17 - 07 - 2024

إيقاع مختلف| اتحاد الكتاب العرب يعود إلى مصر

إيقاع مختلف| اتحاد الكتاب العرب يعود إلى مصر

الحقائق الحضارية لا تكذب، والحضور الثقافى المصرى فى أمتها العربية أسطع من أن يحتاج إلى دليل، وهو حضور يتأكد بالغياب بأكثر حتى مما يتأكد بذاته، فحين يغيب الدور المصرى لأى ظرف طارئ عابر، فإن فراغاً هائلاً يظل موجوداً، يقول بأن مصر مكانها لا يملؤه سواها.

هذا هو قدر مصر، وهو قدر الأمة أيضاً، دون أى قدر من الشوفينية أو العنصرية أو الانحياز.

فلتكن بغداد عاصمة للقصيدة العربية، ولتكن الرباط عاصمة للنقد الأدبى العربى، ولتكن الرياض عاصمة لتحقيق التراث، ولتكن الجزائر عاصمة للرواية العربية، ولتكن كل عاصمة عربية عاصمة للون من ألوان الإبداع أو الفكر أو القوة الناعمة، على أن تظل القاهرة دائماً عاصمة للعواصم العربية.

منذ  أيام قلائل، أثبت المبدعون العرب مجددا التفافهم حول مركزية الدور الثقافى المصرى، فاختاروا مجمعين رئيس اتحاد كتاب مصر الأديب الدكتور علاء عبد الهادى، ليرأس اتحاد الكتاب العرب، فكان الإجماع الكريم على اختياره أميناً عاماً لاتحاد الكتاب العرب، آية جديدة من آيات الإجماع العربى على أن الحضور الثقافى المصرى لا يمكن أن يعتريه الغياب.

هى مناسبة لأن نحيي هذا الإجماع العربى، ونقدر الدور المهم الذى لعبه الشاعر الإماراتى الراحل، حبيب الصايغ، على مدى سنوات قيادته لهذا الاتحاد.

ولا أظننى أبالغ إذا قلت إن حبيب الصايغ يفوق فى محبته لمصر ومعرفته يقدرها بعضاً من المصريين.

استمع إذا شئت إليه وهو يقول:

مصر يا مصر يا حكاية شعب 

صاغ أشكال مجدنا أشكالا

الرجال الرجال، كم من رجال

لم نكن قبلهم رجالاً رجالا

دمك المستهام يركض فينا

أسمر الوجه، واضحاً مختالا

ماهراً فى الوصول نحو المرامى

ومريداً ومارداً وغزالا

أو استمع إليه إذا شئت وهو يقول:

إن تقل مصر، فاسمها يسبق الفعل

ويحكى الأسماء والأفعالا

كنت دوماً يا مصر أماً رؤوماً  

وأباً حانياً، وعماُ وخالا

كم تحملت بالنيابة عنا

وتحملت عصوراً طوالا

ما اختلفنا عليك يوماً، وهل من

حجة؟ الجبال تبقى جبالا

تهنئة للأديب الدكتور علاء عبد الهادى، ولا أظنه بحاجة إلى أن نذكره بعبء الرسالة التى يحملها، ولا  قيمة المكان الذى يشغله، ولا أهمية الدور الذى عليه الاضطلاع به.
--------------------
بقلم: السيد حسن



مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة