19 - 04 - 2024

تشكيل الحكومة التونسية الجديدة مهمة صعبة وترجيح مستقل لرئاستها

تشكيل الحكومة التونسية الجديدة مهمة صعبة وترجيح مستقل لرئاستها

 الانتخابات التشريعية تعيد "النهضة" للصدارة رغم خسارتها 

أعادت الانتخابات التشريعية بتونس التي أجريت الأحد الماضي حزب حركة النهضة الإسلامي الى الصدارة بعد أن جاء أولا، وأصبح مدعوا لقيادة جهود تشكيل الحكومةالجديدة، لكن الحزب الذي يعلن أنه يتبنى الحداثة ويقطع مع الإسلام السياسي وميراث جماعة الإخوان المسلمين واصل خسارة شعبيته استحقاقا انتخابيا تلو آخر. كما يواجه مهمة بالغة الصعوبة في تأليف حكومة تحظي بثقة أغلبية برلمان جديد لا تتجاوز أكبر كتله النيابية نسبة العشرين في المائة من المقاعد ، كما توقع تحليل نشره موقع " المشهد " الإلكتروني 21 سبتمبر الماضي.

 وتتجه الأنظار الى مشاورات أبرز أحزاب البرلمان الجديد وتصريحات "جس النبض" التي تصدر عنها بشأن الاستعداد للمشاركة في حكومة ائتلافية جديدة وشروطها، خصوصا وأن أبرز الكتل في البرلمان الجديد انخرطت في تصريحات عدائية خلال الحملة الانتخابية. وترقبا لاعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية بحلول أمس الأربعاء والنتائج النهائية بعد نظر الطعون واسقاط القائمات المخالفة قبل 13 نوفمبر المقبل، اظهرت استطلاعات الرأي والنتائج الجزئية حصد حزب النهضة لنحو عشرين في المائة من الأصوات الصحيحة مايرشحها للفوز بما بين 40 و 50 مقعدا من اجمالي 217، وفق حسابات معقدة لبواقي الأصوات تجريها الهيئة. وعلما بأن كتلة النهضة كانت تتكون من 68 نائبا. وجاء تاليا "قلب تونس" الحزب الجديد لرجل الأعمال المحبوس متهما بقضايا فساد مالي "نبيل القروي"، والذي ينافس المرشح المستقل أستاذ القانون "قيس سعيد" في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الأحد المقبل. وقد حل " قلب تونس" ثانيا بنسبة نحو 16 فيالمائة من الأصوات ما رشحه لحصد مابين 33 و 40 مقعدا. وتنافس على شغل مواقع الكتل الثالثة والرابعة والخامسة في البرلمان الجديد ائتلاف الكرامة (قائمات مستقلة) بقيادة سيف الدين مخلوف والتيار الديمقراطي لمحمد عبوو الحزب الدستوري الحر لعبير موسى. ولكل منها نسبة تقارب السبعة في المائة من الأصوات الصحيحة وما بين 16 و 22 مقعدا. كما حقق حزب حركة الشعب الناصري العروبي تقدما لافتا فحصد نحو 5 في المائة من الأصوات و15 مقعدا بعدما اقتصر تمثيله في البرلمان السابق على 3 نواب فقط عن 1,3 في المائة من الاصوات حينها.  ولم يستطع حزب رئيس الحكومة يوسف الشاهد "تحيا تونس" إلا أن يحصد نحو 6 في المائة من الأصوات ما يعني احتلاله لمقاعد اقل. كما منى حزب نداء تونس الذي أسسه الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي وحل أولا في انتخابات 2014 بـ 86 مقعدا بهزيمة ساحقة تجهز عليه تماما، وذلك بعد سلسلة انشقاقات متوالية. ولم يحصد هذه المرة ـ وكما كان مرجحا قبل اعلان النتائج الأولية ـ إلا على مقعد وحيد. لكن العديد من نوابه في البرلمان السابق يعودون عبر كتلتي " قلب تونس" و"تحيا تونس".

 وحققت المشاركة في الاقتراع أدني نسبة لها بعد ثورة 2011 بنحو 41 في المائة، وبانخفاض 28 نقطة عن انتخابات 2014 التشريعية . إلا أن نبيل بفون رئيس هيئة الانتخابات دافع مساء الإثنين الماضي في مؤتمر صحفي عن هذه النسبة قائلا :"انها لا تخرج عن المعدلات السائدة في الدول الديمقراطية، بما في ذلك الراسخة المتقدمة". وكان في تصريحات سابقة قد حمل المسئولية بالأساس عن هذا الانخفاض الكبير وعزوف الشباب للأحزاب والحياة السياسة والاخفاق عن الوفاء بالوعود وبمطالب الثورة في العدالة الاجتماعية، وعلى الرغم مما تحقق فعليا من مكتسبات علي صعيد الحريات.  
------------------------
تونس ـ كارم يحيى 






اعلان