19 - 04 - 2024

شبه مختلف| الإصلاح المزعوم

شبه مختلف| الإصلاح المزعوم

لم تتعرض دولة واحدة في العالم من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، لحرب شائعات مكثفة وطويلة مثلما تعرضت وتتعرض له مصر بصفة يومية، فلا يكاد تمر ساعة واحدة إلا وتنتشر فيها شائعة لا احد يعرف مصدرها ولا اسبابها، وتنتشر إنتشار النار في الهشيم لا يستطيع أحد أن يدحضها إلا إذا دارت دورتها بين الناس وتأكد كذبها.

واذا كانت للشائعات أكثر من مصدر يطلقها ويروجها ويلحقها بأخرى حتى يجري تصديقها على إنها حقيقة مسلمة، خاصة إذا تم تضمينها مقطع فيديو مجتزأ، أو نصف تصريح في صحيفة أو موقع الكتروني، وقد صارت مواقع التواصل الإجتماعي منصة عابرة للثقافات في ترويج الشائعات في اقل وقت ممكن حيث لا موانع ولا حدود تجعلها تتوقف عند شخص، خاصة وأن مرتادي تلك المواقع هما من عامة الناس ودهماؤها لا يستطيعون تفنيد ما ينقل لهم وتبين صحته من خطئه ، ناهيك عن التجاذب والاستقطاب السياسي الحاصل في الشارع المصري منذ عدة سنوات يجعل الهوى الشخصي نصيب كبير في ترويج الشائعات.

حتى أن إحدى الاحصائيات ذكرت انه تم ترويج 53 ألف شائعة  خلال ثلاثة أشهر ، كما أن هناك 10 آلاف حساب مزيف، تبث  الشائعات ضد مصر، وقال إن العدد أكبر من ذلك بكثير، وأن المواقع المزيفة لا يستطيع رصدها، وإذا تم رصدها سيكون بنسبة قليلة.

وقد وصل الأمر  - على سبيل المثال لا الحصر-  إلى أن هناك من روج عقب حادث محطة مصر المروع لشخص سوف يتولى الوزارة واتضح بعدها أن ذلك الشخص متوفي منذ عدة سنوات.

وللحد من تأثير الشائعات، فليس هناك طريقة من القضاء عليها إلا بمواجهتها بالحقيقة، و ليس هناك غير حل واحد هو فك القيود عن الإعلام المقروء او المرئي المستقل وليس التابع الذي ينتظر تعليمات الغرف المغلقة، وإذا كان الحديث قد كثر هذه الآونة عن إصلاحات إعلامية وصحفية ، رغم أن الحديث لم يكن لينقطع منذ عدة سنوات عن ضرورة أن يتم بناء جسور ثقة بين الإعلام المصري والمواطن بعد أن ساءت العلاقات بينهما  حد القطيعة، وهجرة أعداد كبيرة من المتابعين إلى منافذ أجنبية لاستقاء معلوماتهم منها حتى لو كانت تلك النوافذ يديرها كارهين أو مناوئين لمصر منذ أن شرخت جماعة الإخوان الشارع المصري بعد ثورة يونيو ٢٠١٣.

ورغم الطنطنة والترويج المستمر لانفتاح قادم غير أن الذي يجري هو التبشير بعودة الإعلامية لميس الحديدي عبر قناة العربية الحدث، وإطلالة يوسف الحسيني ومعه الكاتب الصحفي الدكتور عبد الحليم قنديل عبر شاشة اكسترا نيوز أو غيرها من الفضائيات، إلا أن هذا ليس الذي يطمح إليه المشاهد المصري ولا هؤلاء قادرين رغم موهبتهم وقدرتهم على إعادة الهاربين إلى الشاشات الأخرى.

والمطلوب  إذا كان لانريد أن  نواجه زيفا بزيف، وشائعة باختها، بل بالحقائق وحدها ترد عليها وتنفيها وتدحضها حتى تعود الثقة للمواطن ويستعيد ثقته في صحافته وإعلامه - إذ هو المالك الحقيقي لهم- ، هو ترك مفتوحا أمام الجميع بعيدا عن كتائب التخوين وحاملي صكوك الوطنية طالما كانت الأرضية هي الولاء للوطن وليس الأشخاص.

حزن الختام:-

قومي افتحي الشبابيك

يمكن يكون فيهم

دفا شارد

يمكن يسخن

قلبك البارد

واطوحي علي جثتي

اطوحي جامد

يمكن يعود النبض

وتنتفض روحي

وكل شيء وارد.
------------------------
بقلم: على ابراهيم

مقالات اخرى للكاتب

شبه مختلف | إيوا إيوا إيوا إيوا !!





اعلان