مركز الوعي العربي للدراسات الاستراتيجية، إن أزمة اليمن الحقيقية جاءت، بعد دخول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وانطلاقة عاصفة الحزم دون أفق سياسي واضح ومحدد، يمكن البناء عليه خلال الجلوس على طاولة المفاوضات،

ويتفق مع الآراء السابقة في أن إنهاء الأزمة في اليمن يبدأ من أفق سياسي "عربي إيراني أو خليجي إيراني" من خلال محادثات مباشرة بين الدول العربية الداعمة للسعودية وبين إيران، لأن الاسلوب السعودى لن يحسم الصراع، ولن يحقق أي نتائج إيجابية.

ويتابع  أن السعودية بدأت عاصفة الحزم في اليمن، قبل انعقاد القمة العربية بيوم واحد لوضع الدول العربية في مواجهة الأمر الواقع السعودي، مما أحرج الدول العربية ودعاها للانضمام للتحالف، دون الاتفاق معها، على كيفية الدخول في المعركة أو وضع أفق أو ثوابت سياسية يمكن الحل من خلالها.

والمؤكد كما يقول أن الغارات الجوية علي الحوثيين في اليمن، لن تحقق النتائج المطلوبة، لأن القوات الجوية لا تحسم المعارك بل تمهد، وتحسمها في نهاية المطاف القوات البرية، وهذا مالم تستطع فعله السعودية، بالدخول البري في اليمن وهذا ما يصعب مهمتها لأنه يجب أن يكون هناك نتائج عسكرية ضاغطة علي الحوثيين للتفاوض.

 ويشدد على أن أن طول أمد الحرب يمثل خسارة كبيرة للسعودية واليمن، على عكس الحوثيين الذين ليس لديهم ما يخسرونه.

وكانت الإمارات أعلنت عن سحب جزء من قواتها المشاركة ضمن قوات تحالف دعم الشرعية، وقال مسؤول إماراتي، في تصريحات له "ما حدث هو عملية إعادة انتشار للقوات الإماراتية في اليمن، من أجل دعم المسار السياسي".

 وأضاف المسؤول الاماراتي: "لدينا خطة لإعادة الانتشار في اليمن، من أهدافها الرئيسية إعطاء دفعة أقوى للعملية السياسية، وإنجاحها من أجل إحلال السلام في اليمن، إضافة إلى إفساح المجال للقوات اليمنية لتستلم زمام الأمور على الأرض".

وقال إن الإمارات، تشرف على تدريب نحو 90 ألف عسكري يمني، باتوا يشكلون اليوم قوة على الأرض، ضمن قوات الشرعية اليمنية، التي أثبتت جدارتها وقدرتها على تولي المسؤولية وحفظ الأمن في المناطق المحررة، وخاصة في محافظة الحديدة، إلى جانب قوات التحالف العربي.

الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وصف ما قام به المجلس الانتقالي الجنوبي بأنه استهداف لمؤسسات الدولة ومعسكراتها ومقراتها الامنية بما يهدد وحدة وسلامة واستقرار الوطن و بما يخالف أهداف التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة مشروع التمدد الإيراني في المنطقة، داعياً أبناء اليمن إلى الوقوف خلف القيادة الشرعية ومؤسسات الدولة الرسمية ورفض كل مشاريع التمزيق والتقزيم والتشرذم.

وقال إن أبناء الشعب اليمني يتوقون للخلاص من الانقلاب الحوثي الإيراني والسير نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد.

واكد الاجتماع على استمراره في متابعة تنفيذ ماتم الاتفاق عليه مع السعودية قائد التحالف العربي لدعم الشرعية بإنهاء التمرد وعودة الامور الى نصابها، من خلال انسحاب الميليشيات المتمردة من كل المؤسسات والمواقع والمعسكرات وعودة القوات الشرعية إلى مواقعها في العاصمة المؤقتة عدن وكذا عودة الحكومة وكل المؤسسات للعمل من داخلها لخدمة المواطن اليمني.
---------------
تقرير - رامي إبراهيم







اعلان